ألمانيا والأرجنتين إلى نصف نهائي كأس القارات
١٩ يونيو ٢٠٠٥في أول لقائي الجولة الثانية للمجموعة الأولى مُني المنتخب التونسي بهزيمة غير مستحقة أمام المنتخب الألماني المضيف بثلاثة أهداف نظيفة. هذا مع أن التونسيين سيطروا على معظم مجريات المباراة، وبشكل خاص على مجريات الشوط الأول. لكن يبدو أنهم يفتقدون للخبرة اللازمة في مواجهة المنتخبات العالمية العريقة، مثل الفريق الوطني الألماني.
قال اللاعب الإنجليزي الشهير غاري لينيكر يوماً ما: "إن لُعبة كرة القدم تضم 22 لاعباً يتصارعون على الكرة، وحكماً يتّخذ العديد من القرارات الخاطئة، وفي النهاية تفوز ألمانيا دائما". هذا ما قاله اللاعب الإنجليزي غاري لينيكر قبل سنوات عديدة. أما أنا فأوردت هذه المقولة لعلها تكون عزاءً للفريق التونسي الهمام الذي خاض مباراة رائعة تستحق التقدير. إذ سيطر الفريق العربي الوحيد المشارك في البطولة على مجريات اللعب معظم الوقت، وتميز بإتقان المهارات الفنية والمراوغة وبلياقة بدنية عالية. لكنه لم يوفق في التغلب على دفاع الفريق الألماني ولا على حارس المرمى ليمان الذي نجح في إنقاذ مرماه من هدف محقق بعد أن سدد اللاعب كلايتون ضربة ركنية مباشرة إلى الزاوية القريبة للمرمى الألماني.
وهكذا فشل التونسيون في ترجمة الفُرص الجيدة التي سنحت له إلى أهداف. إذ كان لديهم بعض الفرص الجيدة لهز شباك حارس المرمى الألماني ليمان المحترف في فريق تشلسي الإنجليزي، لا سيما المهاجم التونسي البارع دوس سانتوس، البرازيلي الأصل، وزميله زياد جزيري اللذان أضاعا فرصاً كبيرة للتسجيل كانت تكفل للفريق التونسي التقدم على المنتخب الألماني المضيف.
وظلّ المنتخب التونسي الأفضل على أرض المستطيل الأخضر حتى الدقيقة 70. بعد ذلك وفي العشرين دقيقة الأخيرة من المباراة التي أقيمت على ملعب مدينة كولونيا أمام أكثر من 44 ألف مشجع، استعاد المنتخب الألماني توازنه وقلب موازين القوى لصالحه.
وفي الدقيقة احتسب الحكم الجامايكي برينديرغاست ضربة جزاء للفريق الألماني انبرى لها الكابتن ميشائيل بالاك مُحرزاً هدف التقدم لألمانيا. وبعد ست دقائق على إحراز الهدف الأول أضاف لاعب بارين ميونيخ باستيان شفاينشتايغر الهدف الثاني لألمانيا لتنهار معنويات التونسيين.
وقبل نهاية اللقاء بدقيقتين اختتم اللاعب البديل مايك هانكه أهداف ألمانيا الثلاثة بعد أن تابع كرة ارتدت من الحارس التونسي المتألق بومنجه. كان مايك هانكه دخل المستطيل الأخضر في الدقيقة 85 بديلاً عن المهاجم بودولسكي الذي أبلى بلاء حسناً. وهكذا نجح الفريق الألماني في حسم اللقاء لصالحه خلال 15 دقيقة فقط ليكون أول الفرق المتأهلة للدور نصف النهائي.
أستراليا - الأرجنتين 2 : 4
وضمن منافسات الجولة الثانية للمجموعة الأولى تغلّب المنتخب الأرجنتيني على نظيره الأسترالي بأربعة أهداف لهدفين. وبذلك تخطى البطل الأولمبي بطل أوقيانوسيا في طريقه إلى نصف نهائي كأس القارات. جاء الشوط الأول بأفضلية واضحة للأرجنتينيين الذين فرضوا سيطرتهم على المباراة منذ الدقيقة الأولى. افتتح مهرجان الأهداف في المباراة التي أقيمت على ملعب نورنبيرغ أمام 25 ألف مشجع، اللاعب المتألق لوسيانو فيغوروا محرزاً هدف التقدم للأرجنتين في الدقيقة 12. وفي الدقيقة 31 احتسب الحكم ضربة جزاء للأرجنتين استغلها ريكلمه لتعزيز تقدم فريقه لهدفين للا شيء.
وبعد الاستراحة واصل البطل الأولمبي سيطرته على المباراة وعاد اللاعب فيغوروا المحترف في نادي فيلاريال الإسباني ليُحرز الهدف الثاني له والثالث للأرجنتين التي بدا من المؤكد أنها ستخرج منتصرة من اللقاء. غير أن الفريق الأسترالي نجح في تسجيل هدفين في الدقيقتين 60 و69 حملا إمضاء اللاعب جون ألويزي، وذلك بسبب إهمال بعض اللاعبين الأرجنتينيين واعتقادهم أن المباراة قد حُسمت لصالحهم.
وفي الدقائق الأخيرة من المباراة واصل الأستراليون ضغطهم على مرمى الحارس الأرجنتيني فرانكو ليو لإدراك التعادل، إلا أنهم لم يُوفّقوا بذلك.
وفي الثواني الأخيرة من اللقاء الذي تحسن مستواه وازداد إثارة في النصف ساعة الأخيرة، نجح فيغوروا في تسجيل الهدف الثالث له والرابع لفريقه الذي لحق بذلك بالمنتخب الألماني إلى الدور نصف النهائي. أما المنتخب الأسترالي فعليه مواجهة المنتخب التونسي في الجولة الثالثة والأخيرة من منافسات المجموعة الأولى في مباراة عديمة الأهمية.