أولمبياد باريس ـ الملاكمة الجزائرية خليف تحرز ذهبية تاريخية
١٠ أغسطس ٢٠٢٤أحرزت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف ذهبية وزن 66 كلغ في أولمبياد باريس 2024 مساء الجمعة (التاسع من أغسطس/آب 2024). وتغلّبت خليف على الصينية ليو يانغ المصنفة ثانية 5-0 بإجماع الحكام فأصبحت أول ملاكمة جزائرية وإفريقية تحصد ميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية، متحدية التمر والجدل حول هويتها الجنسية .
كما منحت الملاكمة الجزائرية بلادها الميدالية الثانية في أولمبياد باريس بعد ذهبية أولى لبطلة الجمباز كيليا نمور .
وخيّم الحذر على بداية الجولة الأولى، إلا أن خليف كانت المبادرة فسدّدت لكمات أصابت وجه ورأس منافستها ما منحها التفوّق، قبل أن يعلن الجرس انتهاء الجولة على وقع هتافات "1، 2، 3، تحيا الجزائر". ولم تتعب إيمان ولم تكل الجماهير، فتابعت في الجولة الثانية تحركاتها متفادية لكمات خصمتها وتحيّنت الفرص لتوجيه اللكمات.
وعندما أشارت شاشة عملاقة وُضعت داخل القاعة إلى تفوّق الجزائرية للمرة الثانية وقفت الجماهير مصفقه . على وقع البوق وصرخات "أولي أولي"، استهلت الملاكمتان الجولة الثالثة، فحاولت إيمان تفادي لكمات منافستها ورغم ذلك انهالت عليها بالضربات وتلقت بعضها.
ورغم هجوم اللاعبة الصينية، إلا أن الفوز كان من نصيب خليف التي خرجت منتصرة من معركتها. جنون غير مسبوق في القاعة واكبته خليف برقصة النصر، قبل أن تتجه إلى مدربها وتعانقه بشدة. حملها الطاقم التدريبي وطاف بها في القاعة وهي ترفع العلم الجزائري، فيما وقفت الجماهير تصرخ وتصفق.
ووقعت خليف ضحية تنمّر كبير على وسائل التواصل الاجتماعي، وحملة كراهية وصفتها بـ"رجل يواجه النساء". تضامن معها الجزائريون من كل المشارب، غاضبين من إجبار والدها على إظهار شهادة ميلادها للصحافيين لإثبات أن ابنته ولدت فتاة.
الأجواء في قرية خليف!
وقبل خوض خليف نزالها الأخير أعلنت قريتها الفقيرة في جنوب غرب البلاد التعبئة العامة بهدف منح أنفسهم "وجهاً جديداً وحياة جديدة".
وتدفّق مئات الأشخاص من أنصار خليف بعد ظهر الجمعة نحو بيبان مصباح، على بعد 10 كلم من تيارت، المدينة الواقعة على بعد 300 كلم جنوب-غرب الجزائر العاصمة، لمساعدة أهل القرية في التحضير لليلة الكبيرة التي تشهد نهائي وزن 66 كلغ، بحسب مراسل وكالة فرانس برس.
وتطوّع السكّان من مختلف الأعمار لأجل إعطاء وجه جديد للقرية التي خرجت لإسماع العالم من بابه الواسع. حمل بعضهم المعاول وآخرون الأكياس البلاستيكية الكبيرة لجمع النفايات التي كانت مترامية في أنحاء مختلفة من القرية.
"لقد اتفقنا على إعطاء وجه جديد للقرية وبعث الروح فيها بفوز إيمان خليف"، يقول ابن عمها منير خليف البالغ 36 عاماً.
قرية بيبان مصباح كلها مجنّدة لاستقبال ضيوفها، ففي الوقت الذي انهمك فيه الرجال بتنظيف القرية، اجتمع عشرات النسوة لإعداد طبق الكسكسي التقليدي، لتوزيعه على ضيوف القرية.
ع.ح/ع.ج.م (أ ف ب، دب أ، رويترز)