إسرائيل وإيران: تهديدات بين الساسة و"حب على الإنترنت"
٢٥ مارس ٢٠١٢تسيطر حالة من الاستفزاز والتهديدات المتبادلة على وسائل الإعلام في كل من إيران وإسرائيل على خلفية البرنامج النووي الإيراني وما يشاع عن أبعاده العسكرية. ويبدو للعديد من المراقبين السياسيين وكأن قادة البلدين على وشك الدخول في حرب. وفي هذه الأجواء الحربية ظهر فيديو لمواطن إسرائيلي على موقع يوتيوب غير التصور الإعلامي لهذه المسألة مرة واحدة. فقد أطلق روني إدري وزوجته ميشال تامير مبادرة على الانترنت للاحتجاج على الحرب الوشيكة بين إسرائيل وإيران. وبدلا من الكراهية والعنف يريد الزوجان نشر المحبة والسلام بين الناس.
روني يقول في احد مقاطع شريط الفيديو: "في الفترة الأخيرة تحدثت الأخبار فقط عن قرب اندلاع حرب، وتكلم سياسيون عن التدمير والدفاع عن النفس، كما لو أنه لا يوجد لدينا أي خيار". ويطلب روني من مشاهدي الفيديو أن يساعدوه ويقول: "علقوا ملصقات بها صوركم وعبروا للإيرانيين عن حبكم لهم". وقدم روني وزوجته نموذجا لذلك حيث رفعا ملصقا بألوان زاهية عليه صورة الأب مع ابنته وكتب عليه: "أيها الإيرانيون: نحن لن نقصف بلدكم. أبدا، نحن نحبكم".
وجاءت ردود الفعل سريعة واستثنائية من قبل المواقع الإسرائيلية. فبعد ساعات قليلة من نشر الفيديو، قام مئات الإسرائيليين بنشر ملصقات في شبكة الإنترنت بها صورهم واضعين عليها شعار "أيها الإيرانيون: الإسرائيليون يحبونكم" أو "إيران تحب إسرائيل". إحدى الصفحات كسبت الآلاف من خلال هذه العملية كما أن "العدوى" انتقلت إلى التويتر إذ لوحظ مشاهدة المزيد من التغريدات المعنونة بـ "إسرائيل تحب إيران".
"إيران تحب إسرائيل أيضا"
وبعد مرور يوم من بدء الحملة الإسرائيلية جاءت إجابات من إيرانيين من جميع أنحاء العالم. وحملت كثير من التدوينات على الفيسبوك ما يلي: "أيها الأصدقاء الإسرائيليون: أنا لا أكرهكم، أنا لا أريد الحرب وإنما أريد الحب والسلام". وقد أطلق إيرانيون موقعا في الفيسبوك مشابه للصفحة الإسرائيلية، وكتب بعضهم "إيران لا تريد الدخول في حرب مع أي بلد في العالم".
كثير من الإيرانيين ممن أرسلوا رسائل الحب من داخل إيران قاموا بتغطية وجوههم خوفا من المخابرات الإيرانية، لأن النظام الإيراني يتهم غالبا منتقديه بتهمة "التجسس لصالح إسرائيل". وتظهر إحدى الصور فتاة إيرانية تقبل شابا إسرائيليا وهما يعرضان في الكاميرا بطاقتي هويتيهما، ويقولان "نحن نؤمن بالحب، والإسرائيليون والإيرانيون يحبون بعضهم البعض".
"أين الفلسطينيون؟"
وكما هو الحال في كثير من مبادرات الإنترنت ظهرت بسرعة تعليقات تسخر وتتندر من تلك المسألة. فعلى سبيل المثال كتب تعليق نسب كذبا إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يقول: "أيها الإيرانيون: أنا أحبكم، أحبكم فعلا. وأكره شعبي".
وقد تنبه بعض الإيرانيين والإسرائيليين إلى أن الفلسطينيين غائبون عن مبادرة المحبة في الانترنت. وكتبت مستخدمة إيرانية للفيسبوك : "بقدر تأثري بمبادرة الحب بين الإيرانيين والإسرائيليين يجب علي أيضا القول أن الحب لا يكفي". ثم انتقدت بعهدها السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، متهمة الديمقراطية الإسرائيلية بأنها ديمقراطية مظهرية، وأضافت "ما دام القرار ليس في يد الشعب في إسرائيل، فإن كلماتكم: نحن لن نقصفكم بالقنابل تبقى بلا معنى".
وعلى العكس منها يرى مستخدمون آخرون أنه ليس من الذكاء أن تتسع تلك المبادرة لتشمل الفلسطينيين. وكتب مستخدم إسرائيلي في الفيسبوك: "أخشى أن تفقد الحملة بعضا من قوتها عندما ندمج الفلسطينيين فيها. حيث سيقل عدد المشاركين".
بعد ثلاثة عقود من العداء المرير بين دولتي إسرائيل وإيران، وفي ظل التهديدات التي يطلقها السياسيون من البلدين، يجتهد مواطنون باستخدام الشبكات الاجتماعية في الانترنت من أجل اختراق جدار الكراهية الغليظ.
فازنار صايفي/ صلاح شرارة
مراجعة: أحمد حسو