"أوبنليكس" الألماني ينافس "ويكيليكس" الاسترالي؟
١٤ ديسمبر ٢٠١٠من يبحث هذه الأيام في الانترنت عن اسم دانيال دومشايت بيرغ سيجد خلال ثوان قليلة بضعة آلاف من الأخبار عنه يشير معظمها إلى تركه مؤسس "ويكيليكس" جوليان أسّانج إثر الخلاف معه حول ما كشفه موقعه. لكن دومشايت بيرغ يتفادى هذا التوصيف ويفضّل الحديث عن "فروقات" بينهما في النظرة إلى الموضوع. ورغم كل النقد الذي يوجهه إلى حبّ الظهور لأسّانج، يؤكد صديقه السابق على الأهمية الكبيرة لما حققه الاسترالي.
وقال دومشيات بيرغ في حديث مع دويتشه فيلّه إن النقاش تركّز حول حجم التكتم عن الأسرار، وعما يحصل بالفعل خلف الكواليس، إذا أزاح المرء الستارة مرة. وما قام به "ويكيليكس" هو نقل النقاش إلى المنازل في كل أنحاء العالم.
دومشايت ـ بيرغ: أريد نموذجا آخر
لكن الأمر الذي يشتكي منه دومشايت بيرغ بصورة واضحة هو احتكار "ويكيليكس" لموقع كاشف الأسرار. ومع تأسيس موقعه الخاص الجديد تحت اسم Openleaks يريد البرليني عرض نوعية أفضل وكمية أفضل دون التخلي عن الفكرة الأساس. وعن ذلك يقول إنه يعتقد بأن من الصواب نشر الكثير من الأمور والعمل على تصفية القليل منها. لكنه يستدرك ليضيف "أن هناك دائما إشكالية تفرض اتخاذ قرار بشأنها عندما يتعلق الأمر بمعلومات هامة، ونحن نعتقد بأنه سيكون من الأفضل بكثير إشراك أناس ذي خبرة في هذه العملية".
في هذه الكلمات يلمس المرء نقدا خفيا موجها إلى مؤسس "ويكيليكس". والوثائق السرية الخاصة بالولايات المتحدة ودول أخرى التي تنشر أخيرا شيئا فشيئا تجسد قوتها من خلال وسائل الإعلام المؤثرة أيضا التي اشترت حقوق نشرها مثل "دير شبيغل" في ألمانيا، و"الأوبزرفر" في بريطانيا.
ويفضّل دومشايت بيرغ لموقعه نموذجا آخر قائلا إن على من يرغب في نشر معلومات هامة دون الكشف عن هويته أن يقرر لوحده أين، إما في وسائل الإعلام التقليدية أو عن طريق منظمات غير حكومية مثل "غرين بيس"، و"فود واتش" وغيرها ممن يهتم مثلا بأمور مراقبة الصناعة بصورة مستقلة. وفي رأيه أيضا أنه لدى النقابات العمالية حاجة إلى ذلك مشيرا إلى أنه يحاول إرساء قاعدة لقيام المزيد من المواقع المماثلة في المستقبل.
صندوق بريد خاص بمن لا يريد كشف هويته
وأحدى الأفكار الرئيسة لموقع "أوبنليكس" تقوم على إنشاء صندوق بريد خاص لمن يرغب في تسليم مواد هامة للنشر دون الكشف عن هويته. وحتى الآن تتلقى هيئات التحرير معلومات من أشخاص سريين أو بعد الالتقاء مع صحافيين.
ويعتقد دومشايت بيرغ أن الراغبين في عدم الكشف عن هويتهم يحتاجون إلى الشعور بوجود ثقة إزاء الذين يتحدثون معهم. وعليهم التفكير مليا وطويلا بالأمر قبل الذهاب إلى البريد أو فقدان الشجاعة لذلك. ومن هنا أهمية الانترنت الذي يفتح فرصا أخرى على حد تعبيره.
مؤيدون لفكرة "أوبنليكس" ومتشائمون منها
ولكن موقع "أوبنليكس" لن يعمل بدوره دون تكاليف، إلا أن مؤسسه يعتقد أنه وجد الطريق الذي ستجعل موقعه مكتفيا بذاته ماديا. وأوضح أن ثمة إمكانية لحصول موقعه على تبرعات، ويأمل بأن يتفهم الرأي العام بعد تجربة "ويكيليكس" أهمية كسر الاحتكار وقيام مواقع عدة مماثلة، ودعْم ذلك ماديا لافتا إلى أن النموذج الأمثل بالنسبة له هو "نموذج الجماعة". وأضاف أنه وفريقه يخططان حاليا لتكاليف شهرية لا تتجاوز الأربعمة يورو للموقع.
في المشهد الافتراضي هذا يقدّر مراقبون حظوظ "أوبنليكس" بصورة متمايزة، إذ يقف مؤيدون لفكرة إنشاء موقع منافس ل "ويكيليكس" بمواجهة متشائمين من قدرته على النجاح. والأخيرون يتهمون مؤسسها البرليني بالسذاجة لأنه يتجاهل أن المعلومة كانت سلعة لدى مشتريها باستمرار.
وفي النهاية يحصل عليها في الغالب من يدفع أكثر. ويتهم البعض دومشايت ـ بيرغ بأنه سيفعل في النهاية ما فعله أسانج من حيث حبّ التمظهر على مصلحة القضية نفسها.
مارسيل فورستيناو/اسكندر الديك
مراجعة: حسن زنيند