أنصار البيئة يبدأون حملة لحماية اسماك القرش في أوروبا
٨ أكتوبر ٢٠٠٧بعد الباندا العملاقة وحيوان الفقمة بفرائه الثمين والحوت يتأهب أنصار البيئة الأوروبيون لإطلاق حملة جديدة تبدأ اليوم الاثنين 8 أكتوبر/تشرين الأول لحماية سمك القرش الذي بات هو الآخر مهددا بالانقراض. وعن أهداف هذه الحملة يقول ساندرين بولتي خبير علوم البحار بجماعة "أوشينا" الدولية المعنية بشئون البيئة قائلا: " القرش ليس جذابا مثل حيوان الباندا ولكنه يلعب دورا مهما في المحيط... وإزالة أسماك القرش من السلسلة الغذائية ستكون له عواقب وخيمة".
وعلى مدى قرون من الزمان ونظرة الثقافة الأوروبية إلى أسماك القرش ظلت مقرونة بنوع من الذعر والرعب مازالت سائدة إلى اليوم الحاضر حيث يُنظر إليها كأسماك قاتلة وخطيرة على الإنسان. وزادت أفلام هوليود من ناحيتها في ترسيخ هذه الصورة الخاطئة في الأذهان. ويعترف بولتي بقوله: "سلسلة أفلام الفك المفترس لم تساعد على الإطلاق... بل زادت من صعوبة الحديث مع الناس عن القرش مقارنة بالحوت على سبيل المثال".
القروش فصائل متعددة...
تظم العائلة البيولوجية الهائلة لسمك القرش عددا من الفصائل من بينها كلب البحر، وهو نوع صغير يقل طوله عن نصف المتر، والقرش الأبيض العملاق الذي يصل طوله لستة أمتار والقرش الحوتي الذي يعيش في المياه المدارية ويبلغ طوله 15 متر، فضلا عن القرش المتشمس، أكبر أنواع القرش التي يتم رصدها بانتظام في المياه الأوروبية. ويقتات هذا الأخير من اللكائنات الحيوانية أو النباتية الصغيرة المعلقة أو الطافية في المياه. وهذه القروش يصل طولها إلى 12 مترا. وهناك أيضا أنواع أخرى من أسماك القرش التي تساهم في تنظف قاع المحيط وأخرى تصطاد الأسماك الضعيفة أو المصابة.
...مهددة بالانقراض...
أما أسماك القرش الأبيض العملاقة فتعيش وتتناسل في المياه الدافئة كمياه البحر الأبيض المتوسط. ويتغذى القرش الأبيض برغم ضخامة حجمه بالنباتات المائية وحدها. ويقول الخبراء إن عائلة القرش تتعرض لتهديد شديد الآن جراء عمليات الصيد التجاري. وبينما تخضع مصايد الأسماك الأوروبية التي تضم أسماك القد والحدوق وغيرها من الأسماك الغذائية الأخرى لإجراءات تنظيمية ورقابية فإن مصايد أسماك القرش الأوروبية لا تحظى بالحماية الكافية، فهي مازالت تعاني من قلة التنظيم والمراقبة الكافية وعلى شاكلة الأسماك الأخرى فإنها تتعرض للاستنزاف وبالتالي الانقراض. وقال بولتي " لقد بدأت المصايد الأوروبية مؤخرا في استهداف القرش بشكل متزايد مدفوعة في هذا بتزايد الطلب على زعانفها التي يستطعمها مواطنو آسيا".
...وتحتاج إلى الحماية
ومن أكثر الممارسات المثيرة للجدل في عمليات الصيد الحديثة هي اصطياد أسماك القرش وحدها بغرض الاستفادة من زعانفها وعلى نفس السفن يتم قطع الزعانف بينما لا تزال السمكة حية ثم يلقى بها في البحر ثانية. ويقول خبراء في شئون المحيط إن هذه الممارسة غير قانونية لكن النظام الحالي هو ببساطة غير كاف للتعامل مع مثل تلك التصرفات. وقال بولتي " إن أسماك القرش من بين أكثر الأنواع المهددة في المحيطات". ولتسليط الضوء على القضية شكلت منظمات غير حكومية معنية بشئون البيئة " تحالف القرش" وهو تجمع يهدف الدفاع عن أسماك القرش على كافة المستويات داخل أوروبا.