أولمبياد لندن: نجاح باهر وحصيلة عربية متواضعة كالعادة
١٣ أغسطس ٢٠١٢سجلت بريطانيا تألقا منقطع النظير في تنظيمها للألعاب الأولمبية التي انطلقت في السابع والعشرين من يوليو/تموز واستمرت إلى غاية الثاني عشر من أغسطس/آب الجاري. وفي هذا الإطار عبر جاك روجيه رئيس اللجنة الأولمبية في العديد من المناسبات عن انبهاره بما قدمته لندن، إذ قال "إن القرية الأولمبية كانت رائعة جدا، وأن الجمهور كان متميزا، وأن لندن مدّت الألعاب الأولمبية بدفعة جديدة". وبالفعل اتسمت المنافسات بالإثارة، أبلى فيها الرياضيون بلاء حسنا، ولم يخيب الطقس أيضا آمال المنظمين، فكان "خياليا" حسب تعبير د. توماس باخ نائب رئيس اللجنة الأولمبية الألمانية، لأن الشمس سطعت لأسبوعين متواصلين على سماء بلاد الضباب.
الأمن والكشف عن المنشطات في الصدارة
ومن المؤكد أن الأمن كان من أهم القضايا التي تمت مناقشتها بإسهاب قبيل وخلال الدورة الأولمبية، خاصة بعد العثور على متفجرات في العاصمة لندن بعد يوم من انطلاقها. وقد أدى الحادث إلى تعزيز الإجراءات الأمنية، ما اعتبره البعض مبالغا فيه. فالألماني روبرت هارتينغ، الحائز على ذهبية رمي القرص، منع من دخول القرية الأولمبية لأنه فقد بطاقة اعتماده أثناء حفل راقص شارك فيه بمناسبة حصوله على الميدالية الذهبية. وذلك في مصير مشابه إلى مصير الملوك، فالأمير فيليب وزوجته ليتيسيا، منعا أيضا من دخول جناح الرياضيين لأنهما لا يتوفران أيضا على بطاقة الاعتماد، حيث كانا يرغبان بتهنئة مواطنتهم الإسبانية نيكولاس غارسيا لحصولها على فضية في منافسات تيكواندو.
وشهدت دورة لندن، أكبر حملة للكشف عن المنشطات، بينما أجريت 5000 اختبارا في هذا الإطار، لم تثبت التهمة سوى على ست حالات، فيما أبعد جميع المتهمين من المنافسات من قبل لجانهم الأولمبية سواء قبيل أو بعيد انطلاق الأولمبياد. وهذا لا يعني أن جميع من تعاطى المنشطات تم ضبطه في لندن، فالمستقبل من شأنه أن يكشف عن حالات متطورة، لم تخضع إلى الاختبارات، لأنها وببساطة غير معروفة إلى تلك اللحظة. ولهذا السبب تمّ تخزين عينات من الدم ولمدة ثماني سنوات قادمة للقضاء على كل الشكوك بأن الرياضي أو الرياضية لم يكن يستحق هذه الميدالية أو تلك، وسيبقى مهددا بأن تسحب منه إلى غاية عام 2020.
عطاء رياضي متميز، وحصيلة عربية متواضعة
وإذا كانت دورة لندن ستبقى محفورة في الذاكرة الرياضية العالمية، فإن الفضل الرئيسي في ذلك يعود إلى الرياضيين الذي قدموا عروضا مبهرة، بدء بالسباح الأمريكي مايكل فيلبس الذي تربع على عرش الرياضيين الأكثر فوزا بالميداليات الذهبية في التاريخ، ووصولا إلى يوسين بولت العداء الخارق الذي نال ثالث ميدالية ذهبية اولمبية له في دورة لندن حين حطمت بلاده جامايكا الرقم القياسي العالمي لسباق 4 في 100 متر تتابع في اليوم قبل الأخير من الأولمبياد؛ علما أن بولت احتفظ أيضا برقمه القياسي في سباقي 100م و200م، ليلقب بعدها ب"ملك العدائين". أما أصحاب الأرض، فرفعوا رصيدهم من الميداليات إلى 29 ذهبية وهي أكبر حصيلة ذهبية تفوز بها بريطانيا منذ قرن من الزمان.
أما العرب فقد عادوا كالعادة بأقل المكاسب، حيث اقتصر الأمر على12 ميدالية، منها 2 فقط ذهبية. أما أفضل انجاز عربي فقد كان من نصيب السباح التونسي أسامة الملولي بعد حصوله على ميداليتين، وهي ذهبية في سباق عشرة كيلومترات سباحة وبرونزية في سباق 1500 متر حرة. أما الذهبية الثانية فقد جلبها للعرب الجزائري توفيق مخلوفي في سباق 1500م. وقد حظيت المشاركة النسائية السعودية لأول مرة في تاريخ الأولمبياد باهتمام إعلامي كبير.
أندرياس ستين-سيمونس/ وفاق بنكيران)
مراجعة: عبده جميل المخلافي