إدارة ترامب تنفذ أول حملاتها ضد المهاجرين بدون وثائق
١١ فبراير ٢٠١٧استهدفت عمليات عناصر الوكالة الاتحادية المتخصصة في الاقتياد إلى الحدود، أماكن إقامة مهاجرين بدون أوراق قانونية في لوس أنجليس ونيويورك وشيكاغو وأوستن ومدن أخرى. وبحسب صحيفة واشنطن بوست فإن عدد الموقوفين بلغ مئات عدة. وفي لوس أنجليس فقط قال مدير الوكالة ديفيد مارتن إنه تم توقيف 160 شخصا 75 بالمائة منهم صدرت بحقهم أحكام مشددة.
كما تم توقيف آخرين ليست لديهم سوابق عدلية في العملية ذاتها. وتم مساء الجمعة طرد 37 مهاجرا غير نظامي إلى المكسيك. وصرح مارتن "أن المقالات التي تتحدث عن حواجز على الطرق أو عمليات عشوائية مغلوطة، هذا أمر خطير وغير مسؤول" مشيرا إلى أن أجهزته اعتادت على تنفيذ مثل هذه العمليات المحددة الهدف وخصوصا في تموز/يوليو 2015 وآب/ أغسطس 2015.
بيد أن عمليات التوقيف، التي تمت في أماكن سكن أو عمل أدت إلى تعبئة النواب الديمقراطيين في المناطق المعنية وخصوصا في كاليفورنيا ولوس أنجليس حيث يقدر مركز "بيو ريسورتش" أن مليون مهاجر غير نظامي يقيمون. وكان الرئيس دونالد ترامب أعطى الأولوية في مرسوم وقعه في 25 كانون الثاني/ يناير، لطرد من لا يملكون أوراق إقامة ولديهم سوابق عدلية أو آخرين متهمين في قضايا. ويقدر عدد المهاجرين غير النظاميين في الولايات المتحدة بـ 11 مليون شخص.
وقالت عضوة الكونغرس الديمقراطية نانيت دياز باراغان: "من العار رؤية عناصر (أمن) يدخلون مساكن خاصة لأفراد ويثيرون فزع أسرهم". من جهتها قالت السيناتورة عن كاليفورنيا ديان فينستاين إن "التغيير في سياسة الرئيس ترامب يخون قيمنا".
وسرى القلق نفسه في أوستن وتكساس حيث يعيش مائة ألف شخص بلا وثائق قانونية. وبثت وسائل إعلام محلية في صدارة أخبارها فيديو يظهر توقيف رجل في قلب الشارع وهو يقود سيارته، كما أدى ذلك إلى تظاهرات. ونقلت قناة "كاي في يو إي" المحلية عن القنصلية المكسيكية في أوستن أنه تم توقيف 44 مكسيكيا في يومين.
وأكد العضو الديمقراطي في مجلس النواب يواكين كاسترو أن عمليات منسقة نفذت في جنوب تكساس ووسطها في إطار عملية أطلق عليها "كروس تشيك". وصرح النائب: "طلبت من السلطات أن توضح إن كان هؤلاء الأفراد يشكلون فعليا تهديدا خطيرا وعنيفا لمدننا أم أنهم هنا فقط (..) لتقديم مساهمتهم في (تنمية) ولايتنا".
ومنذ 2011 نفذت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما ست عمليات وطنية مماثلة على الأقل أطلق عليها "كروس تشيك". واستمرت آخرها في آذار/ مارس 2015 خمسة أيام وأدت إلى توقيف أكثر من ألفي مهاجر اعتبروا "تهديدا للنظام العام".
وبغرض عدم المساس بالأسر المقيمة في البلاد، والتي لم ترتكب جرما أكثر من الإقامة غير الشرعية، أعطى أوباما الأولوية لطرد المهاجرين غير الشرعيين الذين أدينوا في جرائم خطيرة أو في جرائم متكررة (عنف واغتصاب وتصوير أفلام هواة إباحية وانتماء لعصابات). وشمل ذلك أيضا تكرار الإدانة بقيادة السيارة في حالة سكر.
بيد أن مرسوم ترامب يمضي إلى أبعد من ذلك بحيث لا يفرق بين جريمة ومخالفة كما أنه لا يستهدف فقط من تتم إدانتهم بل أيضا من يشتبه بهم من دون إدانة. وبعد عملية الطرد هذه التي سلط عليها الإعلام الضوء بكثافة، دعت الخارجية المكسيكية مواطنيها إلى التزام "الحيطة والبقاء على اتصال بالقنصلية الأقرب إليهم لتلقي المساعدة الضرورية في مواجهة أوضاع مماثلة".
أ.ح/ ع.م (أ ف ب)