ألمانيا تقرر إرسال عشرة مراقبين إلى سوريا والأسد يحذر فرنسا
١٦ مايو ٢٠١٢أشاد غيدو فيسترفيله وزير الخارجية الألماني بقرار حكومة بلاده بإرسال مراقبين عسكريين ألمان للعمل ضمن بعثة المراقبين الأمميين في سوريا. وقال الوزير الألماني الأربعاء (16 نيسان/ أبريل 2012)، إن بلاده ترغب في المشاركة بإسهام في إنجاح خطة السلام التي أعدها كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية لتسوية الأزمة في سورية.
واعترف فيسترفيله بأن القرار "لم يكن سهلا بالنسبة لنا، لكننا نريد أن نساعد في إنهاء العنف ونحول دون اشتعال المنطقة". وكان مجلس الوزراء الألماني، قد قرر في جلسته اليوم إرسال ما يصل إلى عشرة عسكريين غير مسلحين للعمل ضمن بعثة فريق المراقبين التابعين للأمم المتحدة في سوريا.
ومن جانبه، رحب حزب الخضر المعارض بالقرار وقال يورغن تريتين، زعيم الكتلة البرلمانية للحزب، إنه بالرغم من المخاطرة فإن "من الصواب أن تتحمل ألمانيا المسؤولية في هذا الأمر". وأعرب تريتين في الوقت نفسه، عن اعتقاده بأن عدد المراقبين الدوليين في سوريا سيبقى قليلا للغاية حتى بعد أن يتم وصوله كما هو مقرر إلى 300 شخص.
الأسد يحذر فرنسا
بدوره قال الرئيس السوري بشارالأسد، في مقابلة مع تلفزيون روسيا 24، بثت اليوم أن "الدول التي تبث الفوضى في سوريا يمكن أن تعاني منها". وتابعالأسد قائلا:"الفوضى الجارية والإرهاب، كل هذا ستكون له عواقب على أوروبا،لأنها ليست بعيدة عن منطقتنا، ويمكننا القول إننا جيران جنوب أوروبا". واعتبرالرئيس السوري، أن انتخابات مجلس الشعب، التي جرت في 7 أيار/ مايو في سوريا،أظهرتأن الشعب يدعم النظام وأنه لم يرضخ لتهديدات "الإرهابيين"، على حد تعبيره.
وفي ردعلى سؤال حول دور باريس في الأزمة وانتخاب أولاند رئيساجديدا لفرنسا،قال بشارالأسدإنه يأمل في أن يفكر الرئيس الفرنسي الجديد فرنسوا أولاند "بمصالح فرنسا" وأن يغير سياستها حيال سوريا والمنطقة. وتابع،"أنامتأكد منأنهالن تقوم على مواصلة بث الفوضى في الشرق الأوسط والعالم العربي بأسره".
مداهمات واقتحامات
ميدانيا، قتل 15 شخصا بينهم إمام مسجد اليوم الأربعاء في "إعدامات ميدانية" بأيدي قوات النظام بعد اقتحامها حيا في مدينة حمص في وسط سوريا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وذكر المرصد في بيان أن 15 شخصا، بينهم امرأة ورجل دين قتلوا في حي الشماس في مدينة حمص "خلال إعدامات ميدانية في مجزرة جديدة من مجازر النظام السوري"، والكلام للمرصد.
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، أن قوات الأمن السورية كانت "اقتحمت قبل منتصف الليل حي الشماس في حمص، وبدأت حملة اعتقالات ومداهمات شملت ثمانين شخصا".
وقال إن هذه القوات بدأت بتنفيذ "الإعدامات الميدانية" بعد منتصف الليل، مشيرا إلى اقتياد الشيخ مرعي زقريط، إمام مسجد أبو هريرة، من منزله والعثور عليه مقتولا "في منزل مهجور". وأكد عبد الرحمن أن الشيخ زقريط "معروف بأنه من دعاة التعايش والوحدة الوطنية، وهو محبوب من السنة والعلويين والمسيحيين في المنطقة، وناشط في مجال العمل الخيري". والشيخ زقريط له ستة أطفال، وهو في الثالثة والأربعين من العمر. وقتل اليوم أحد عشر شخصا آخرون في اشتباكات وإطلاق نار في محافظات حمص وإدلب ودرعا. يشار إلى انه لم يتم التأكد من صحة هذه المعلومات من مصادر مستقلة.
تجدد الاشتباكات في مدينة طرابلس
ويأتي ذلك، في الوقت الذي تجددت فيه الاشتباكات بعد ظهر اليوم الأربعاء في مدينة طرابلس في شمال لبنان بين منطقتي باب التبانة ذات الغالبية السنية وجبل محسن ذات الغالبية العلوية، ما أدى إلى سقوط أربعة جرحى، بحسب مصدر أمني. وأوضح المصدر أن الجيش اللبناني الذي انتشر الثلاثاء في مناطق الاشتباكات تعرض لإطلاق نار اليوم في باب التبانة خلال محاولته إزالة متاريس، فرد على إطلاق النار.
وعلى إثر ذلك، حصل توتر وتطور إطلاق النار إلى اشتباكات بين المنطقتين. وأصيب جندي وثلاثة مدنيين بجروح في الاشتباكات. وأفاد مراسل وكالة فرانس برس في المكان أن الجيش الذي انسحب من المنطقة الفاصلة يرد على مصادر إطلاق النار بالمثل. وأشار إلى تراجع حدة الاشتباكات بعد حوالي الساعة على اندلاعها، مع تسجيل رصاص قنص مكثف على المنطقة الفاصلة. ووقعت اشتباكات بين المنطقتين الأحد والاثنين تسببت بمقتل تسعة أشخاص، وانتشر على إثرها الجيش في مناطق الاشتباك وعمل على إزالة المتاريس، بعد اتصالات شملت رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المنحدر من طرابلس وقيادات سنية وعلوية في المدينة.
وأكدت كل القيادات المعنية رفع الغطاء عن المسلحين في المدينة. واندلعت الاشتباكات أساسا بعد ساعات على توقيف الإسلامي شادي المولوي في طرابلس بتهمة الارتباط "بتنظيم إرهابي". بينما يقول أفراد عائلته والتيار الإسلامي في اكبر مدن شمال لبنان بأن سبب توقيفه دعمه للثورة السورية.
(ع.ش/ د ب أ، أ ف ب)
مراجعة: أحمد حسو