1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أول فيلم عن ثورة 25 يناير في ميدان التحرير

٩ مارس ٢٠١١

شهرته كجراح قلب طبقت الآفاق، غير أن قصة الدكتور المصري طارق حلمي مع "ثورة التحرير" قد تجعله أكثر شهرة بعد أن بدأ المخرج مجدي أحمد علي في تحويلها إلى فيلم سينمائي. الزميل سمير جريس تحدث مع المخرج المعروف عن فيلمه الجديد.

https://p.dw.com/p/10Vga
تسجيل يوم 25 يناير في التاريخ المصريصورة من: dapd

فى الثامنة من عمره قرأ الطفل طارق عن أول عملية زراعة قلب يقوم بها طبيب فى جنوب أفريقيا عام 1968. عندئذ قرر – وهو الذي نشأ في أسرة أطباء - أن يصبح طبيباً، بل وجراح قلب. حقق طارق حلمي شهرة كبيرة في جراحات "القلب النابض"، التي يقوم فيها الجرّاح بتغيير الشرايين بينما يكون القلب نابضاً، ودون أن يُحول على ماكينة القلب الصناعى. ورغم أنه لم يتجاوز الخمسين فإن عدد العمليات الجراحية التي أجراها حلمي تزيد عن 3000 عملية جراحية، بلغت نسبة الشفاء فيها 99 %. أما حلمه فهو أن يقوم بإجراء جراحة لزرع القلب في مصر، خاصةً وأنه يعتبر هذا النوع من العمليات – حسبما يقول في أحاديث صحفية - سهلاً وعادياً في كل دول العالم. لكن العائق الذي يواجهه هو عدم موافقة مجلس الشعب المصري على قانون نقل الأعضاء حتى الآن.

ازدادت شهرة الدكتور طارق حلمي بعد أن أجرى جراحات صعبة، منها جراحة لطفلة عمرها سبع سنوات كانت تعاني من مشكلة موروثة تسبب ترسيب الدهون الضارة على شرايين القلب حتي سدتها، وتم إجراء الجراحة لها في هذه السن المبكرة بنجاح. ولكن كل هذا النجاح الطبي لم يكن هو ما جعل المخرج مجدي أحمد علي (من مواليد 1952) ينجذب إلى طارق حلمي. الأسباب كانت سياسية وثورية بحتة.

من غرفة العمليات إلى ميدان التحرير

NO FLASH Ägypten nach Mubaraks Rede
صرخة التحرير تسقط النظامصورة من: picture alliance /dpa

عاش طارق حلمي حياته كلها طبيباً، وطبيباً فقط، لا علاقة له بالسياسة، إلى أن تفجرت ثورة 25 يناير. يقول المخرج مجدي أحمد علي في حديثه إلى دويتشه فيله إن ابنة الطبيب أخبرته عندئذ أنها تنوي الذهاب إلى التظاهر في ميدان التحرير. لم يمنعها الأب، وواصل عملياته الجراحية، بينما كان يطمئن عليها تلفونياً بين الحين والآخر.

وذات يوم اتصلت به ابنته وحكت له عما يتعرض إليه المتظاهرون مما يشبه الحرب: حرب من رجال الأمن، ومن بلطجية الحزب الحاكم، وكذلك ممن يدعون أنهم من أنصار الرئيس مبارك. وفي يوم الأربعاء (2/2/2011) هجم هؤلاء "الأنصار" على شباب الفيسبوك بالسيوف من فوق ظهور الخيل والجمال وكأنهم خرجوا في غزة جاهلية. طلبت الابنة من أبيها الطبيب النجدة، فكوّن على الفور فريقاً طبياً صغيراً وأتى إلى ميدان التحرير. وعندما جاء إلى الميدان انقلبت حياته رأساً على عقب، مثلما يقول المخرج مجدي أحمد علي.

الجراح المشهور يقدم الإسعافات الأولية

لم يبت طارق حلمي ليلته في ميدان التحرير فحسب، بل عاش أياماً كاملة هناك، ليقدم – وهو الجراح المشهور - الإسعافات الأولية للمصابين، وليقود فريقاً من الأطباء من مختلف التخصصات لتوفير الرعاية الصحية للشباب المناضل.

Magdy Ahmad Aly
المخرج مجدي أحمد عليصورة من: Samir Grees

هذه القصة سحرت المخرج مجدي أحمد علي الذي أخرج عدة أفلام متميزة نالت جوائز عديدة، مثل فيلم "يا دنيا يا غرامي" و"أسرار البنات" و"عصافير النيل" و"خلطة فوزية". عاصر علي أحداث الثورة منذ أن اندلعت في ميدان التحرير يوم الخامس والعشرين من يناير / كانون الثاني، وظل طوال الأيام الثمانية عشر للثورة يأتي يومياً للمشاركة في المظاهرات والاحتجاجات، بل ونقل مكان إقامته إلى فندق صغير في وسط البلد حتى يظل قريباً من ميدان التحرير. وعندما تعرف إلى الدكتور طارق حلمي تولدت على الفور فكرة انتاج فيلم يمزج فيه حكاية الطبيب بأحداث الثورة المصرية، ليكون "الميدان" – وهذا هو الاسم المؤقت للفيلم - أول عمل سينمائي عن ثورة الخامس والعشرين من يناير.

وهكذا بدأ مجدي أحمد علي تصوير أول مشاهد فيلمه يوم العاشر من فبراير / شباط، أي قبل يومٍ من تنحي حسني مبارك عن منصبه وسفره إلى شرم الشيخ. صوّر صاحب "عصافير النيل" مشاهد حية من التظاهرات والاحتجاجات، وكذلك من "المستشفى الميداني" الذي أُقيم على عجل في وسط الميدان حيث قدم طارق حلمي الإسعافات الأولية لثوار يناير.

وقد استفاد علي من تواجده بين المتظاهرين في ميدان التحرير، فالتقط بعض الصور الفوتوغرافية وسجل بعض اللقطات بالفيديو ليستفيد منها في فيلمه الجديد، كما قام مجدي، بمساعدة ابنه الممثل والمخرج الشاب أحمد مجدي، بتصوير ما جرى في الميدان بعد رحيل مبارك وفض الاعتصامات، فصور الاحتفالات وعمليات تنظيف الميدان. ومن المرشحين لبطولة "الميدان" نهى العمروسي وأحمد عبد العزيز الذي سيجسد دور طارق حلمي. ولكن، يقول مجدي أحمد علي لدويتشه فيله، "يجب أولاً أن أنتهي من كتابة سيناريو الفيلم".

سمير جريس - القاهرة

مراجعة: يوسف بوفيجلين