أوباما يعد بإيضاحات وفيسترفيله لا يرى في المصالح الأمنية مبررا للتجسس
١ يوليو ٢٠١٣أعلن الرئيس الأميركي باراك اوباما من دار السلام في تنزانيا اليوم الاثنين (1 يوليو/تموز) أن الولايات المتحدة ستقدم لحلفائها الأوروبيين كل "المعلومات" التي يطالبون بها حول نشاطات التجسس الالكتروني المنسوبة إلى وكالة استخبارات أميركية استهدفت بعثات للاتحاد الأوروبي في واشنطن ومقر الأمم المتحدة. وأضاف اوباما أن واشنطن تواصل "درس" مضمون مقالات صحافية نقلت عن وثائق قدمها المستشار السابق لدى الاستخبارات الأميركية ادوارد سنودن، وهي "ستتواصل بالشكل المناسب مع حلفائها" بشأن هذه القضية. وأوضح اوباما "عندما سنحصل على جواب سنقدم كل المعلومات التي يريدها حلفاؤنا". وكان الاتحاد الأوروبي الذي كان هدفا لعملية التجسس هذه مع عدد من الدول الأوروبية طالب الإدارة الأميركية أيضا بإيضاحات.
ومن جهته أعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله عن اعتقاده بأن المصالح الأمنية للولايات المتحدة لا تبرر التجسس على الشركاء الأوروبيين. وخلال كلمة له أمام الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي الحر في ولاية شمال الراين وستفاليا، قال فيسترفيله مساء اليوم الاثنين المنتمي لهذا الحزب إن على الأمريكيين أن يأخذوا اتهامات التجسس مأخذ الجد وأن يقدموا توضيحا لهذه الواقعة دون إبطاء.
وأوضح فيسترفيله :"نريد أن نعرف من الجانب الأمريكي بشكل واضح وموثوق ما إذا كانت الاتهامات التي كشف النقاب عنها صحيحة". وأضاف :"كل شخص لديه تفهم للمصالح الأمنية ، فنحن لسنا ساذجين لكن التجسس على الدول الصديقة والشركاء لا يمكن تعليله بالأمن". وكان فيسترفيله أجرى اتصالا هاتفيا مع كاثرين أشتون مسؤولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي قال خلاله:"يجب أن يكون لنا رد فعل مشترك كأوروبيين فالأمر هنا يمس المصالح الأوروبية" مؤكدا أن "التجسس بين الأصدقاء والشركاء مسألة لا يمكن القبول بها بأي شكل" مشيرا إلى أن الخصوصية من المكتسبات المهمة التي تحميها الحكومة الألمانية.
"أميركا ستواصل محاولة فهم العالم بشكل أفضل"
وأوضح الرئيس الأميركي قائلا: "هناك شيء ستواصل (الولايات المتحدة مع أجهزة استخباراتها) القيام به اي محاولة فهم العالم بشكل أفضل وفهم ما يجري في العواصم"، مضيفا "انهم يبحثون عن وجهات نظر من الداخل تتجاوز تلك الموجودة في المصادر المفتوحة". وقال اوباما أيضا "في العواصم الأوروبية هناك أشخاص يهتمون، أن لم يكن بما سأتناوله على الفطور، فعلى الأقل بما يمكن أن أقوله لزعمائهم". وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعلن الاثنين أن البحث عن المعلومات لدى دول أخرى "ليس شيئا غير مألوف بالنسبة لعدد كبير من الدول".
وقد أعلنت الإدارة القومية للاستخبارات الأميركية التي تشرف على 17 وكالة استخبارات في البلاد، من بينها وكالة الامن القومي الأميركية أعلنت في وقت سابق في بيان سلم أن الولايات المتحدة "سترد بالشكل المناسب" على الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية المعنية عبر القنوات الدبلوماسية.
وكان تقرير لمجلة "دير شبيغل" الألمانية كشف النقاب السبت عن قيام وكالة الأمن القومي الأمريكية بعمليات رقابة على بيانات اتصالات الهواتف والإنترنت في ألمانيا وعمليات تجسس على مؤسسات دبلوماسية تابعة للاتحاد الأوروبي وبضع دول. وحول ما ورد في التقرير عن تجسس الولايات المتحدة على ألمانيا ، قال أوباما :"إذا أردت أن أعرف ما تفكر فيه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل فسأتصل بها وفي النهاية نحن نتعاون بشكل وثيق".
ميركل تنفي علمها بتنصت المخابرات الأمريكية
وتفاعلت قضية التجسس الأميركي، داخل ألمانيا، فقد نفت المستشارة أنغيلا ميركل ما ردده رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، زيغمار غابريل، بأن المستشارة كانت على علم بمراقبة المخابرات الأمريكية والبريطانية على الإنترنت في ألمانيا.
وقال شتيفان زايبرت،المتحدث باسم المستشارة في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم الاثنين في برلين إن "تصرف رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يتهم المستشارة بأنها كانت على علم بالتجسس الواسع والشامل على الإنترنت في ألمانيا.. أمر يدعو للسخرية في ضوء قلق الكثير من المواطنين على حماية خصوصياتهم". وأكد المتحدث أن "المستشارة تنفي هذه التهمة بكل حزم".
وكان غابريل قد أوضح في تصريح لصحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ أن رد فعل المستشارة يدعو للشك في أنها كانت على علم من ناحية المبدأ بهذا التجسس.
م. أ. م/ م. س (أ ف ب، د ب أ)