أول جمعة في رمضان .. ساخنة في القدس
٤ يوليو ٢٠١٤بعد مضي أسبوع مشحون في الأراضي الفلسطينية في أعقاب العثور على جثث ثلاثة إسرائيليين يعتقد أنهم خطفوا وقتلوا، ومقتل شاب فلسطيني على أيدي مستوطنين في القدس الشرقية، فرضت السلطات الإسرائيلية حظراً على الدخول إلى مدينة القدس والمسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة على كل من يقل عمره عن 50 عاماً، بحسب وكالة الأناضول التركية.
وأفاد شهود عيان من المدينة للوكالة بأن القوات الإسرائيلية أقامت سلسلة من الحواجز العسكرية ومنعت الرجال من دون سن الخمسين والنساء دون الأربعين من دخول المسجد الأقصى صباح الجمعة (الرابع من يوليو/ تموز 2014)، الأمر الذي دفع العشرات من الفلسطينيين لسلوك طرق جانبية لدخول المدينة أو تسلق الجدار الذي يفصل القدس عن بقية مناطق الضفة الغربية.
يأتي ذلك في أعقاب مواجهات بين قوات أمنية وعسكرية إسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين في عدد من مدن الضفة ليلة أمس الخميس، امتدت حتى فجر الجمعة، أسفرت عن إصابة عدد كبير من الفلسطينيين بجروح متفاوتة، بحسب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا).
كما اتسعت دائرة المواجهات في مخيم شعفاط للاجئين، حيث يقع منزل عائلة الشاب محمد أبو خضير، البالغ من العمر 16 عاماً، والذي عثر على جثته محروقة وعليها آثار تعذيب. ويتهم الفلسطينيون مستوطنين إسرائيليين باختطاف أبو خضير وقتله انتقاماً لخطف وقتل ثلاثة إسرائيليين من مستوطنة "غوش عتسيون" بالقرب من الخليل.
ويكتسي يوم الجمعة أهمية خاصة لدى الفلسطينيين، كونها الجمعة الأولى في شهر رمضان. ويتجه الآلاف إلى المسجد الأقصى في القدس الشرقية لأداء صلاة الجمعة هناك، التي ترافقها – كما درجت العادة – حالة تأهب أمني إسرائيلي تحسباً لوقوع مواجهات بعد انتهاء الصلاة.
وكانت القوات الإسرائيلية قد اعتقلت 16 فلسطينياً أثناء مواجهات أمس الخميس في أنحاء الضفة الغربية، بينهم ستة على الأقل من مخيم شعفاط.
صواريخ من غزة ونتنياهو يهدد
من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه تم إطلاق أربعة صواريخ من قطاع غزة في وقت مبكر صباح الجمعة، رغم إعلان مصادر عسكرية إسرائيلية عن الدفع بتعزيزات للجيش في محيط القطاع. وأضاف الجيش أن منظومة "القبة الحديدية" أسقطت صاروخاً، بينما سقطت البقية في أرض خلاء. وتم إبلاغ سكان جنوب إسرائيل بالبقاء قرب الملاجئ أو الغرف الحصينة.
وكان الجيش قد دفع بدبابات وعربات مدرعة أمس الخميس إلى محيط قطاع غزة تحسباً لاحتمال تصعيد الأوضاع الأمنية، نظراً لاستمرار إطلاق الصواريخ من القطاع على الأراضي الإسرائيلية وقيام طائرات مقاتلة إسرائيلية بالرد بمهاجمة أهداف في غزة.
يأتي إطلاق هذه الصواريخ من القطاع بعد تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الخميس بالرد بقوة على إطلاق النار من قطاع غزة إذا لم يتوقف. وقال نتنياهو: "إسرائيل مستعدة للسيناريوهين: إما أن يتوقف إطلاق النار من قطاع غزة ونوقف نحن نشاطاتنا العسكرية، أو أن يستمر إطلاق النار وسنرد عليه بقوة كبيرة".
ي.أ/ م.س (د ب أ، أ ف ب، DW)