أولمبياد لندن- العداء الجامايكي بولت يحتفظ بلقب سباق 100 متر
٦ أغسطس ٢٠١٢بداية خاطئة محرجة في بطولة العالم 2011، هزائم حديثة وشكوك .. كل ذلك تم نسيانه خلال 9.63 ثانية مساء أمس الأحد عندما قطع العداء الجامايكي الشهير أوسين بولت سباق مائة متر للرجال بدورة الألعاب الأولمبية الحالية "لندن 2012" في هذا الزمن ليحافظ على ذهبية السباق التي كان أحرزها قبل أربعة أعوام في أولمبياد بكين. وأصبح السؤال الجديد الآن هو ما إذا كان بولت بوسعه أن يصبح أول عداء في التاريخ يحرز ثلاث ذهبيات للأولمبياد الثاني على التوالي، مع الوضع في الاعتبار سرعته الكبيرة وسنه الذي لم يتجاوز 25 عاما.
أما بالنسبة للآن، فإنه ثاني عداء فقط في التاريخ يحرز ذهبيتين متتاليتين للسباق نفسه في الدورات الأولمبية كما أنه أصبح صاحب حقوق لقب أسرع رجل في العالم. وكان العداء الآخر الذي تمكن من إحراز الميدالية الذهبية في العدو لدورتين أولمبيتين متتاليتين هو الأمريكي كارل لويس في 1984 و1988 . وكان بولت أذهل عالم ألعاب القوى بإحرازه ثلاث ذهبيات وتحطيمه الأزمنة القياسية لسباقات 100 متر و200 متر والتتابع 4×100 متر في دورة الألعاب الأولمبية السابقة "بكين 2008" ليصبح نجم النجوم عالميا.
بولت يسعى لحصد المزيد من الألقاب
وأحرز بولت ذهبيات السباقات الثلاثة نفسها في بطولة العالم العام التالي عام 2009 مسجلا أزمنة قياسية جديدة في السباقين الفرديين، 9.58 ثانية و19.19 ثانية على الترتيب. كما أحرز بولت ذهبيتي 200 متر و4×100 متر في بطولة العالم التالية عام 2011. ولكن أكثر ما علق في الأذهان من تلك البطولة كان البداية الخاطئة لسباق 100 متر التي أدت لاستبعاد بولت من السباق مما أعطى لمواطنه يوهان بليك فرصة ذهبية لإحراز لقب السباق بسهولة. وتمكن بليك بعدها من التفوق على بولت في سباقي المائة متر و200 متر خلال التصفيات المؤهلة لأولمبياد لندن في جامايكا، فيما أضافت الإصابة بشد في أربطة الساق المزيد من الشكوك حول ما يمكن أن يحققه بولت من نتائج في لندن.
وبذلك باتت هالة من الشكوك تحيط ببلوت، الذي أشعل مضامير السباقات حول العالم بسرعته الكبيرة، مع توجهه إلى لندن. وتساءل الكثيرون: هل سيتراجع بولت من جديد أمام البدايات القوية لزميله في التدريبات ومواطنه بليك؟ وهل هو بحالة بدنية جيدة ولا يعاني من أي إصابات؟ وجاء تعثر بولت في بداية سباقه التأهيلي لمسافة المائة متر في لندن أمس الأول السبت ليزيد من هذه التساؤلات. ولكن عندما قطع العداء الجامايكي سباق الدور قبل النهائي في 9.87 ثانية مع العلم بأنه هو من خفف من حدة انطلاقته في هذا السباق قبل خط النهاية بكثير، بات واضحا أن بولت بكين قد عاد من جديد في لندن. ولم تكن انطلاقة بولت في سباق الأمس مذهلة ولكنه تمكن من اللحاق ببليك عند نقطة منتصف السباق وانطلق بعدها نحو الفوز في ثاني أسرع زمن في التاريخ دون أي إبطاء أو تهدئة كما فعل في بكين 2008 .
وأحرز بليك فضية سباق المائة متر أمس مسجلا زمنيا شخصيا جديدا، 9.76 ثانية، فيما عاد بطل السباق في أولمبياد أثينا 2004 الأمريكي جاستن جاتلين إلى الساحة بعد انتهاء مدة إيقافه التي بلغت أربعة أعوام لتعاطي المنشطات وأحرز الميدالية البرونزية في زمن قياسي شخصي جديد أيضا، 9.79 ثانية. ونجح سبعة عدائين أمس في إنهاء سباق مائة متر للرجال في أقل من عشر ثوان، بينما أنهى بولت كل الشكوك التي دارت حول مستواه الفني ولياقته البدنية وسط هتافات "أوسين أوسين" الجماهيرية أثناء قيامه بكل حركاته الاستعراضية الاحتفالية المعروفة والتي تعتبر حركة القوس والسهم هي أشهرها. وربما يكون معسول اللسان جاتلين قدم أفضل إجابة يوم السبت عن سبب هوس العالم ببولت، الذي سيسعى جاهدا الآن لإحراز ذهبيتي 200 متر و4×100 متر بلندن لتحقيق إنجاز غير مسبوق في التاريخ الأولمبي. حيث قال جاتلين للصحفيين: "إنه مثل الرجل الذي سار فوق القمر للمرة الأولى".
(ط.أ/ د ب أ)
مراجعة: عبده جميل المخلافي