أيمن مزيك: تنظيم "الدولة الإسلامية" عصابة لصوص
٥ سبتمبر ٢٠١٤دعا أيمن مزيد رئيس المجلس المركزي للمسلمين بألمانيا في حوار مع DW إلى توخي الحذر في التعامل مع ظاهرة الجماعات المتطرفة والإرهابية التي ترفع شعارات دينية إسلامية، وشدد على ضرورة وضع أعمالها وسلوكياتها على مشرحة التحليل الإجتماعي والنفسي والإقتصادي، وليس بإعتبارها أعمالا منسوبة للدين الإسلامي الذي ينبذ العنف والإرهاب، كما قال مزيك.
ويرأس مزيك المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا وهو اتحاد يضم في عضويته 19 منظمة إسلامية، ويتبع هذه المنظمات حوالي 300 مسجد، وفيه مسلمون من الأتراك والعرب والألمان والألبان والإيرانيين والبوسنيين وغيرهم، وكذلك من السنة والشيعة، وكل المذاهب الإسلامية ، ويحرص المجلس على أن يمثل الإسلام باعتباره جزءاً من المجتمع الألماني، وعلى ترسيخ وجوده من خلال العمل على الاعتراف به، وعلى توفير حاجات المسلمين؛ لممارسة شعائر دينهم، ويرى المجلس أنه لا يقبل تحريف الإسلام، بل يريد «فهماً معاصراً للمصادر والمراجع الإسلامية، تراعي خلفية المشكلات الحياتية الحديثة وتشكيل هوية إسلامية مستقلة في أوروبا".
فيما يلي نص الحوار:
DW: ما هو شعورك الشخصي من الإنباء الواردة من العراق وسوريا بشأن الأفعال التي يرتكبها "داعش"؟
أيمن مزيك: شعوري هو مزيج من الحزن والارتباك والاكتئاب، فالناس أرادوا من خلال ما يسمى الربيع العربي ونزولهم إلى الشوارع للتظاهر، أن تتجه حياتهم نحو الأفضل من خلال تطبيق الديمقراطية وحقوق الإنسان، إلا إن قوى النظام الحاكم كانت لهم بالمرصاد، فحاربتهم وقتلتهم وضيقت عليهم عيشهم، ما أدى إلى خلق فراغ ملأته عصابات من القتلة والمجرمين فرضت نفوذها على الأرض وجعل تالحياة أسوا بكثير ما كان عليه الحال قبل الربيع العربي .
تنظيم"الدولة الإسلامية" يدَعي أنه يتصرف باسم الإسلام ويقوم بتطبيق تعليماته فما هو تعقيبك على ذلك؟
ظهور المرتزقة الذين تحكمهم شهوة الدم والقتل ظاهرة يتكرر وجودها كثيرا على مر التاريخ، فيخطفون ويقتلون ويتاجرون بالبشر، ويدعون بأنهم مأمورون من الله، فهم يستخدمون الدين غطاء لأفعالهم، وللتغرير بالشباب العاطل عن العمل، الذين يستقطبونهم بالأموال والأشياء الأخرى. إنهم عبارة عن مافيا وقطاع طرق هدفهم جني الأموال بأي أسلوب كان.
العديد من الشباب من كل أنحاء العالم وحتى من أوروبا وألمانيا انضموا إلى تنظيم "الدولة الإسلامية"، ما الدافع الذي يجعل هؤلاء يتركون بيوتهم ويرتمون في أحضان الإرهابيين؟
هؤلاء الشباب معظمهم من أسر مفككة وليست ذات طابع ديني، يتم التغرير بهم من خلال نبذ ثقافة الأنا وتعزيز قيم الانتماء إلى المجموعة والعمل الجماعي وروح الانتماء. وبان الهدف هو لفرض الخير ومحاربة الشر والرذيلة في المجتمع، وكما ترى فان سبل الاستقطاب هي سبل نفسية مستخدمة عالميا، وليست سبل إسلامية محضة، وهي لها مفعولها كما نرى.
إن دمج الدين بموضوع الإرهاب كما نشاهد اليوم بوسائل الإعلام ليس حكيما، كما أن تكراراه يكرس نوعا من المفاهيم السلبية بحقوق عامة المسلمين واعتقد أن الحل الأمثل يكون بنزع الشرعية الدينية عن هؤلاء المتطرفين والبدء بتحليل علمي نفسي اقتصادي اجتماعي يختص بهؤلاء الشباب الأوروبيين الملتحقين (بالجماعات الإرهابية)، وذلك لفهم دوافعهم بصورة علمية وحيادية والتوصل إلى السبل المناسبة لمكافحة هذه الظاهرة.
ما هو دوركم في المجلس المركزي للمسلمين بألمانيا من أجل مكافحة هذه الظاهرة ؟
نحن على دراية تامة بالسوء الذي يلحق بالمسلمين من جراء هذه الأفعال التي يقوم بها المتطرفون، نريد أن نوضح للجميع بأن أفعال هذه التنظيمات هي ليست من تعاليم الإسلام، ودورنا لا يقتصر بالتوضيح وإصدار البيانات بل يتعدى ذلك إلى محاولة مكافحة ما يفعله المتطرفون بالحجة الشرعية، فمثلا فيما يتعلق بترحيل الأقليات عن أماكن سكناهم، لم يكن دورنا هو إصدار إدانة فقط لما يجري، بل حاولنا تبيان أيضا أن هذا الأمر هو خارج تعاليم الإسلام وان الرسول محمد عليه السلام والذي يجب اتخاذه قدوة من المسلمين، حارب هذه الأمور ووقف في وجه بعض المسلمين، الذين اعتقدوا أنهم بالقوة يستطيعون التحكم بالأقليات في العالم الإسلامي.
في بريطانيا قام المسلمون هناك بإصدار فتوى تحرم أفعال تنظيم"الدولة الإسلامية"، إلى أي مدى يمكن أن يؤثر ذلك على التنظيم المتطرف وأنشطته؟
لا أعتقد أن الفتوى لها تأثير مباشر على أفعال تنظيم "الدولة الإسلامية"، إذ أن هؤلاء لا يلقون بالا لما أمر الدين الإسلامي به فعلا، إلا انه من المهم توضيح رأي الدين بما يفعله هؤلاء، ونزع غطاء الشرعية عنهم أمام بقية المسلمين، ولا أخفيك سرا عندما أؤكد لك، بان معظم المسلمين ينبذون أفعال المتطرفين وبان مثل هذه الفتوى مهمة جدا في الحوار مع المتشككين ومن يعتقد أن هؤلاء المتطرفين يمثلون الدين الإسلامي.