أوزيل وعصا جوزيه مورينيو
٣٠ سبتمبر ٢٠١٠يبدو أن اللاعب الدولي الألماني مسعود أوزيل لم يتغلب بعد على الصعاب التي تواجهه في ناديه الجديد، نادي ريال مدريد الإسباني. ففي المباراة التي خاضها النادي الملكي ضد أوكسير الفرنسي، ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا، بقي اللاعب التركي الأصل إلى غاية الدقيقة الثامنة والخمسين على مقاعد الاحتياط، إلى غاية أن دخل بدلا عن الفرنسي كريم بنزيمة. وحينها التقطت عدسات الكاميرا، كيف أن المدرب جوزيه مورينيو، صب اهتمامه بالكامل على أوزيل، ثم بدأ يوجه إليه بتعليماته بصوت مرتفع علّ لاعب بريمن السابق يلتقطها وسط صخب المشجعين.
وعقب تلك المباراة، كشف مورينيو في المؤتمر الصحفي أنه "أوضح لأوزيل ما كان مطلوبا منه"، لكن تعليماته لم تصل إلى اللاعب". أوزيل من جهته، اعترف أن مورينيو همس في أذنه. لكنه لم يفهم كلامه. وبعد ذلك أخبره ألونسو بأن مورينيو أراد منه "خلق التوازن على الملعب". غير أن الرسالة لم تصل بسبب عدم تمكن أوزيل من اللغة الإسبانية.
صرامة مورينيو
ورغم ذلك، صنع أوزيل في الدقيقة الواحدة والثمانين هدف الفوز الصعب للريال ضد فريق أوكسير. وقد أحرزه أنجيل دي مارياس. وبدل أن يوجه مورينيو عبارات المديح إلى لاعبه الجديد، انتقده بسبب ضعف مستواه في اللغة. وكذلك الشأن بالنسبة للصحافة المحلية في مدريد التي لم تهتم كثيرا بفنية أوزيل وبراعته في الملعب، واتهمته "بأنه يعاني من حالة حزن شديد" مردها إلى صعوبة التأقلم في مدريد. من دون التطرق إلى دور أوزيل في الفوز على نادي أجاكس أمستردام بهدفين نظيفين ضمن منافسات الجولة الأولى في دوي أبطال أوروبا، أو على فريق ليفانتي ضمن منافسات الدوري المحلي.
ومعروف على مورينيو، الصرامة في تعامله مع اللاعبين. فهو لا يمرر أخطاءهم من دون عقاب. ومن تم حرم بيدرو اللعب في مباراة أوكسير بعد أن قام بأخطاء في مباراة الفريق أمام نادي ليفانتي الصاعد حديثا إلى دوري الدرجة الأولى. وأوزيل يعرف تماما أن الدور سيأتي عليه إذا ما لم يحسن من مستوى اندماجه داخل الفريق، الأمر الذي دفع اللاعب الألماني إلى إبداء تخوفه "من عقاب مورينيو".
"…حذار من الضغوط!"
وكان نجم ريال مدريد كريستيانو رونالدو، قد هرع إلى أوزيل عقب مباراة أوساسونا في الحادي عشر من شهر سبتمبر/ أيلول، ليهنئه على هدف الفوز الذي صنعه. وكانت هذه إشارة واضحة أراد النجم البرتغالي إرسالها عبر عدسات الكاميرا، للقول إن أوزيل بات "واحدا منا".
واعتبر خوسيه كاراسكوسا، الطبيب النفسي المختص في نادي ريال مدريد والذي يشرف على عدد من لاعبي الأندية الإسبانية، أن أوزيل بات بحاجة ماسة "إلى دعم اللاعبين الكبار في الريال، وعلى هؤلاء أن يسهلوا على أوزيل عملية الاندماج". وانتقد الطبيب المختص جوزيه مورينيو، بسبب انتقاداته المتكررة للاعب الذي يبلغ من العمر واحدا وعشرين عاما، مضيفا، أن النادي يمارس "ضغطا قويا" على اللاعب ويطلب منه" أن يتحول على الفور إلى لاعب خارق". وهو الأمر الذي سيؤثر على مساره في النادي الملكي. "فالخوف الذي يشعر به أوزيل من الإخفاق في مهمته، سيدفعه إلى القيام بأخطاء جسيمة وقد يقضي على مستقبله الكروي". وهو ما حدث بالفعل مع كل من وسني سنايدر وآريين روبين عندما كان الاثنان يلعبان في صفوف ريال مدريد.
وفاق بنكيران
مراجعة: يوسف بوفيجلين