إحباط عام وتبادل للاتهامات عقب انهيار محادثات منظمة التجارة العالمية
٣٠ يوليو ٢٠٠٨أعرب اتحاد الصناعة الألمانية عن خيبة أمله في إمكانية تحسن ظروف التجارة العالمية بعد فشل مفاوضات جنيف التي انتهت أمس الثلاثاء والتي كانت تهدف إلى تحرير التجارة العالمية. وقال يورجن تومان رئيس الاتحاد اليوم الأربعاء في برلين إنه كان من المنتظر أن يتم الترحيب ببوادر إيجابية في سياسة التجارة العالمية نظرا لتدهور أوضاع الاقتصاد العالمي. ومن ناحية أخرى أكد تومان رفض الاتحاد لفكرة تحرير تجارة الدول الصناعية من جانب واحد وتوقع أن تستأنف المفاوضات من جديد خلال الفترة المقبلة.
المفاوضات بلغت "الحد المؤلم"
وكان وزير الزراعة الألماني هورست زيهوفر أعرب عن أسفه في وقت سابق اليوم لفشل مفاوضات منظمة التجارة العالمية. وقال الوزير في برلين: "كنت آمل في إعطاء دفعة إيجابية للاقتصاد العالمي في ضوء تزايد أسعار السلع الغذائية ولمصلحة الدول النامية نفسها". وأضاف زيهوفر أن الاتحاد الأوروبي استمر في مفاوضات جنيف "حتى بلغ الحد المؤلم" مؤكدا أن فشل المفاوضات لم يكن بسبب الاتحاد الأوروبي أو بسبب قطاع الزراعة. ودعا الوزير إلى مواصلة ما يسمى "جولة الدوحة" من محادثات تحرير التجارة العالمية رغم ما منيت به من فشل وقال: "من الأفضل أن نواصل العمل وأن نحقق نتيجة أفضل بدلا من استكمال هذه المفاوضات بشكل غير مرض".
وتجدر الإشارة إلى أن المفاوضات التجارية انهارت يوم الثلاثاء بسبب نزاع بين الولايات المتحدة والهند والصين على المدى الذي يجب أن تذهب إليه الدول النامية في حماية نفسها في مواجهة الواردات الزراعية من الخارج.
المفوضية الأوروبية تدعو لكسر سنوات الجمود الطويلة
أما المفوضية الأوروبية فقد دعت إلى بذل جهود جديدة من أجل كسر سنوات طويلة من الجمود. وقال رئيس المفوضية خوسيه مانويل باروسو إن الاتحاد الأوروبي عمل من أجل التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن يراعي مصالح جميع الأطراف. وأضاف باروسو في بيان: "لقد قمنا بالفعل بعمل كل ما يمكننا عمله من أجل تقريب وجهات النظر والتوصل إلى حل وسط". ومن جانبه حث بيتر ماندلسون المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي منظمة التجارة العالمية اليوم الأربعاء على تجديد المحادثات التجارية في وقت لاحق من العام الجاري في أعقاب انهيارها هذا الأسبوع. وقال ماندلسون أمام لجنة التفاوض التجاري بالمنظمة أن الاقتصاد العالمي فقد "وثيقة تأمين" هو في أشد الحاجة إليها بانهيار المفاوضات المطولة التي كانت ترمي لتحرير التجارة العالمية.
اتهامات يابانية للصين والهند
وفي غضون ذلك وجهت اليابان أصبع الاتهام إلى القوى الاقتصادية الصاعدة في المنطقة مثل الصين والهند، وانتقدتهما بشدة لعدم تحملهما مسؤوليات أكبر في محادثات منظمة التجارة العالمية. واتهم وزير شؤون مجلس الوزراء نوبوتاكا ماتشيمورا في مؤتمر صحفي كل من الصين والهند بأنهما يركزان بالأساس على مصالحهما الخاصة مطالبا البلدين بلعب دور أكبر في الاقتصاد العالمي.
أما الصين، الطرف الثالث في الخلاف، فقد ألقت من جانبها اليوم باللائمة على الدول الغربية الغنية واصفة إياها ب"الأنانية" وأنع لا تكترث لمصالح الدول النامية. ووصف وزير التجارة الصيني تشين ديمنج انهيار المحادثات "بالانهيار المأساوي" وكما أنه يمثل نكسة خطيرة للاقتصاد العالمي المتعثر. وقال في هذا الإطار إن بلاده مستعدة لتعزيز علاقاتها الثنائية مع دول أخرى أعضاء في المنظمة وخاصة الدول النامية. وعزت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) فشل جولة المفاوضات الأخيرة إلى تعنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، اللذان لم يكن لديهما أي استعداد لخفض الدعم الهائل الذي يقدمانه للمزارعين المحليين.
التوصل إلى اتفاق كان قاب قوسين أو أدنى
وعقب انتهاء المفاوضات عبرت ممثلة التجارة الأميركية سوزان شواب عن أسفها لوصول المباحثات إلى طريق مسدود بعد اقترب الأعضاء قاب قوسين أو أدنى من التوصل إلى اتفاق يوم الجمعة الماضي. وفي تصريح لها سخرت شواب من "تركيز النقاش على كيفية زيادة الدول لحواجزها في مواجهة واردات المواد الغذائية"، في إشارة إلى الموقف الهند الداعي إلى تحديد سقف منخفض لآلية حماية المنتجات الزراعية والتي تعتبر مسألة حيوية بالنسبة للهند. إلا أن شواب والمفاوض الهندي كمال ناث لم يخفيا تفاؤلهما بالمرحلة المقبلة وإيمانهما بالنظام التفاوضي المتعدد الأطراف.