ألمانيا تقدم للمرضى كافة الخدمات
لا شك أن ألمانيا من الدول الرائدة والمتقدمة جدا في المجال الطبي وإعادة تأهيل المرضى، نظراً لتوفر لتوفر عدد كبير من الأطباء المختصين فيها، وأيضا لما عرفته صناعة الطب وتقنية العلاج فيها من تطور كبير جعلتها تحتل المراكز الأولى عالميا في هذا الميدان. كما تتميز ألمانيا بتوفر عدد كبير من المراكز الطبية، فهناك على سبيل المثال مراكز تخصصية ذات شهرة طيبة عالمية ومنها: المركز الألماني لأمراض القلب والشرايين في برلين، و المستشفيات الجامعية في ايسن، وآخن، ودسلدورف، وبون، وبرلين، وهانوفر، وهامبورغ، وماربورغ. والإضافة إلى ذلك يوجد عديد من المراكز الطبية المتخصصة ودور التأهيل والنقاهة تصل فيها نسبة المرضى العرب أحيانا 25 % من عدد النزلاء.
مستشفى ماربورغ الجامعي كمثال
يحتل مستشفى ماربورغ الجامعي مكانة خاصة ومتميزة، وتشمل اختصاصاته، إضافة إلى الدرس والبحث الجامعيين، مجال التطبيب وإجراء العمليات الجراحية المعقدة. وهو في الأوساط العربية يتمتع هذا المستشفى بسمعة طيبة. وقد تم مؤخرا فتح مكتب لتمثيله في مدينة أبوظبي الإماراتية من أجل تسويق الخدمات الألمانية في ميادين الصحة والعلاج. ويرى المسؤولون عن المستشفى ضرورة توفير ليس فقط العلاج المناسب للمرضى العرب القادمين في مجملهم من دول مثل السعودية والإمارات العربية المتحدة، بل أيضا الاهتمام بالجوانب الثقافية والدينية ـ وقد صدرت في هذا السياق عن جامعة توبنغن دراسة مهمة تشرح طريقة التعامل مع المرضى المسلمين، والعمل على تجاوز الحواجز اللغوية عن طريق الاستعانة بمترجمين فوريين، ولكن أيضا تنظيم أنشطة موازية للأسر المرافقة لهم من أجل تخفيف مصاعب الغربة عنهم.
و في هذا السياق يرى البروفيسور راينه موسدورف مدير مستشفى ماربورغ، وجراح القلب المعروف، الذي عرف المرضى العرب عن قرب ومنذ سنوات كثيرة، وخصوصا السعوديين منهم، يرى أنه على الرغم من تطور صناعة الطب في العالم العربي إلا أن المرضى العرب يفضلون الحضور للتداوي في المانيا لسببين: أولا: هناك من المرضى من يفضلون التداوي بين أبريل/ نيسان وأكتوبر/ تشرين الأول بعيدا عن الطقس الساخن في بلدانهم أو اغتنام الفرصة من أجل إجراء فحوصات طبية شاملة. ثانيا: هناك فئة، تحتاج إلى تقنية عالية غير متوفرة في العالم العربي، خصوصا فيما يتعلق بالتداوي من مرض السرطان، والأمراض الداخلية الأخرى. كما أن المستشفى الجامعي ينظم أيضا دورات تدريبية للأطباء العرب، ويتمتع بينهم بسمعة كبيرة.
مصدر دخل هام
يأتي التزايد في عدد المرضي القادمين من خارج ألمانيا بصورة عامة، ومن البلاد العربية بصورة خاصة، في الوقت الذي يعاني منه قطاع الصحة الألماني من مشاكل بنيوية وضائقة مالية ناتجة عن الإرتفاع المضطرد في تكاليف العلاج وهيمنة روابط الأطباء ولوبي صناعة الأدوية على عملية إتخاذ القرار. ولكن يبدو أن السمعة الطيبة للعلاج الطبي في ألمانيا هى الدافع الأهم لقدوم المرضى العرب إليها، في حين ترحيب الجهات الألمانية بهم كمصدر دخل جديد يساهم في تخفيف حدة مشاكل قطاع الصحة الألماني المالية.