"ألمانيا لن تعترف بفلسطين دون التنسيق مع إسرائيل"
٣٠ أكتوبر ٢٠١٤اعترفت الحكومة السويدية رسميا بدولة فلسطين الخميس (30 أكتوبر/ تشرين الأول 2014) في خطوة قالت إنها تأمل أن تساعد في إحياء عملية السلام المتوقفة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وفيما أشاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بهذه الخطوة، انتقدتها إسرائيل واستدعت سفيرها في ستوكهولم للتشاور، أما واشنطن فقد اعتبرتها "سابقة لأوانها".
وترى الخبيرة الألمانية في شؤون الشرق الأوسط بيترا شونينغ في حوار مع DW عربية أن خطوة اعتراف السويد بالدولة الفلسطينية منطقية باعتبار أن المجتمع الدولي يؤكد منذ عقود على ضرورة تأسيس دولة فلسطينية على حدود عام 1967. بيد أن شونينغ استبعدت أن تعترف ألمانيا بدولة فلسطين، وقالت إن هذا الاعتراف لو تم فسيكون بالتنسيق مع إسرائيل، مؤكدة أن بعض الدول الأوروبية لا تريد أن تسير على خطى السويد خشية إثارة الغضب الإسرائيلي.
وفيما يلي نص الحوار:
DW عربية: كيف تنظرين إلى اعتراف السويد رسمياً بدولة فلسطين؟
بيترا شونينغ: بشكل عام، يُعتبر اعتراف السويد بدولة فلسطين خطوة مهمة. لكن في واقع الأمر، المجتمع الدولي اعترف منذ عقود بحق إنشاء دولة فلسطينية مع صدور قرار التقسيم في عام 1947 عن الجمعية العامة التابعة لهيئة الأمم المتحدة. كما أن المجتمع الدولي أكد في الماضي وفي كثير من المناسبات على ضرورة تأسيس دولة فلسطينية على حدود 1967. وهذا أيضا هو مضمون قرار مجلس الأمن الدولي 242 الذي صدر في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 1967. وبالتالي فالمبادرة التي أقدمت عليها السويد بالاعتراف بدولة فلسطينية هي بمثابة خطوة منطقية.
لماذا جاءت هذه الخطوة من السويد بالذات؟
لا ليس السويد وحدها التي قامت بهذه الخطوة، فالبرلمان البريطاني كانت له أيضا مبادرة مماثلة بعدما اعترف رمزيا بالدولة الفلسطينية في خطوة غير ملزمة للحكومة البريطانية. كما أعتقد أن حوالي 134 دولة اعترفت بفلسطين كدولة حتى الآن. فبعد طلب السلطة الفلسطينية للعضوية الكاملة في الأمم المتحدة، كانت هناك موجة من الاعترافات بدولة فلسطين من قبل عدة دول من جميع أنحاء العالم. بيد أن بعض الدول الأوروبية مازالت لديها بعض التحفظات على الاعتراف بالدولة الفلسطينية لأنها تخشى من أن يتسبب ذلك في غضب الإسرائيليين.
هل تفتح السويد الباب أمام اعتراف دول غربية أخرى، كألمانيا مثلاً، بالدولة الفلسطينية؟
لا أعتقد أن ألمانيا بإمكانها الإقدام على مثل هذه الخطوة. لا يمكنني تصور ذلك. فإذا ما أرادت ألمانيا الاعتراف بالدولة الفلسطينية، فإنها ستقوم على الأرجح وقبل ذلك بالتنسيق مع إسرائيل التي أظن أنها لن توافق على هذه الخطوة. لكن في المقابل يمكنني تصور أن تحذو فرنسا حذو السويد وتعترف بالدولة الفلسطينية. وبشكل عام أعتقد أن هناك دولا داخل الاتحاد الأوروبي قد تعترف بالدولة الفلسطينية وأخرى تستبعد ذلك.
هل يمكن أن يساعد هذا الاعتراف في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أم سيساهم في تعقيده، برأيك؟
أرى أن مساعدة السلطة الفلسطينية في مسعاها إلى إنشاء دولة فلسطينية أمر جيد من جهة، لكن من جهة أخرى، سبق وأن أوضحت إسرائيل بأن مثل هذه الخطوات تحمل إشارات سلبية. فعندما تحصل السلطة الفلسطينية على مزيد من الاعترافات الجديدة، يصبح بمقدور فلسطين كدولة معترف بها دوليا أن تتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية ورفع شكوى ضد إسرائيل بدعوى ارتكابها لجرائم ضد الإنسانية (...) وهذا ما لا تقبل به إسرائيل. لكن وبشكل عام، فالرغبة في قيام دولة جديدة في الشرق الأوسط إلى جانب دولة إسرائيل يبقى أمرا إيجابيا.
واشنطن ترى في اعتراف السويد بالدولة الفلسطينية خطوة سابقة لأوانها. هل يمكن أن يشكل ذلك ضغطاً على الدول التي تريد أن تحذو حذو السويد؟
لا أعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية ستضغط على الدول التي تريد الاعتراف بالدولة الفلسطينية لثنيها عن ذلك. لكن الولايات المتحدة الأمريكية ستواصل دعمها لإسرائيل ولن تغير سياستها بهذا الخصوص.
بيترا شونينغ، أكاديمية وباحثة ألمانية متخصصة في قضايا الشرق الأوسط.