إدارة بايدن تتطلع إلى اتفاق في غزة وسط تصاعد أعداد القتلى
٨ سبتمبر ٢٠٢٤تسعى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي لم يتبق لها سوى أربعة أشهر، لتكثيف جهودها الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق بشأن الوضع في غزة، رغم التحديات المستمرة. يشير الخبراء إلى أن تحقيق تقدم في المحادثات سيعزز فرص المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس في الانتخابات المقبلة.
ومنذ إعلان إسرائيل عن استعادة رهائن، أكدت إدارة بايدن أهمية التوصل إلى هدنة، على الرغم من مقاومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن حث الجانبين على التوصل لاتفاق، وأقر بأن أي تقدم قد ينهار في أي لحظة بسبب حساسية الوضع.
يعتقد العديد من المراقبين أن نتانياهو وحماس يشعران بأن بقائهما السياسي على المحك إذا قبلا بتقديم تنازلات. ففي حين أن بايدن قدم دعمًا قويًا لإسرائيل، فقد واجه انتقادات بسبب عدم استخدامه الضغط السياسي الكافي. وتظهر استطلاعات الرأي أن كامالا هاريس قد تكسب أكثر إذا اتخذت موقفًا أكثر صرامة تجاه إسرائيل، بينما يُرجح أن يتضرر دونالد ترامب إذا اتخذ نفس الموقف.
بوريل في الشرق الأوسط
وفي إطار تكثيف الجهود الدبلوماسية أيضاً بدأ الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، بجولة شرق أوسطية اليوم الأحد تستغرق عدة أيام تشمل مصر ولبنان، ولكن لن يزور خلالها إسرائيل.
ويعتزم بوريل الاجتماع مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة غدا الأثنين، كما سيزور معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، وفقا لمكتب الخدمة الخارجية التابعة للاتحاد الأوروبي في بروكسل.
وقال مكتبه إن اجتماعا مع الوسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة "يتصدر جدول أعماله". ومن المقرر أن يلتقي بوريل الثلاثاء المقبل بوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ويشارك في اجتماع للجامعة العربية.
وخلال يومي الأربعاء والخميس يزور بوريل لبنان حيث سيلتقي مع رئيس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد القوات المسلحة اللبنانية جوزيف عون. كما سيتلقي بوريل مع وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب.
يشار إلى أن بوريل قد أثار استياء المسؤولين الإسرائيليين بانتقاده المتكرر لحرب إسرائيل في قطاع غزة التي قال إنها تسببت في حدوث مجاعة ونقص في الأدوية والمياه. كانت إسرائيل قد أعلنت الحرب ردا على هجوم حماس على بلداتها الجنوبية.
تصاعد أعداد القتلى
في السياق ذاته أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس التي تصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وألمانيا ودول أخرى كمنظمة إرهابية، اليوم الأحد (الثامن من سبتمبر/ أيلول) أنّ حصيلة الحرب المستمرة منذ 11 شهرا بين إسرائيل والحركة الفلسطينية ارتفعت في قطاع غزة إلى 40972 قتيلا على الأقل.
وقالت الوزارة في بيان إن 33 شخصا على الأقل قتلوا خلال الساعات الـ 24 الماضية، لافتة إلى أن عدد الجرحى الإجمالي ارتفع إلى 94761 في قطاع غزة منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
على الجانب الآخر ذكر تقرير حديث صادر عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي أنه منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، قتل 1664 إسرائيليا، من بينهم 706 جنود، وأصيب 17 ألفا و809 آخرون، وتم إجلاء حوالي 143 ألف شخص من منازلهم وإطلاق حوالي 20 ألف قذيفة على الاراضي الإسرائيلية.وهناك 101 رهينة محتجزون حاليا لدى حماس، حسب صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية اليوم الأحد. ومنذ بدء الحرب، انطلقت صافرات الإنذار في 935 تجمعا سكنيا، مما أجبر الإسرائيليين على الفرار إلى مناطق آمنة حوالي 15 ألف مرة.
احتجاجات متواصلة
وتشهد المدن الإسرائيلية تظاهرات ضخمة مطالبين باتفاق لإطلاق سراح حوالي 100 محتجز لدى حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة. وفي حشد في مدينة تل أبيب، قال أحد أقارب محتجز توفي الأسبوع الماضي: "يجب ألا نضحي بحياة أخرى" في إشارة إلى المحتجزين المتبقين.
ميدانيا أعلن الجيش الإسرائيلي أن أحد كبار قادة حماس، قتل في غارة بطائرة بدون طيار إسرائيلية في قطاع غزة. وأضاف الجيش الإسرائيلي أن الغارة الجوية قتلت رئيف أبو شاب، رئيس وحدة الصواريخ في كتيبة شرق خانيونس ، التابعة لحماس، حسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل اليوم الأحد.
وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه كان مسؤولا عن إطلاق الصواريخ من منطقة خانيونس، على جنوب ووسط إسرائيل، خلال الحرب.وفي الوقت نفسه، قصفت طائرات مقاتلة وطائرات بدون طيار إسرائيلية، على مدار الساعات الـ24 الماضية، أكثر من 25 هدفا لحماس، بمختلف أنحاء غزة، من بين ذلك مبان، كانت تستخدمها حماس وخلايا مسلحة أخرى، بحسب الجيش.
ع.أ.ج/ ع غ/ز.أ.ب (د ب ا، أ ف ب)