إجراءات أمنية مشددة لحماية ضيوف قمة الثمانية في ألمانيا
١١ مايو ٢٠٠٧توقع وزير الداخلية الألماني فولفجانج شويبله ارتفاع درجة المخاطر في البلاد على خلفية انعقاد قمة الثمانية التي يستضيفها منتجع هايليغندام الألماني مطلع حزيران/يونيو المقبل. وقال شويبله في تصريحات لصحيفة "نويه بريسه" نشرتها في عددها الصادر صباح اليوم الجمعة: "عندما يلتقي أهم القادة السياسيين على مستوى العالم، ترتفع درجة المخاطر"، مذكرا بأن الاعتداءات الإرهابية على لندن عام 2005 وقعت خلال فترة انعقاد اجتماعات قمة الثمانية في جلينجليس في اسكتلندا. كما أكد الوزير الألماني أنه "سيفعل كل ما يمكن تخيله وأنه سيتخذ الإجراءات المناسبة لضمان أمنهم".
ومن ناحية أخرى هدد شويلبه مثيري أعمال العنف والشغب خلال القمة بالسجن الاحتياطي. وقال في تصريحات نشرتها صحيفة "بيلد" واسعة الانتشار في عددها الصادر اليوم إن "قوانين الشرطة في مختلف الولايات تسمح بالسجن الاحتياطي، إذ يمكن احتجاز مثيري العنف حسب قوانين كل ولاية لمدة تصل إلى14 يوما في حال وجود خطط حقيقية لتنفيذ أعمال تستدعي العقوبة.
وفي حوار آخر مع صحيفة "رور ناخريشتن" تحدث الوزير عن الاقتراح المثير للجدل بشأن مشاركة الجيش في مهام داخلية بهدف التصدي للـ"الإرهاب" قائلا: "نحتاج إلى تغيير في الدستور حتى يمكننا الاستفادة من قدرات الجيش لمواجهة هذه المخاطر".
تشديد الرقابة على الحدود
في إطار جهود وزارة الداخلية الألمانية لتأمين أجواء القمة لمح شويبله إلى الإجراءات التي يجري الإعداد لها لتأمين قمة مجموعة الثمانية. فقد أعلنت وزارة الداخلية أنه سيجري خلال القمة إعادة عمليات تفتيش الحدود الداخلية بين الدول المشاركة في اتفاقية "شينغن". يشار إلى أن الدول الأوروبية المشاركة في اتفاقية "شينغن" اتفقت في عام 1995 على التخلي عن عمليات تفتيش وسائل نقل الركاب عبر الحدود المشتركة لتلك الدول.
ووفقا للإجراءات الأمنية الجديدة يصير من الممكن القيام بعمليات تفتيش للحدود الأرضية والبحرية وأيضا المطارات خلال موعد القمة وذلك لمنع دخول بعض مثيري الشغب والعنف وخاصة من مناهضي العولمة إلى ألمانيا خلال فترة انعقاد القمة.
منتقدو العولمة يحتجون على الإجراءات الأمنية
ومن جهتهم جدد منتقدو العولمة احتجاجاتهم على المداهمات التي شنتها الشرطة الألمانية في ست ولايات بشمال البلاد لمنازل وأماكن تجمع نشطاء يخططون لتنظيم مظاهرات ضد العولمة خلال قمة مجموعة الدول الثماني الكبرى المقبلة.
يذكر أن الشرطة الألمانية قامت بحملات تفتيش واسعة لأربعين مكانا يوم الأربعاء الماضي شارك فيها نحو 900 شرطي، وهو إجراء اتخذته الأجهزة الأمنية الألمانية بعد المظاهرات الأخيرة التي خرجت في هامبورج وبرلين ومدن أخرى وشهدت اشتباكات في هامبورج استخدمت خلالها الشرطة مدافع المياه لتفريق نحو ألفي متظاهر قام بعضهم برشق ضباط الشرطة بزجاجات مياه والحجارة أسفرت عن جرح نحو أربعة أشخاص فيما اعتقل ثمانية آخرون قبل عودة الهدوء إلى المنطقة بعد نحو ساعتين.
وفي حديثه مع صحيفة "زويد دويتشه تسايتونغ" الرصينة انتقد سفين غيغولد، أحد مؤسسي شبكة المنتقدين للعولمة، تدخل الشرطة واعتبره "غير مناسب ويخالف في بعض الجوانب مبادئ دولة القانون." أما فولفغانغ نيسكوفيش، أحد ساسة الكتلة اليسارية في البرلمان الألماني (البوندستاغ)، في معرض حديثه مع صحيفة "برلينر تسايتونغ" أن الوسائل التي استخدمتها الشرطة تعيد للأذهان تلك الوسائل المتبعة في "دولة بوليسية".