أولمبياد لندن: استعدادات أمنية استثنائية لضمان أمن الألعاب
٢٦ يوليو ٢٠١٢
وتسعى السلطات إلى تذكير الجميع بأن السلطات تأخذ التهديدات الإرهابية ضد بريطانيا محمل الجد وبأن البلاد كانت ولا تزال مستهدفة بهذا الصدد. ويقول جيورج كاسيميريس، الخبير في قضايا الإرهاب في جامعة وولفرهامبتون: "الوضع أكثر حساسية في بريطانيا هذه المرة بسبب السياسية الخارجية ودور بريطانيا في أفغانستان والعراق، وهذا يختلف على وضع الدول المضيفة في دورات أثينا، سيدني أو بكين".
ولهذا السبب، يسعى منظمو دورة لندن إلى طمأنة الجميع بالتأكيد على أنهم سيبذلون كل ما في وسعهم لتوفير الأمن خلال الألعاب. ويقول اللورد سيباستيان كوي، مدير اللجنة المنظمة "سوف نقوم بكل الإجراءات لمواجهة جميع الاحتمالات". ويضيف كوي، "ليست لدينا أية رغبة بالمجازفة". وقد تتجاوز الميزانية المرصودة للجانب الأمني خلال أولمبياد لندن 1،5 مليار يورو منها نفقات 23.700 جندي وعناصر الجيش الأخرى التي يمكن أن يصل عددها إلى 13،500 جندي إضافي، وهو عدد لا يصل على كل حال إلى عدد الجنود البريطانيين الموجودين في أفغانستان.
ويصل عدد رجال الشرطة الذين سيتم الاعتماد على خدماتهم خلال الألعاب 17 ألف شرطي إضافة إلى 16،400 رجل أمن خاص تابعين لشركة G4S، سينتشرون في المدن التي ستحتضن منافسات الألعاب الأولمبية. ويقول دافيد كومنيس، مدير مصلحة الأمن خلال الألعاب الأولمبية في شركة G4S، أن "عمليات التحري الأمنية هي بالتأكيد جانب مهم". ويضيف كومنيس في حديث مع DW "لكن عناصرنا ستقوم بدوريات وعمليات مراقبة ميدانية بشكل دقيق، وستكون مراكز المراقبة التي تتوفر على كاميرات للتصوير، مشغولة على الدوام".
تداريب أمنية قبل حفل الافتتاح
تنظم السلطات البريطانية أسبوعا قبيل افتتاح الألعاب معسكرا تدريبيا للجنود بمختلف وحداتهم. كما سيتم وضع قاذفات الصواريخ أرض جو على سطوح المنازل العالية شرق العاصمة لندن، والتي تتيح إمكانية مراقبة الحديقة الأولمبية بشكل جيد. وتم تدريب وحدات إطلاق النار على "طائرات الإرهابيين". ولأول مرة ستقوم وحدات الجيش المجهزة بأسلحة أوتوماتيكية بدوريات في مترو الأنفاق. كل هذا يجعل من بريطانيا مسرحا لأكبر تحضيرات أمنية من نوعها في وقت السلم. ويقول كومنيس إن الحكومة البريطانية تعمل جاهدة للاستعداد لمواجهة كل الاحتمالات جوا بحرا وبرا.
ويقول اللورد سيباستيان كوي، "نريد أن تمر الألعاب بسلام، لكننا في نفس الوقت لا نريد تقديم صورة عن مدينة محاصرة، والأمر لن يكون بالتأكيد كذلك بالنسبة للندن". ويضيف "نحن نريد دعوة الناس إلى لندن، لكي يحتفلوا هنا في أكبر تظاهرة رياضية في تاريخ المدينة".
وسيجتاز الزوار نقاط المراقبة الأمنية المقفلة في المطارات وفي المدن التي تحتضن منافسات الألعاب الأولمبية، وهي نقاط محكمة التنظيم، يتم من خلالها فرز ما يسمح بحمله إلى الملعب وما يمنع حمله. وتم تحذير سكان لندن بأن مترو الأنفاق والحافلات سيعرفون تأخيرات في مواعيد الوصول. وسيؤثر هذا على العديد من العمال والموظفين الذين يتوافدون باستمرار على لندن. وستسمح العديد من الشركات لموظفيها بإنجاز عملهم في البيت خلال فترة الألعاب، لكن آخرين، قد يتركوا لندن بحثا عن الهدوء خارجها. ويقول دافيد كومنيس إن "إجراءات أمنية على هذا النحو، تظهر بشكل طبيعي، مجموعة من الصعوبات والمضايقات. ومن المؤكد أن الحريات الفردية ستكون مقيدة إلى حد ما. أخشى، أن يكون ذلك ضروريا لحماية سير الألعاب".
إمبي يوهانا / عبد الرحمان عمار
مراجعة: حسن زنيند