إجماع عالمي على خطورة التغييرات المناخية وخلاف حول آلية مواجهتها
٢٩ ديسمبر ٢٠٠٦يسود إجماع في صفوف الأسرة الدولية على خطورة التغييرات المناخية وعواقبها الآنية على البشرية. غير ان هذا الإجماع لم يترجم بعد إلى آلية موحدة بهدف التصدي لها. وإثر تقرير الخبير الاقتصادي البريطاني نيكولاس ستيرن الذي توقع انكماشا في الاقتصاد العالمي على نطاق كارثي بقيمة 5500 مليار يورو من الخسائر نتيجة هذه التغييرات، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان ان خطرها على السلام والأمن العالميين أضحى بمستوى خطر النزاعات وانتقال الأسلحة والفقر. وشدد خلال مؤتمر نيروبي حول المناخ في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي على "الحاجة الصارخة" الى قيادة تعالج هذه المسألة، داعيا رؤساء الدول والحكومات الى تولي معالجتها بانفسهم. من جانبها وجهت وكالة الطاقة الدولية نداء طارئا ذكّرت فيه بان نمط استهلاك الطاقة في العالم لا يحتمل، وقال رئيس الوكالة الفرنسي كلود مانديل "لا يمكننا انتظار عقد اضافي على امل نجاح الوسائل التكنولوجية في حل المشكلة".
الجدير بالذكر هنا ان الاتحاد الاوروبي تمكن في نيروبي من حمل المشاركين على الإقرار بصعوبة مواجهة ارتفاع درجة حرارة الأرض أكثر من درجتين مئويتين. غير انه لم يتم التوصل الى إجماع حول التدابير التي ينبغي اتخاذها لمنع هذا الارتفاع.
مجموعة خبراء دوليين لتقييم الوضع
ويتوقع أن تؤكد مجموعة الخبراء الذين كلفتهم الأمم المتحدة بدراسة المشكلة في تقريرها المرتقب مطلع 2007 على النظرة التشاؤمية إزاء تبعات التغييرات المذكورة. وتضم المجموعة نحو خمسة آلاف خبير وباحث من مختلف أنحاء العالم، ويتوقع أن يشكل تقريرها أهم تقويم للمشكلة حتى الآن. وفي تقرير سابق لها في عام 2001 قدرت ارتفاع معدل حرارة الأرض ما بين 4.1 و 8.5 درجات مئوية على اقل تقدير خلال القرن الحالي. وذكر الفيزيائي الفرنسي هيرفيه لو ترو مدير الأبحاث في المركز الوطني الفرنسي للأبحاث العلمية والمشارك في المجموعة ان التجارب التي أجريت في المختبر أعطت نتائج مماثلة. وأوضح بأن هناك عناصر مثيرة للتقلبات الجوية لم يتم احتسابها قبل بضع سنوات. وذكر من بينها تزايد ظاهرة الاحتباس الحراري المرتبطة بتبدل النبات القاري وذوبان الجليد في القطب الشمالي بشكل يبعث كميات كبيرة من غاز الميثان في الجو.
تزايد صرخات الإنذار
وقال خبير الأحوال الجوية الفرنسي جان جوزيل عضو المكتب التنفيذي للمجموعة ان ما توقعناه منذ العام 1990 يتحقق اليوم وهو ارتفاع في الحرارة بنحو درجتين مئويتين في العقد. كما ان الاحتباس الحراري بات اكثر وضوحا. وتتضاعف صرخات الإنذار إزاء تسارع ذوبان الجليد في القطب الشمالي وزوال الثلج عن قمم كيليمنجارو وابيضاض الأرصفة المرجانية واضطراب حركة هجرة الطيور وغيرها.
هذا ويُعد ثاني أكسيد الكربون أحد الغازات المسببة للاحتباس الحراري، أما مصدره الرئيسي فهو النفط والغاز والفحم التي تستهلك بكميات متزايدة. وبالرغم من هذا الوضع الملح، فان الدول الموقعة على بروتوكول كيوتو اتفقت بالكاد على ضرورة تجديده بعد انتهاء مدته عام 2012.
دويتشه فيله+ وكالات (ع.م)