أوباما وميركل قلقان إزاء الأزمة المأساوية في سوريا
٢٤ أبريل ٢٠١٦قال الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال زيارة لألمانيا اليوم الأحد (24 ابريل نيسان 2016) إنه "قلق للغاية" بشأن تصاعد أعمال العنف في سوريا حيث كثفت القوات الحكومية قصفها لمناطق يسيطر عليها معارضون حول مدينة حلب الاستراتيجية.
وبعد محادثات مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في قصر بمدينة هانوفر يعود للقرن السابع عشر تحدث الرئيس الأميركي عن "أزمة إنسانية مأساوية" في سوريا قائلا إنه ما زال يؤمن بالحل السياسي للمعارك هناك. داعيا إلى "إعادة إرساء" وقف إطلاق النار في سوريا.
وفي غضون ذلك تصاعدت وتيرة القتال في سوريا، حيث حصد الأحد 26 قتيلا في حلب، ما ينذر بالاطاحة الكاملة باتفاق الهدنة الذي تم التوصل اليه قبل ثمانية أسابيع. وقتل الاحد 26 مدنيا على الاقل في القصف المتبادل بين قوات النظام والمعارضة المسلحة في مدينة حلب، التي تواصلت فيها أعمال العنف لليوم الثالث على التوالي.
ودعا الرئيس أوباما الاحد إلى "اعادة ارساء" وقف اطلاق النار في سوريا، موضحا انه تشاور اخيرا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في الملف السوري. وقال أوباما في مؤتمر صحافي عقده في ألمانيا حيث يقوم بزيارة "تحادثت مع الرئيس بوتين مطلع الاسبوع، في محاولة للتأكيد اننا سنكون قادرين على اعادة ارساء وقف اطلاق النار" في سوريا.
وأضاف أوباما "نحن جميعا قلقون حيال الأزمة الانسانية المأسوية داخل سوريا". لكنه رفض مجددا فكرة فرض مناطق آمنة للسكان المدنيين عبر تدخل من خارج سوريا، موضحا ان هذا الرفض ليس مرتبطا باسباب "ايديولوجية" بل "عملية".
وتابع "الحقيقة انه حين ابحث هذا الأمر مع وزارة الدفاع، وقد فعلنا ذلك مرارا، لرؤية كيفية تطبيق ذلك في شكل ملموس، فمن الصعوبة بمكان ويا للاسف القيام بذلك الا اذا تمت السيطرة على قسم كبير من البلاد".
وفي وقت سابق، كرر اوباما رفضه في مقابلة مع البي بي سي فكرة ارسال قوات برية الى سوريا.
وقال في هذه المقابلة "لكني اعتقد حقا ان بوسعنا ممارسة ضغوط على المستوى الدولي على كل الاطراف الموجودة (في الساحة السورية) لكي تجلس حول الطاولة وتعمل على التفاوض من اجل مرحلة انتقالية"، مشيرا الى روسيا وايران اللتين تقدمان الدعم للنظام السوري، و"المعارضة السورية المعتدلة".
"محادثات جنيف يجب أن تهدف للاتفاق على مناطق آمنة"
ومن جهتها قالت المستشارة ميركل اليوم الأحد إنها لا تؤيد إقامة "مناطق آمنة" تقليدية في سوريا تحميها قوات أجنبية لكنها تعتقد أن محادثات السلام في جنيف قد تتمخض عن الاتفاق على مناطق يمكن أن يشعر فيها السوريون الفارون من الحرب بأنهم في مأمن من القصف.
وأضافت خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس أوباما "أعتقد أنه إذا لاحظتم ما قلته بالأمس في تركيا فهذا الأمر (المناطق الآمنة) يجب أن تتمخض عنها محادثات السلام في جنيف.. لا نتحدث عن مناطق آمنة تقليدية." وتابعت "هل بإمكان أحد عندما يتحدث عن وقف إطلاق نار أن يحدد- في المحادثات بين شركاء التفاوض في جنيف- مناطق يمكن أن يشعر فيها الناس بأنهم في آمان. لا يتعلق الأمر ببعض النفوذ من الخارج بل يجب أن يكون من داخل المحادثات."
وامتدح الرئيس أوباما اليوم الأحد تعامل المستشارة الألمانية مع أزمة الهجرة التي واجهتها أوروبا والتي تدفق خلالها ملايين اللاجئين والمهاجرين على القارة فرارا من الحروب والفقر في الشرق الأوسط وأفريقيا. وقال أوباما في مؤتمر صحفي مع مضيفته الألمانية "إنها تقف في الجانب الصحيح من التاريخ في هذه القضية. "في هذا العالم .. من الصعب جدا علينا أن نقوم ببساطة ببناء أسوار."
م.س(د ب أ، أ ف ب، رويترز)