أنصار مرسي ومعارضوه يحشدون والجيش يحذر من اللجوء للعنف
١٩ يوليو ٢٠١٣في إطار تصاعد الدعوات للتظاهر اليوم الجمعة (19 تموز/ يوليو 2013) والتي أطلقتها حركة "تمرد" وكذلك جماعة الإخوان المسلمين في رد عملي لها على خطاب الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور، أعلن المتحدث باسم الجيش المصري العقيد أركان حرب أحمد محمد علي أن "حرية التعبير عن الرأي حق مكفول للجميع، تحميه القوات المسلحة وتوفر له التأمين المناسب". وأضاف المتحدث أن الجيش المصري "يتعهد في إطار مسؤولياته الوطنية تجاه الشعب المصري بحماية المتظاهرين السلميين في كافة ربوع الوطن، بالتنسيق والتعاون مع عناصر وزارة الداخلية".
وحذر المتحدث باسم الجيش المصري في الوقت ذاته من مما وصفه بـ "الانحراف عن المسار السلمي للتعبير عن الرأي، أو اللجوء إلى أي أعمال عنف أو تخريب للمنشآت العسكرية أو الإضرار بها أو تكدير السلم المجتمعي، وتعطيل مصالح المواطنين، أو الاحتكاك بتجمعات المتظاهرين السلميين". واعتبر علي أن من يلجأ إلى خيار العنف والخروج عن السلمية في تظاهرات الجمعة "سوف يعرض حياته للخطر وسيتم التعامل معه بكل حسم وفقاً للقانون، حفاظاً على أمن الوطن والمواطنين".
وتشهد أنحاء متفرقة من مصر اليوم الجمعة مظاهرات حاشدة، مؤيدة ومعارضة للرئيس المعزول محمد مرسي، خاصة العاصمة القاهرة، فيما أصدرت السفارة الأمريكية تحذيرات لمواطنيها بعدم الاقتراب من أماكن المظاهرات. ودعا "التحالف الوطني لدعم الشرعية" الموالي لمرسي والمكون من عدة أحزاب إسلامية، إلى مسيرات تنطلق من 18 مسجدا عقب صلاة الجمعة على أن تنضم إلى اعتصامي "رابعة العدوية" بمدينة نصر شرق القاهرة و"ميدان النهضة" أمام جامعة القاهرة بالجيزة، وذلك في مليونية يطلق عليها الإسلاميون "كسر الانقلاب".
في المقابل، دعت قوى سياسية وثورية خصوصا المنضوية في حركة "تمرد" إلى الاحتشاد في ميادين مصر اليوم، خاصة ميدان التحرير بقلب القاهرة وفي محيط قصر الاتحادية، للمشاركة في مليونية "جمعة النصر والعبور". ودعت القوى الثورية إلى استمرار الاحتشاد للإفطار الجماعي ثم أداء صلاة العشاء والتراويح حتى بداية يوم جديد بالتزامن مع ذكرى حرب العاشر من رمضان.
وسادت حالة من الهدوء ميدان التحرير قبيل مليونية "النصر والعبور" للتأكيد على مطالب "ثورة 30 يونيو" ودعم القوات المسلحة. بدورها، دعت الجمعية الوطنية للتغيير جماهير الشعب المصري إلى الاحتشاد في ميادين وشوارع مصر اليوم خاصة التحرير ومحيط الاتحادية، في مظاهرات ومسيرات سلمية للدفاع عن الثورة وتأكيد الإصرار على تحقيق جميع أهدافها.
وكان الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور قد وعد الخميس بمواجهة من اتهمهم بدفع البلاد إلى الفوضى وذلك قبل ساعات من مظاهرات حاشدة تخطط لها جماعة الإخوان المسلمين للمطالبة بعودة الرئيس الإسلامي المعزول محمد مرسي. وتعهد منصور في أول خطاب له منذ تنصيبه في الرابع من تموز/ يوليو باستعادة الاستقرار والأمن. وقال في خطابه الذي بثه التلفزيون المصري: "إننا نمر بمرحلة حاسمة من تاريخ مصر يريد لها البعض أن تكون طريقا إلى المجهول ونريد لها أن تكون طريقاً إلى الأفضل...".
من جانب آخر تلقى وزير الخارجية المصري نبيل فهمي اتصالاً هاتفياً من نظيره الأمريكي جون كيري. وذكر المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية في بيان اليوم الجمعة، أن وزيري الخارجية بحثا عدداً من القضايا الإقليمية وفي مقدمتها الجهود المبذولة لاستئناف مباحثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين عقب الجولة الأخيرة التي قام بها كيري في المنطقة ولقائه في الأردن مع أعضاء لجنة المتابعة العربية، فضلاً عن تطورات الأوضاع في مصر.
وقال المتحدث إن كيري أبدى من جانبه اهتمامه البالغ بتحقيق تطلعات الشعب المصري ونجاح المرحلة الانتقالية الحالية. وأضاف أن "فهمي تناول مع نظيره الأمريكي التطورات الداخلية في مصر حيث قدم شرحاً لحقيقة التطورات التي تمر بها البلاد منذ ثورة 30 يونيو وأكد التزام الحكومة المصرية بإقامة ديمقراطية حقيقية راسخة لأن هذا يعد مطلباً أساسياً للشعب المصري وبما يضمن مشاركة جميع القوى السياسية بما في ذلك التيار الإسلامي دون إقصاء أو استبعاد لأي فصيل طالما كان هناك التزاماً بالسلمية واحترام القانون الذي يطبق على الجميع بدون استثناء".
من ناحية أخرى طالبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مجدداً بالإفراج عن الرئيس المصري المعزول محمد مرسي. وقالت ميركل اليوم الجمعة في المؤتمر الصحفي الاتحادي بالعاصمة برلين خلال تعليقها على تطورات الأوضاع في مصر، إنه يتعين أيضاً إجراء عملية سياسية "تشمل كافة الأطياف المجتمعية". وأضافت ميركل: "المواطنون الذين ليسوا من الإخوان المسلمين شعروا بأنه تم معاملتهم بصورة سيئة عندما كان مرسي رئيساً، والآن إذا حدث العكس فإنه سيكون أمراً سيئاً بالنسبة لمواصلة التطور".
ع.غ/ أ.ح (د ب أ، رويترز)