زيلينسكي: المساعدات الدولية لكييف استثمار في أمن الغرب
٢٠ مايو ٢٠٢٢أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة (20 مايو/ايار 2022) أن القوات الروسية تشدد الضغط على منطقة دونباس التي حولتها إلى "جحيم"، معتبراً من جهة أخرى أن المساعدات الضخمة التي أعلنت عن تقديمها واشنطن ودول مجموعة السبع لكييف تشكل "استثماراً في أمن الغرب".
مساعدات عسكرية ضخمة
ووافق الكونغرس الأمريكي الخميس على رزمة مساعدة ضخمة لأوكرانيا بقيمة أربعين مليار دولار لدعم جهود أوكرانيا العسكرية في مواجهة روسيا، في وقت بدأ وزراء مال مجموعة السبع مناقشة المليارات التي يمكن لكلّ دولة تقديمها لكييف.
وقال زيلينسكي في رسالة عبر الفيديو ليل الخميس الجمعة "بالنسبة إلى شركائنا، الأمر ليس مجرد إنفاق أو تبرع" مضيفاً: "هذه مساهمتهم في أمنهم، لأن حماية أوكرانيا تعني حمايتهم ضد حروب وأزمات جديدة قد تتسبب فيها روسيا".
ويُفترض أن تسمح رزمة المساعدات الأمريكية الجديدة لأوكرانيا بالتزوّد خصوصا بآليات مصفّحة وتعزيز دفاعها الجوي، في وقت تركّز روسيا جهودها في شرق البلاد وجنوبها بعد فشلها في السيطرة على كييف وخاركيف شمالاً.
وقال مسؤولون إن البيت الأبيض يعمل على تزويد أوكرانيا بصواريخ متطورة مضادة للسفن للمساعدة في كسر الحصار البحري الروسي، وسط مخاوف من أن تزيد الأسلحة الأكثر قوة التي يمكن أن تغرق السفن الحربية الروسية من حدة الصراع.
كان الكونغرس الأمريكي قد أصدر الخميس حزمة بقيمة 40 مليار دولار لدعم المجهود الحربي الأوكراني ضد روسيا. وفي ضواحي مدينة بون الألمانية، يضيف وزراء مالية مجموعة الدول السبع أيضاً المليارات الإضافية التي يمكن أن تدفعها كل دولة إلى كييف.
مساعدات عاجلة
ويوم الخميس، أعلن وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر عن مساهمة ألمانية قدرها 1 مليار يورو (1.1 مليار دولار) لميزانية أوكرانيا. جاء ذلك خلال قمة وزراء مالية مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى التي عقدت بالقرب من مدينة بون الألمانية.
وقال ليندنر: "سنواصل الوقوف إلى جانب أوكرانيا طوال هذه الحرب وما بعدها ومستعدون لبذل المزيد حسب الحاجة".
وتتولى ألمانيا حاليًا الرئاسة الدورية لمجموعة السبع. ومن المقرر أن تأتي الأموال من ميزانية ألمانيا لعام 2022 وليس من القروض.
وتهدف المساعدات إلى دعم الأوضاع المالية في كييف التي تضررت من جراء الحرب. وتشير التقديرات إلى أن الحكومة الأوكرانية ستحتاج إلى 15 مليون دولار على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة لتمويل عملياتها، بما في ذلك دفع الرواتب، حيث أدت الحرب الروسية إلى تدمير عائدات الضرائب.
والمنحة الألمانية هي جزء من 18.4 مليار دولار في شكل تحويلات وقروض تعهد بها وزراء مجموعة السبع، وفقًا لمسودة بيان اطلعت عليه وكالة رويترز للأنباء يوم الخميس.
الانضمام للاتحاد مقابل الإصلاح
وفي ضوء رغبة أوكرانيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، اقترحت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين ربط مساعدات إعادة الإعمار المستقبلية للبلاد بالإصلاحات.
وقالت فون دير لاين إن هذا الأمر سيشمل، على سبيل المثال، محاربة الفساد وسيادة القانون بحسب ما نشر موقع قناة التليفزيون الألماني الثانية (ZDF). وقالت المسؤولة الأوروبية إن إجراءات قبول كييف في الاتحاد الأوروبي ستعتمد على كيفية تطور الإصلاحات بعد نهاية الحرب.
وكانت أوكرانيا قد تقدمت بالفعل بطلب للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي مؤكدة أنها ترغب في أن يحدث ذلك بسرعة. وعادة، يستغرق الأمر عدة سنوات.
لكن مؤخراً، قلّل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس من التوقعات في هذا الصدد، إذ قال شولتس في بيان حكومي إلى البوندستاغ يوم الخميس، إنه من منطلق الإنصاف مع المرشحين الآخرين للانضمام منذ فترة طويلة في غرب البلقان، يجب ألا تكون هناك "طرق مختصرة" لأوكرانيا.
توقعات بمزيد من العقوبات على روسيا
وعلى جانب آخر، أكدت وزيرة الطاقة الأمريكية جنيفر غرانهولم يوم الخميس إن إدارة الرئيس جو بايدن لا تستبعد إمكانية فرض عقوبات على الدول التي تشتري النفط الروسي وسط الحرب في أوكرانيا، لكنها تتوخى الحذر بشأن الآثار على أسواق النفط.
وعندما سُئلت عما إذا كان ينبغي للإدارة الأمريكية فرض عقوبات ثانوية، قالت غرانهولم "أعلم أن هذا بالتأكيد ليس مستبعداً".
لكن مثل هذه الإجراءات يمكن أن تعزز الأسعار العالمية للنفط في وقت تشعر فيه الإدارة بالحساسية تجاه ارتفاع أسعار البنزين التي سجلت في الآونة الأخيرة رقما قياسياً جديداً.
وفرضت الولايات المتحدة إلى جانب بريطانيا وكندا، حظراً على مشتريات النفط الروسي بعد غزو موسكو لأوكرانيا. لكن واشنطن لم تفرض ما يسمى بعقوبات ثانوية على الدول التي تشتري الخام الروسي، وهي إجراءات فرضتها على الدول التي تشتري النفط من إيران.
ولا تزال دول مثل الهند والصين تواصل شراء النفط من روسيا، مما يساعد في النهاية على تمويل مجهودها الحربي.
معارك طاحنة في دونباس
عملياتياً، تسعى موسكو خصوصاً إلى السيطرة على كامل منطقة دونباس الناطقة بالروسية والتي يسيطر الانفصاليون الموالون لها على جزء منها منذ 2014.
وقال الرئيس الأوكراني: "تُواصل القوات المسلحة الأوكرانية إحراز تقدم في تحرير منطقة خاركيف. لكن المحتلين يحاولون زيادة الضغط في دونباس. إنه الجحيم، وهذه ليست مبالغة".
وتسبب القصف الروسي بسقوط 12 قتيلاً و40 جريحاً الخميس في سيفيرودونيتسك في منطقة لوغانسك (شرق)، وفقا للحاكم المحلي سيرغيه غايداي الذي قال إنّ معظم القصف أصاب مبانيَ سكنية وإنّ الحصيلة قد ترتفع.
وتُشكّل سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك اللتين يفصل بينهما نهر، الجيب الأخير للمقاومة الأوكرانية في منطقة لوغانسك. ويُحاصر الجنود الروس هاتين المنطقتين اللتين تخضعان لقصف متواصل.
كما قتل الجنود الروس الخميس خمسة مدنيين في منطقة دونيتسك، في دونباس، بحسب الحاكم بافلو كيريلينكو. وأعلنت روسيا الخميس أن نحو 800 عسكري أوكراني كانوا متحصنين في مجمع آزوفستال للصلب في ماريوبول استسلموا خلال الساعات الأربع والعشرين السابقة، ما يرفع العدد الإجمالي للذين استسلموا إلى 1730 منذ الاثنين.
ع.ح./ و.ب. (ا ف ب، رويترز، د ب ا)