إسدال الستار على الدوري الالماني بعد موسم مليء بالمفاجآت والأرقام القياسية
٢٥ مايو ٢٠٠٩أسدل الستار يوم السبت الماضي ( 23 مايو/أيار ) على بطولة الدوري الألماني للموسم الحالي، والتي وصفت بأنّها من أكثر البطولات إمتاعا وتشويقا منذ أمد طويل، فقد تمكّن من خلالها فريق فولفسبورغ من تحقيق انجاز تاريخي بفوزه لأوّل مرّة في تاريخه بالبطولة وبالتالي التحوّل إلى مفاجأة الموسم. فقبل انطلاق الدوري الألماني السادس والأربعين لم يكن بإمكان أحد أن يتوقّع أن فريق فولفسبورغ، الذي ترعاه شركة فولكس فاغن لصناعة السيارات، في أن يدخل في منافسة مع كبار أندية كرة القدم على الفوز بالبطولة.
إنجاز تاريخي
بيد أن فريق الأسود، كما يطلق عليه، سرعان ما استطاع الحيازة على إعجاب الجماهير واحترام الأندية المنافسة له من خلال ما قدّمه من أداء قوي ومتميّز خلال المباريات للفوز باللقب. ويعود الفضل في هذا الانجاز التاريخي إلى مُدرّبه فيليكس ماجات، الذي أعرب عن فرحته العارمة واصفا هذا الحدث "بحلم تم تحقيقه"، وأضاف "لقد قدّمنا على مدى الموسم أداء قويا"، مشدّدا على أن فريقه "أصبح بطل الدوري عن جدارة واستحقاق ". وتميّز فريق الأسود بأقوى خطّ هجوم في البطولة، بحيث تُوّج مهاجمه غرافيتي، الذي كان سجّل 28 هدفا خلال الموسم، بلقب هدّاف الدوري، يليه زميله دزيكو، الذي سجّل 26 هدفا. وبلغت حصيلة اللاّعبان 54 هدفا، ليحطّما بذلك الرقم الذي أحرزه الثنائي أولي هونيس وغيرد مولر في السابق برصيد 53 هدفا.
ومن المفارقات خلال هذه البطولة أن يحصل مُدرّب مع فريقه على اللّقب ثم يتركه، ذلك أن فيليكس ماجات أعلن قبيل انتهاء البطولة بأسابيع قليلة إبرام عقد مع فريق شالكه الألماني، يتولّى ماغات بموجبه تدريب الفريق بداية من العام المقبل. وبذلك يحرم نفسه من المشاركة مع فريق فولفسبورغ في بطولة أبطال الدوري الأوروبية ويكتفي بقيادة شالكه في الدوري الألماني.
إقبال جماهيري لا مثيل له
وإلى جانب فوز فولفسبورغ المفاجئ باللّقب، شهدت مباريات البطولة إقبالا جماهيريا كبيرا، فقد بلغ عدد المُشجّعين أكثر من 13 مليون مشجع، مسجّلا بذلك رقما قياسيا جديدا. واحتل مشجعو فريق بروسيا دورتموند المرتبة الأولى من حيث الإقبال الجماهيري، الذي استفاد منه مدرب الفريق يورغين كلوب في تشجيع فريقه، خاصّة بعد الأداء المتواضع خلال الجولة الأولى من المسابقة. وتمكّن الفريق من خلال هذا الدعم الجماهيري من أن يحقق سبع انتصارات متتالية، مُحقّقا بذلك رقما قياسيا جديدا في تاريخ النادي. غير أن هذه الانتصارات والدعم الجماهيري الكبير لم تنجح في تمكين النادي في النهاية من الحصول على إحدى المقاعد المخصصة للفرق الألمانية في بطولة كاس الاتحاد الأوروبي العام المقبل. وهو حلم ظلّ يراود فريق بروسيا دورتموند طوال الدوري، إلى أن تحطّم في المباراة الأخيرة، أثر تعادل الفريق الإيجابي (1-1) مع فريق مونشينغلاد باخ، الأمر الذي تسبب في تدحرج فريق بروسيا دورتموند إلى المركز السادس في البطولة وترك المركز الخامس لفريق هامبورغ.
عندما يبتسم الحظ للبعض...
يبدو أن الحظ قد ابتسم أخيرا لفريق هامبورغ، الذي تمكّن في مباراته الأخيرة من الفوز على فرانكفورت بنتيجة 3 أهداف مقابل هدفين خارج ملعبه، ويحتل المركز الخامس في ترتيب الدوري. وكان فريق هامبورغ ينافس في نهاية الموسم على ثلاثة ألقاب، إلاّ أنّه خرج من الدور قبل النهائي لكأس ألمانيا عقب خسارته أمام فريق بريمن، والذي جمعته به أربع مباريات في غضون تسعة عشر يوما، ليخرجه مرّة أخرى من الدور قبل النهائي لبطولة كأس الاتحاد الأوروبي.
أمّا فريق شتوتغارت فقد حقّق نتائج جيدة في المرحلة الثانية من المسابقة عقب تولي ماركوس بابل قيادة الفريق، ذلك أن شتوتغارت تمكّن من الصعود من المركز الحادي عشر إلى المركز الثالث ولم يُمن سوى بهزيمتين. الأمر، الذي أهّله لتمثيل ألمانيا العام المقبل في دوري أبطال أوروبا. وهي أكبر هدّية قدمها بابل لجماهير ناديه.
ويدير ظهره للبعض الآخر...
على صعيد آخر، قدّم فريق هوفينهايم، الصاعد لأول مرة إلى دوري الأضواء، عروضا قوية في الجولة الأولى، حيث تصدر المسابقة برصيد 35 نقطة، ليدهش الجميع بالمستوى العالي والكرة السريعة والحديثة التي قدمها الفريق. بيد أن أداء الفريق قد تراجع تراجعا غريبا في الجولة الثانية، ليقبع في النهاية في المركز السابع.
ولم يحدث في تاريخ المسابقة مطلقا أن تراجع بطل الجولة الأولى بهذا الشكل الغريب. ففي سياق متّصل علّق رالف رانغنيك، مدرب الفريق بالقول "قدّمنا في البداية جولة غير عادية، لكننا رأينا أيضا في المرحلة الأخرى من المسابقة الوجه الآخر لكرة القدم" . ورغم الأداء المتواضع لفريق هوفينهايم خلال الجولة الثانية من بطولة الدوري بقى رانغنيك في منصبه، في الوقت الذي أقالت فيه بعض الأندية مدربيها، بحيث كان مدرب فريق بايرن ميونخ يورغين كلينزمان من أبرز المقالين. وكانت إدارة نادي بايرن مونيخ قد قرّرت إقالة كلينزمان عقب الأداء المتواضع للفريق، في محاولة منها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
كما شهدت الأسابيع الأخيرة من عمر المسابقة استياء جماهير نادي بايرين مونيخ عقب الهزائم الثقيلة التي تلقاها وخاصّة منها الهزيمة الثقيلة في الأسبوع السادس والعشرين أمام فولفسبورغ الذي تمكّن من تسجيل خمسة أهداف مقابل هدف وحيد، ثم الخروج من دوري الأبطال بعد الهزيمة الثقيلة أمام فريق برشلونة، الذي فاز بأربعة أهداف لصفر. يشار إلى أنّه عندما سُئل كلينزمان وقتها عن مستقبله مع الفريق كان أجاب بالقول: "أعتقد أنه يجب ألا أقلق فيما يتعلق بمستقبلي مع الفريق والمهم هو فريق بايرن وليس شخصي". غير أن الأقدار شاءت أن يقال كلينزمان من منصبه بعد تلك التصريحات بأيام. ، كما فشل الفريق في النهاية في الحصول على البطولة بعد أن سقط في فخ التعادل في المباراة قبل الأخيرة أمام هوفينهايم.
الكاتب: بنيامين فوست/ ناصر علي
تحرير: شمس العياري