إسرائيل تكثف هجماتها وتزايد الدعوات لإيصال المساعدات لغزة
٢٩ أكتوبر ٢٠٢٣في اليوم الثالث والعشرين من الحرب بين إسرائيل وحماس، أعلنت إسرائيل الأحد (29 أكتوبر/ تشرين الأول 2023)، زيادة عديد قواتها التي تقاتل داخل غزة وتكثيف عملياتها في القطاع.
ويعاني قطاع غزة من أزمة إنسانية خانقة جراء قيام إسرائيل بقطع إمدادات المياه والكهرباء والوقود والأغذية إضافة إلى شن غارات جوية مكثفة على القطاع، ردا على قيام حركة حماس في السابع من الشهر الجاري بهجوم إرهابي.
وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس، وهي مهمة وصفتها بأنها تتطلب شن مداهمات برية طويلة الأمد تستهدف مدينة غزة ومحيطها وأنفاقها حيث يمتلك المسلحون شبكة واسعة من المخابئ تحت الأرض.
وقد أعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق اليوم أنه هاجم مجددا مئات المواقع التابعة لحركة حماس في غزة. وقال الجيش الإسرائيلي على تطبيق "تليغرام" صباح اليوم الأحد، إن الطائرات المقاتلة قصفت أكثر من 450 هدفا خلال يوم أمس السبت، من بينها مراكز قيادة ونقاط مراقبة ومنصات لإطلاق الصواريخ المضادة للدبابات.
وهناك مخاوف أيضا من امتداد الحرب في غزة إلى جبهات أخرى، بما في ذلك لبنان حيث يتبادل الجيش الإسرائيلي وجماعة حزب الله المدعومة من إيران إطلاق النار.
وتزايدت الدعوات لإتاحة إيصال المساعدات الإنسانية الطارئة إلى غزة الأحد، مع تكثيف الجيش الإسرائيلي عملياته. وقُتل في غزة من جراء القصف الإسرائيلي أكثر من 8000 شخص، معظمهم من المدنيين، وفق السلطات الصحية التابعة لحماس. وقتل أكثر من 1400 شخص في إسرائيل معظمهم مدنيون قضوا يوم الهجوم الإرهابي في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 الذي احتجزت خلاله حماس أكثر من 200 رهينة.
يشار إلى أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
ولا تحصل غزة سوى على الحد الأدنى من احتياجاتها من المساعدات منذ أن بدأت إسرائيل قصف القطاع الفلسطيني المكتظ بالسكان ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن المواد الغذائية والمياه والأدوية تصل عبر الحدود المصرية وإنهم يتوقعون زيادة الكميات. وقال مسؤولون في الأمم المتحدة إن إمدادات المساعدات محدودة ولا تتوافق مع الاحتياجات الضخمة على الأرض.
ووتيرة دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بطيئة جدا، والأحد حذّرت الأمم المتحدة من انهيار "النظام العام" في القطاع بعد نهب عدد من مراكزها.
بايدن يتحدث إلى السيسي ونتانياهو
ومن جانبه، شدد الرئيس الأمريكي جو بايدن الأحد على الحاجة إلى زيادة "مهمة وفورية" في تدفق المساعدات إلى قطاع غزة، وذلك في اتصالين مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
وقال البيت الأبيض إن بايدن أكد لنتانياهو "الحاجة إلى زيادة مهمة وفورية في تدفق المساعدة الإنسانية لتلبية حاجات المدنيين في غزة".
وفي اتصال منفصل مع نظيره المصري، اتفق بايدن والسيسي على "التسريع المهم والزيادة في تدفق المساعدة الى غزة بدءا من اليوم وبشكل متواصل"، وفق ما أكد المصدر ذاته.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال الأحد خلال زيارة إلى النيبال إن "الوضع في غزة يزداد يأسا ساعة بعد ساعة" مبديا أسفه لـ"تكثيف إسرائيل عملياتها العسكرية بدل إعلان هدنة إنسانية مدعومة من الأسرة الدولية في ظل حاجة ماسة إليها". وجدّد الدعوة إلى "هدنة إنسانية فورية".
وشدّد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اتصال هاتفي الأحد "على أهمية إيصال دعم إنساني عاجل إلى غزة"، وفق الحكومة البريطانية.
حاجة لـ100 شاحنة يوميا
وعبرت مساء الأحد 33 شاحنة مساعدات معبر رفح المصري إلى قطاع غزة، كما صرح بذلك الدكتور رائد عبد الناصر أمين عام جمعية الهلال الأحمر المصري بشمال سيناء لوكالة الأنباء الألمانية ( د. ب. أ ). وأضاف أن هذا أكبر عدد من شاحنات المساعدات التي تدخل قطاع غزة من معبر رفح حيث من المعتاد دخول 20 شاحنة فقط في اليوم، وذلك منذ بدء دخول المساعدات في الحادي والعشرين من الشهر الجاري.
وبدخول الـ33 شاحنة، يرتفع إجمالي عدد الشاحنات التي دخلت القطاع إلى 127 شاحنه حتى الأحد. وشددت الأمم المتحدة على أن القطاع يحتاج 100 شاحنة يوميا على الأقل لتوفير الأساسيات للسكان البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.
"عرقلة إمدادات الإغاثة قد تشكل جريمة"
ومن جهة أخرى، قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان في مؤتمر صحفي في مصر مساء الأحد إن عرقلة إمدادات الإغاثة لسكان غزة قد تشكل جريمة بموجب اختصاص المحكمة.
وأضاف أنه يتعين على إسرائيل أن تبذل "جهودا ملحوظة، ودون مزيد من التأخير، لضمان حصول المدنيين على (احتياجاتهم) الأساسية من الغذاء والدواء".
وتوجه المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إلى معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر اليوم الأحد، في زيارة لم تكن معلنة، ونشر مقطعا مصورا على منصة التواصل الاجتماعي إكس.
وقال خان إنه لم يتمكن من دخول قطاع غزة، لكنه أضاف أنه يأمل في زيارة القطاع وإسرائيل في أثناء وجوده بالمنطقة.
البابا يدعو لوقف القتال
وفي الفاتيكان دعا البابا فرنسيس أمام نحو 20 ألف شخص تجمّعوا الأحد في ساحة القديس بطرس إلى وقف الأعمال القتالية. وقال الحبر الأعظم "لتُترك فسحات لضمان المساعدات الإنسانية ويتمّ إطلاق سراح الرهائن على الفور".
وتابع البابا فرنسيس "أوقفوا إطلاق النار! توقفوا أيها الإخوة والأخوات: الحرب هي هزيمة على الدوام!".
ص.ش/ع.ش/م.س (رويترز، أ ف ب، د ب أ)