أوروبا تبحث عن موقف مشترك من الأزمة المالية قبل الذهاب إلى واشنطن
٧ نوفمبر ٢٠٠٨في إطار التحضير للقمة المالية العالمية المزمع عقدها في واشنطن الأسبوع المقبل، عقد قادة الاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة (السابع من تشرين ثان/ نوفمبر 2008) قمة استثنائيةً طارئةً في العاصمة البلجيكية بروكسل من أجل الخروج بموقف أوروبي موحد قبل التوجه إلى واشنطن.
اتفاق على ضرورة الشفافية في أسواق المال
وعقب الاجتماع قال الرئيس نيكولا ساركوزي الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي حالياً: "تناولنا مختلف النقاط، وأستطيع القول إن أوروبا اتفقت على موقف مشترك بشأن إعادة هيكلة النظام الاقتصادي العالمي". وقال ساركوزي: "إن أوروبا ستتوجه إلى واشنطن تدفعها الرغبة في الدفاع عن الشفافية". ولم يخفِ ساركوزي القلق الأوروبي إزاء الأزمة المالية، مما يستوجب الحاجة الماسة إلى ضرورة تنسيق سياسات أوروبا الاقتصادية. كما أعرب الرئيس الفرنسي عن تطلعاته في أن "يهتم أوباما بالعدالة الدولية وذلك بمشاركة أوروبية".
ميركل وساركوزي اتفقا على تنسيق الجهود
من جانبها، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وساركوزي على التعاون في مجال السياسة الاقتصادية داخل الاتحاد الأوروبي. وكان الزعيمان قد اتفقا قبل القمة على تنسيق الجهود الرامية لزيادة معدلات النمو الاقتصادي في دول الاتحاد من خلال تطبيق الاستراتيجية الخاصة بإصلاح هياكل الاتحاد الأوروبي مع دعم برامج الاستقرار والنمو في الاتحاد. وكانت ميركل قد التقت رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون والذي كان من أشد أنصار السوق الحر ولكنه تحول إلى مؤيد رئيسي لمزيد من الرقابة الدولية على أسواق المال.
وثيقة فرنسية بخصوص صندوق النقد الدولي
وفي السياق ذاته، ناقش القادة الأوروبيون وثيقة فرنسية، دعت باريس صندوق النقد الدولي إلى لعب دور أكبر، مؤكدة أن الصندوق يجب أن يكون "المؤسسة الأولى المسؤولة عن الاستقرار المالي في العالم". وانطلاقا من حرصها على أن تكون قمة واشنطن أكثر من مجرد لقاء للحديث، ترغب الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي كذلك في أن تلي القمة مجموعة من الاقتراحات الملموسة خلال الأشهر اللاحقة.
ويذكر أن زعماء عشرين بلداً من البلاد ذات الاقتصاد القوي والناشئ ستجتمع في واشنطن في 15 تشرين ثان/ نوفمبر. وسيطرح المجتمعون مقترحات بهدف إصلاح النظام المالي العالمي التي تأثر كثيراً بالأزمة المالية الراهنة. ووصف رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانيويل باروسو قمة واشنطن بأنها "قمة تاريخية حقيقية ستطلق عملية ليست فقط لإصلاح النظام المالي العالمي وإنما أيضا لإصلاح الاقتصاد العالمي".