ألمانيا وأوروبا تحضان الجيش المصري على عدم استخدام العنف
١١ فبراير ٢٠١١وصفت المستشارة أنغيلا ميركل نقل الرئيس المصري حسني مبارك بعضا من صلاحياته إلى نائبه عمر سليمان بأنه "غير كاف". وطالبت الحكومة المصرية في الوقت ذاته بالامتناع عن استخدام العنف ضد المتظاهرين.
وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت باسم المستشارة "إن خيبة أمل المتظاهرين والحركة الديمقراطية (القائمة في مصر) مفهومة" مضيفا أن الاستعداد لإلغاء حالة الطوارئ في البلاد "أمر جيد"، لكن ما طرحه مبارك "لا يكفي".
"برلين قلقة جدا"
وتابع الناطق الرسمي أن الحكومة الألمانية "قلقة جدا"، وتأمل في أن تبقى الاحتجاجات سلمية ويسمح بها المسئولون. وأضاف: "الناس يتظاهرون من أجل الحرية والديمقراطية وكرامة الإنسان، وهي ذات المثل في ألمانيا، ولا بد أن تكون قاعدة لمصر الجديدة". وحذر زيبرت "من اعتقاد البعض في قدرته على إنهاء الاحتجاجات" لافتا إلى أن برلين "لا تسعى إلى تحديد من عليه تنظيم عملية الانتقال في البلاد، لكن ما يهمنا هو أن لا عودة عن عملية (الانتقال) التي بدأت".
بروكسيل: مبارك لم يفتح باب الإصلاحات
ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون الحكومة المصرية في بيان أصدرته بعد خطاب مبارك الأخير "إلى التحرك بسرعة في اتجاه انتخابات حرة وديمقراطية". وقالت أن "تحولا منظما ولا رجعة فيه نحو الديمقراطية، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة، هدف مشترك للاتحاد الأوروبي والشعب المصري". واعتبرت أن رفع حالة الطوارئ "خطوة إلى الأمام لا بد من تنفيذها في أقرب وقت ممكن". وأضافت:"يتحتم تلبية مطالب الشعب المصري وآماله، وهو من يحدد ما إذا كانت الخطوات التي أعلنها الرئيس مبارك تحقق تطلعاته". ولاحظت أن الرئيس مبارك "لم يفتح بعد الباب أمام الإصلاحات بصورة أسرع وأعمق".وأجرت آشتون اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أكدت فيه له أن الاتحاد "سيكون جاهزا بحزمة من الإجراءات للمساعدة ودعم التحول". وأصرّت على رغبتها في التوجه إلى مصر "في أقرب وقت ممكن" رغم رفض المسئولين المصريين هذا الطلب في وقت سابق من الأسبوع الجاري.
سياسيون ألمان يحذرون من استخدام الجيش للعنف
وطالب رئيس اللجنة الخارجية في البرلمان الاتحادي روبرشت بولنتس الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بتقديم مساعدات ملموسة إلى المتظاهرين، "وأن يؤكدا للمسئولين فيها أن المساعدات اللاحقة لمصر مرهونة بموقفها من العملية الجارية". وبعد أن أشار إلى أنه "في حال سال دم سيتم وضع كل شيء على طاولة البحث" استدرك قائلا إن "ذلك لا يعني خفض المساعدات الإنمائية بصورة آلية".
وقال نائب رئيس الكتلة النيابية لحزب اليسار الألماني يان فان آكن إن حسني مبارك "ملتصق بالسلطة، ما يجعله يشكل أكبر محذور وأكبر حمل ثقيل على مستقبل مصر". وحذر من أنه "إذا واصل الجيش المصري مهادنته للحكم ودعمه لقيادة النظام القديمة ستواجه مصر حربا أهلية دامية". ورأى حزب اليسار أن الحل الوحيد يكمن في "إنشاء حكومة انتقالية لا يقودها شخص من نظام مبارك أو نائبه عمر سليمان وتعمل على جمع مختلف الفئات حول طاولة للاتفاق على التحول الديمقراطي والإصلاح الدستوري".
وأعلن حزب الخضر الألماني أن على مبارك الاستقالة فورا وفتح الباب أمام طريق الديمقراطية. واعتبر رئيس الكتلة النيابية للحزب يورغن تريتين ومسئولة شؤونه الخارجية كارستين موللر أن خطاب مبارك شكّل "استفزازا" وهدف إلى شق المصريين واللعب على الوقت وافتعال العنف. وأضافا أن نائب الرئيس سليمان "يلعب معه هذه اللعبة الوقحة، الأمر الذي أفقد النظام كل مصداقية" مشيران إلى أن الحل يكمن في تشكيل حكومة انتقالية تستند إلى قاعدة سياسية وشعبية واسعة. وبعد أن حضا الجيش المصري على دعم عملية انتقال سلمي للسلطة طالبا الاتحاد الأوروبي وحكومتيهما "التوقف عن المناورة ومطالبة الرئيس المصري بالاستقالة والتأكيد على التعامل فقط مع حكومة مستقلة تمثل القوى المتظاهرة".
وقال الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط أودو شتاينباخ إنه يتعين على الرئيس المصري حسنى مبارك الاستقالة في غضون 48 ساعة محذرا من احتمالات وقوع انقلاب عسكري. وأضاف الأستاذ في مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة ماربورغ في تصريحات للقناة الثانية في التليفزيون الألماني "زد دي إف" أنه إما أن يستقيل مبارك خلال فترة وجيزة أو أن يتدخل الجيش، لكن شتاينباخ بدا متفائلا من إمكانية نجاح الجيش المصري في إقناع مبارك بالقيام بالخطوة الأخيرة، وهي الاستقالة.
اسكندر الديك
مراجعة: هبة الله إسماعيل