أوكرانيون من سلاح المدرعات "جاهزون" لهجوم الربيع؟
٢ مايو ٢٠٢٣يقوم رئيس الفريق أولكسندر ورفاقه الثلاثة داخل غابة بتجميع مقبض طوله ستة أمتار لتنظيف المدفع الكبير على دباباتهم من طراز "تي-72". لم يطلقوا النار منذ عدة أيام لكنهم يقومون بانتظام بصيانة مدرعتهم لكي يكونوا "جاهزين على الدوام" للهجوم المعلن كما قال أولكسندر.
منذ عدة أشهر، تقول أوكرانيا إنها تريد شن هجوم حاسم لعكس مسار الغزو الروسي وتحرير حوالى 20% من أراضيها المحتلة- بينها شبه جزيرة القرم. وقال رئيس الفريق بعد عملية تنظيف المدفع "علينا أن نمضي الى الأمام لأنها فرصتنا الوحيدة للعودة الى منازلنا في وقت أبكر. فقط مع انتصارنا سنتمكن من العودة بشكل أسرع. بالتالي نحن ننتظر، وننتظر".
على بعد كيلومترات من باخموت
يمكن سماع نيران المدفعية وانفجارات من بعيد وسط تساقط المطر. على بعد 15 كلم من هناك، تقع باخموت، مركز المعارك في شرق أوكرانيا حيث تشتد معارك دامية منذ الصيف الماضي. في الأسابيع الماضية، أحرز المقاتلون الروس ومقاتلو مجموعة فاغنر المسلحة تقدما كبيرا في وسط المدينة إثر معارك كثيفة. لم يعد الأوكرانيون يسيطرون إلا على جزء صغير غرب المدينة وتؤكد السلطات الروسية سيطرتها على حوالى 90% من المدينة التي كانت تعد 70 ألف نسمة قبل الحرب واليوم باتت مدمرة بالكامل تقريبا. يتابع أولكسندر قائد سرب مدرعات "تي-72" التي قدمتها بولندا لأوكرانيا قبل أشهر "بحسب ما يمكنني رؤيته من الوضع الحالي، يبدو أنه لم يعد هناك شيء في باخموت نسيطر عليه".
من جهته ،بقي زاور خمسة أيام في هذه المدينة في منتصف نيسان / ابريل في إطار مهمة إسناد للمشاة، رغم أن "الدبابات غير معدة عموما للمعارك في المناطق الحضرية". وقال قائد الدبابة هذا "إنها آلة كبيرة. من الصعب الاستدارة والمناورة والتراجع" موضحا أنه أطلق حوالى خمسين طلقة خلال مهمته.
بعد مقارنة الأرض المؤاتية لاستخدام الدبابات، يقول عناصر سلاح المدرعات إن المنطقة المحيطة بباخموت أكثر تعقيدا من تلك الجنوبية في خيرسون وزابوريجيا، المكونة من سهول زراعية كبرى.
مسرح محتمل للهجوم المضاد
يشير المحللون بانتظام الى تلك المناطق باعتبارها مسرحا محتملا للهجوم المنتظر في الربيع والذي تحضره القوات الأوكرانية. يقول أولكسندر إنه في محيط باخموت "الأرض صعبة جدا. هناك وديان وخنادق. والمسافات التي يجب قطعها قصيرة جدا - 200 ، 300 متر. بالتالي لا معنى لهذا الأمر، هم (الروس) يمكنهم رؤيتنا. والرؤية سيئة في دباباتنا".
من أجل استعادة الأرض التي خسرتها، تؤكد أوكرانيا أنها شكلت ألوية هجومية وخزنت ذخائر مع سعيها جاهدة لتجنيب قواتها واستنفاد قوات خصمها على الجبهة. كما تلقت دبابات قتالية ومدفعية بعيدة المدى من الدول الغربية الداعمة لها.
لكن بالنسبة لإيفان وهو ميكانيكي يبلغ من العمر 24 عاما والذي كان يقوم بتنظيف مدفع رشاش دبابة ال تي-72 فان "الهجوم المضاد لن يغير الأمور بالسرعة التي يرغب بها الجميع. من أجل شن هجوم مضاد، يجب أن تكون هناك أعداد كبرى من القوات والتجهيزات. لا أعتقد ان هذا الأمر سيكون على هذا النحو قريبا، وهو ليس بهذه السهولة". في الانتظار "نقوم بصيانة الآلات والأسلحة. نكتسب خبرات جديدة. نحن متأهبون على الدوام".
يشدد أولكسندر (40 عاما) مساعد قائد الكتيبة التي ينتمي اليها عناصر سلاح المدرعات الذين ردوا على الأسئلة، على أهمية تحضير الفرق التي يجب ان يعرف أفرادها بعضهم البعض. يقول "هنا (في دبابة) عليك أن تفهم كل شيء باختصار. بالنسبة لعناصر المدرعات فان جزءا من الثانية مهم. الابتعاد عن القصف أو الوصول إلى الهدف. لأن الهدف لا يبقى ثابتا انما يتحرك. يجب إصابته، ويجب ان يدمر وإنجاز المهمة".
ش.ع / ح.ز (أ.ف.ب)