أنغام عراقية في تل أبيب
١٣ يوليو ٢٠١٢تزاحم مئات اليهود من أصل عراقي في قاعة "بيت هَحيال" في تل أبيب لحضور الحفل الغنائي للمطرب المحبوب والعندليب العراقي إسماعيل فاضل.
كان بين عشاق الطرب العديد من الإسرائيليين الذين ولدوا ليهود لاجئين من العراق حيث عاشوا وترعرعوا أبا عن جد أكثر من 2500 عام. وليس من الغريب أن يستقطب هذا العرض الفريد في نوعه على مسارح إسرائيل كثيرا من المسنين والمعاقين الذين فقدوا قدرة الحركة لكنهم ما زالوا يتمسكون بشعور الانتماء العراقي ويحنون إلى الطرب والمطربين العراقيين أبناء جلدتهم.
منتج الحفل والرائد لمهرجان القصص السنوي يوسي الفي أعرب عن أمله في أن يكون هذا اللقاء الفني نافذة تواصل بين العراقيين جمعيا بمختلف أديانهم وعقائدهم ، داعيا الله أن ينتشل الشرق الأوسط من النزاعات وان يعم السلام والوئام مشددا على دور المجتمع المدني في اختراق الحواجز وتذليل الصعوبات.
" على شواطئ دجلة مر"
وصدحت الأنغام الموسيقية من آلات العازفين العراقيين الأصل مثل البير الياس على الناي والياس زبيدة على الكمنجة إضافة إلى الجيل الثالث ممن ولدوا في إسرائيل لكنهم تشبعوا بحب ألعراق من خلال روايات أهلهم عن الحياة في بلاد ما بين النهرين. وانطلقت الأغاني العراقية القديمة مثل أغنية سليمة مراد " على شواطئ دجلة مر يامُنيتي وقت الفجر" والحان الموسيقار صالح الكويتي ، فيما انضم الحضور بكل جوارحه للمطرب إسماعيل فاضل وعانقه بالتصفيق والهتاف الذي تخللته الآهات والحسرات على فراق الحبيبة بغداد.
البلبل العراقي الأصيل نقل الحضور إلى أجواء عراقية مع مرورا بالبصرة "أحيا وأموت بالبصرة خللا بقلبي ألحسرة" ، تبعتها إطلالة على الناصرية "للناصرية للناصرية تعطش وأشربك مي باثنين أيدي" ، وما إن شدا بأغنية "فوق النخل " حتى تحول الغناء الجماعي إلى صلاة فياضة بمشاعر الحنين ، وسرعان ما تحولت القاعة إلى ملتقى يفيض بحب العراق وكأنه مناجاة لرب العالمين بأن ينقذ الوطن الأم من براثن الإرهاب ويستعيد عافيته.
ولم يخلُ العرض من مفاجئات ، حيث اعتلت المغنية ساري ابنة آلفي خشبة المسرح لتغني جنبا إلى جنب فاضل إسماعيل ، حيث أديا من جديد الأغنية العراقية القديمة "دلًلوي"مع مقاطع بالعبرية بالتناوب مع ألعربية مما نال استحسان الحضور.
كانت هذه هي المرة الثانية التي وجهت فيها ألفي الدعوة لهذا المطرب الأصيل الذي اضطر كغيره من العراقيين إلى مغادرة وطنه متجرعا كأس الغربة القسرية ، حيث رحل إلى استراليا مع عائلته بحثا عن السلام و العيش الكريم والطمأنينة.
الكاتبة: ليندا منوحين عبد العزيز
تحرير ملهم الملائكة