إضراب في الجزائر وسط توقعات بعودة بوتفليقة الأحد
١٠ مارس ٢٠١٩بعد أن أمضى أسبوعين في مستشفى بسويسرا من المنتظر أن تهبط بالعاصمة الجزائر اليوم الأحد (10 مارس/ آذار 2019) طائرة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، التي نقلته إلى جنيف للعلاج يوم 24 فبراير/ شباط الماضي، حسبما ذكر تلفزيون النهار الجزائري.
وهبطت طائرة حكومية جزائرية في مطار كوينترين في جنيف. ورأى شاهد من رويترز الطائرة (غولف ستريم)، التي أقلت بوتفليقة إلى جنيف الشهر الماضي، تهبط في المطار وسط وجود مكثف للشرطة. ولم تظهر على الفور أي بوادر عن وجود سيارة إسعاف أو موكب رسمي يقل بوتفليقة (82 عاما).
وأمس السبت قدّمت محامية سويسرية التماسا إلى محكمة مختصة تطالب فيه بوضع الرئيس الجزائري تحت الوصاية حفاظا على سلامته الشخصية. وقالت المحامية ساسكيا ديتيشايم، رئيسة الفرع السويسري في منظمة "محامون بلا حدود" في الالتماس، الذي لم تقدّمه باسم المنظمة، "إن الوضع الصحي الهش لبوتفليقة يجعله عرضة للتلاعب من جانب المقرّبين منه".
رئيس الأركان: الجيش والشعب لهما رؤية موحدة
ويتولى بوتفليقة السلطة منذ عام 1999، ونادرا ما شوهد علنا منذ إصابته بسكتة دماغية في 2013. وأثارت إعادة ترشحه لولاية خامسة في الانتخابات الجزائرية، التي ستجري في 18 نيسان/ أبريل موجة احتجاجات غاضبة، ما زالت قائمة حتى الآن، قادها الشباب الذين دعوا الرئيس للتنحي. وتشكل الاحتجاجات، التي بدأت قبل ثلاثة أسابيع، أكبر تحد لبوتفليقة.
وقال تلفزيون النهار إن حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر دعا جميع الأطراف السياسية اليوم الأحد إلى العمل معا لإنهاء الأزمة السياسية. وأضاف أن الحزب يريد أيضا المصالحة الوطنية والحفاظ على أمن واستقرار الجزائر.
ونقلت قناة العربية الحدث وتلفزيون النهار عن رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح قوله اليوم الأحد إن "الجيش الجزائري والشعب لديهما رؤية موحدة للمستقبل". وأضاف أن "العلاقات بين الجيش والشعب قوية" إلا أنه لم يشر إلى الاحتجاجات الحاشدة ضد سعي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
استجابة متباينة لنداء الإضراب العام
وميدانيا تواصلت الاحتجاجات ضد ترشح بوتفليقة الأحد وأغلقت أغلب الثانويات أبوابها وخرج الطلاب للتظاهر في العديد من المدن الجزائرية. وفي العاصمة خرج مئات الطلاب من مختلف الثانويات ليتجمعوا في ساحة البريد المركزي بوسط المدينة.
وتوقفت حركة النقل العام في العاصمة، بينما فتحت بعض المحلات والإدارات أبوابها، لتبدو الاستجابة متباينة لنداء الإضراب العام الأحد. وتوقفت كل القطارات المتجهة نحو الضواحي أو المدن الأخرى انطلاقا من المحطة الرئيسية بوسط الجزائر، كما شهدت خدمات الحافلات والترامواي والمترو شللاً، بحسب عمال تحدثت إليهم وكالة "فرانس برس".
ولم تفتح معظم المحلات التجارية صباح الأحد أبوابها في الشوارع الرئيسية للجزائر، بحسب صحافي وكالة "فرانس برس". وكان الوضع نفسه في الأحياء الشعبية مثل باب الواد وفي الضاحية الغربية مثل زرالدة، بحسب شهادات السكان.
وفي المقابل ظلت العديد من المحلات مفتوحة في الأحياء البعيدة عن وسط المدينة بحسب السكان، وكذلك عملت أغلب الإدارات بشكل عادي. وكان الوضع نفسه في المدن الأخرى ماعدا في بجاية (شمال شرق) التي شهدت إضرابا عاما و"شللا كاملا لكل القطاعات"، كما أكد عاشور إيدير النقابي في التعليم لوكالة "فرانس برس"، موضحا أن كل المحلات مغلقة وكذلك المدارس والثانويات والشركات.
أما في وهران (غرب) ثاني أكبر مدن البلاد فقد فتحت كل المحلات في وسط المدينة أبوابها، وكذلك في سوق "لاباستي" الشعبي، بحسب صحافي يعمل في صحيفة محلية.
وفي قسنطينة (شرق) ثالث أهم المدن في الجزائر أغلق جزء من التجار محلاتهم بينما فضّلت بعض المتاجر فتح أبوابها، بحسب صحافي محلي أوضح أن طلاب الثانويات أيضا يتظاهرون في الشوارع.
وفي عنابة، بأقصى الشرق الجزائري فقد أغلق أهم سوقين في المدينة، الحطّاب والسوق الفرنسي، وكذلك المحلات التجارية والإدارات العامة، بحسب صحافي محلي.
ص.ش/ع.ش (رويترز، د ب أ، أ ف ب)