ألمانيا وفورمولا1 ـ حضور دائم وسجل حافل بالنجاحات
٢٤ نوفمبر ٢٠١٤كان سائق فريق مرسيدس الألماني نيكو روزبيرغ يأمل بالفوز بلقب كأس العالم حتى الساعة الأخيرة من آخر السباقات على حلبة أبو ظبي. بيد أن منافسه ومتصدر الترتيب العالمي وزميله في الفريق الإنكليزي لويس هاميلتون خطف لقب البطولة لموسم 2014 منه بعد فوزه بالسباق. ورغم أن روزبيرغ كان أول المنطلقين في السباق لكن سيارته لم تسعفه بعد أن عانت من مشكلة في نظام استعادة الطاقة، كما ازدادت متاعب السائق الألماني بعد أن اشتكى من وجود مشكلة أخرى في دواسة الوقود.
فشل روزبيرغ في أن يكون ثالث ألماني يفوز ببطولة العالم في فئة سيارات "فورمولا 1"، بعد الأسطورة ميشائيل شوماخر، الذي فاز باللقب سبع مرات، وسائق (ريد بول – رينولت) سيباستيان فيتيل، الذي احتكر هو وفريقه آخر أربعة ألقاب للبطولة.
وإذا كان الزواج بين النمساوي (ريد بول) والفرنسية (رينولت) قد أفلح في إنجاب الفوز أربع مرات للألماني فيتيل، فإن فريق ومحركات مرسيدس الألمانية في موسم 2014 تفوقا على كل الفرق المنافسة. فقد فازت مرسيدس بلقب المصنعين، لكنها فشلت في منح اللقب لمواطنها روزبيرغ، الذي قاتل حتى اللحظات الأخيرة ضد زميله في الفريق هاميلتون.
تاريخ الألمان في السباقات
سباقات "فورمولا1" ليست كمثيلاتها من سباقات السيارات. فسيارات الفرق المتنافسة تنطلق بسرعات تصل أحيانا إلى أكثر من 300 كم/ بالساعة. كما تحظى سياراتها ببريق مختلف عن الفئات الأخرى، يتقاسمه معها سائقون يحظون بمكانة نجوم الأفلام والغناء. وفي تاريخ السباقات التي انطلقت لأول مرة عام 1950، شارك 46 سائقا ألمانيا في البطولة. أولهم باول بيتش الذي قاد سيارة مازاراتي في أول بطولة عام 1950.
أبرزهم بالطبع هو بطل العالم سبع مرات ميشائيل شوماخر الذي فاز باللقب مع فرق جوردن ثم مع بينيتون ووصل إلى قمة مجده مع فريق فيراري الإيطالي. واعتزل السباقات وعاد بعد عامين مع فريق مرسيدس، لكنه لم يحقق معه أي نجاح واختفى عن الأنظار بعد إصابته، ليس على حلبات السباقات بل في حادث التزلج على الجليد في أحد المنتجعات الفرنسية. ورغم أن ميشائيل شوماخر لم يحقق مع مرسيدس أي نتيجة خلال مسيرته مع الفريق الألماني، الذي كان يحلم بسائق ألماني بوزنه، لكنه قدم الكثير للفريق.
فقد قال مدير الفريق السابق نوربرت هاوغ عن شوماخر إن "ميشائيل كان له دور كبير في تطوير سيارات الفريق. ويعود له جزء كبير من النصر الذي حققه فريق مرسيدس خلال موسم عام 2014 "، رغم الغيبوبة التي كان يعاني منها في مستشفى فرنسي. و كان الفريق لا يملك أي حظوظ في منافسة أي من الفرق، خلال خمسة أعوام من دخوله إلى حلبات المنافسة.
أما شقيق ميشائيل، رالف شوماخر فقد حاول بين عامي 1997 و2007 الفوز بلقب البطولة، لكنه فشل وبقي في ظل شقيقه الأكبر، رغم فوزه ببعض المسابقات خلال مسيرته، خاصة مع فريق وليامز الذي كان يزود سياراته بمحركات بي أي دبليو الألمانية أيضا. وبجانب الشقيقين شوماخر هناك أسماء ظهرت واختفت من حلبات السباق، مثل نيك هايدلفيلد أو أسماء أخرى مازالت تنافس على الحلبات، لكنها لم تفلح في تحقيق نتائج كبيرة، مثل أدريان سوتيل ونيكو هولكنبيرغ وتيمو كلوك.
فيتيل يغير مقعده
ولم تخل حلبات سباقات الفورمولا1 من الألمان حتى بعد أفول نجم شوماخر. فقد ظهر بقوة سيابستيان فيتيل مع فريق "ريد بول – رينولت" الذي تنبأ له شوماخر منذ بداية انطلاقه بمستقبل كبير. ولم يخيب فيتيل أمل جمهوره الألماني وفاز ببطولة العالم أربع مرات متتالية منذ عام 2010 وحتى العام الماضي. أما في موسم 2014 فقد أخفق في منافسة سائقي فريق مرسيدس، واحتل المركز الخامس في ترتيب السائقين بعد نهاية الموسم. فيما احتل فريقه المركز الثاني في فئة المصنعين خلف مرسيدس.
هذه النتيجة دفعت فيتيل لمغادرة "ريد بول- رينولت" إلى فيراري الإيطالي. وأعرب بعد توقيعه العقد عن سعادته بالانضمام إلى الفريق، الذي اعتبره أسطورة سباق السيارات العالمي فورمولا-1. وقال فيتيل"سأكون جزءا من أسطورة". وسيخوض فيتيل مع فيراري منافسات المواسم الثلاثة المقبلة للبطولة العالمية الأشهر بعد رحيل السائق الأسباني فيرناندو ألونسو عن الفريق في وقت سابق. ويأمل فيتيل في تحقيق النجاحات التي حققها شوماخر مع فيراري. لكن الموسم القادم سيشهد تغييرات كثيرة وتنقلات في السائقين وشركاء الفرق.
ويغير السائقون مقاعدهم من فريق إلى آخر، ويغير المصنعون من محركات سياراتهم ويتعاقدون مع مصنعي محركات أخرى، وتغير الفرق أيضا الشركات المصنعة للإطارات التي تلعب دورا في فوز أو خسارة سائقيها على الحلبات. ومنذ عام 1950 وحتى اليوم، شهدت الحلبات ظهور نجوم وأفول آخرين، لكنها لم تخل يوما من سائق أو فريق أو محرك ألماني الصنع.