إعجاب الألمان بسيمفونية "انتظار" التي تجمع بين الموسيقى العربية والغربية
٨ سبتمبر ٢٠٠٧في إطار مشروع "أوركسترا كامبوس"، الذي يقام ضمن فعاليات مهرجان بيتهوفن 2007، قدمت أوركسترا أكاديمية الفنون المصرية بعض أعمال بيتهوفن، كما قدمت سيمفونية مصرية للموسيقي الشاب محمد سعد باشا، ألفها خصيصاً لهذه المناسبة بتكليف من مؤسسة دويتشه فيله. وعلت "قاعة بيتهوفن" -التي استقبلت الحفل الموسيقي المصري في مدينة بون- بالتصفيق الحاد، بعد أن قدم أعضاء الأوركسترا سيمفونية "انتظار".
المقطوعة التي ألفها محمد الباشا وجمعت بين صوت العود العربي المملوء بالشجن وإيقاع آلة الرق المصري المميز وأصوات آلات الأوركسترا المعتادة، كانت أكبر مثال على المزج بين الثقافات، واستقبال الجماهير الحافل لهذه المقطوعة ورغبتهم في سماع المزيد تعد أكبر دليل على أن الموسيقى لغة عالمية بالفعل كما أكد محمد الباشا قبل الحفل. وعبر الصحفي الألماني ميشائيل جاسمان عن استمتاعه وإعجابه بهذا المزج مؤكداً على أنها تجربة ناجحة في رأيه.
الأسر الألمانية تفتح منازلها لأعضاء الأوركسترا
وكما استقبل الجمهور الذي ملأ القاعة الأوركسترا المصرية بكل ترحيب وإعجاب، استقبلت خمسون أسرة ألمانية أعضاء الأوركسترا في منازلهم لتصبح فترة إقامتهم في ألمانيا فرصة للتبادل الثقافي أيضاً. من بين هؤلاء الذين فتحوا بيوتهم للشباب الموسيقيين، السيدة باربارا شميت. عن السبب الذي يدفعها لهذا الأمر تقول: "نحن أسرة موسيقية، وأبنائي أيضاً يعزفون الموسيقى منذ صغرهم. ولذلك فنحن نحب أن نشجع الشباب الموسيقيين. كما أن لدينا في المنزل مكاناً كافياً لاستقبال الضيوف".
تشارك السيدة باربارا في مشروع أوركسترا كامبوس منذ عدة سنوات، ويشجعها على ذلك انفتاح الشباب الذين تستقبلهم وتقبلهم للعادات والتقاليد المختلفة، كما تسعدها فكرة التعرف على ثقافات عديدة. وتسعى شميت أيضاً إلى تأمين احتياجاتهم ورغباتهم، وتهديهم عند انتهاء رحلتهم ملفاً يضم كل الصور والمقالات التي كتبت عنهم، ليصبح تذكاراً لتلك الفترة. أما أثناء إقامتهم، فهي تحاول أن تظهر احترامها لثقافتهم بتقديم وجبة من منطقتهم، وقد حاولت أن تقدم هذا العام وجبة مصرية مميزة. وبالطبع هناك جانب سياحي لهذه الإقامة في ألمانيا، حيث تسعى السيدة شميت إلى القيام بجولة مع ضيوفها في بون والمنطقة المحيطة.
وللاستعداد لاستقبال هؤلاء الضيوف أقيمت ليلة لتلقي المعلومات المختلفة حول عادات وتقاليد تلك الدولة وعن هؤلاء الشباب المشاركين وما يمكن أن يسعدهم أو يزعجهم. وقد دعيت لهذه الليلة، ولفت نظري بشدة اهتمام العائلات المضيفة بشتى التفاصيل الصغيرة والكبيرة، بداية من المأكولات والمشروبات المفضلة أو المحرمة وانتهاء بكل ما يجب احترامه من ناحية العقائد الدينية بهدف إسعاد الضيوف.
خبرة جديدة للشباب المصريين
ومن جانبها شجعت الدكتورة إيناس عبد الدايم مديرة أوركسترا الفنون المصرية فكرة إقامة العازفين لدى الأسر الألمانية مؤكدة أن هذا الجانب من المشروع يعادل أهمية المشروع الفنية وقالت في هذا الإطار: "إقامة الطلبة المصريين لدى الأسر الألمانية في غاية الأهمية خاصة لنا كمصريين، لأنه وسيلة للتعارف والتواصل. ونحن غير معتادين بالمرة على هذا الأمر، لكنني شجعته لأنني اختبرته من قبل أثناء فترة إقامتي في أوروبا، وعرفت إلى أي مدى هو مفيد. وسيختلف الأمر تماماً في المستقبل بالنسبة لكل من الجانبين عندما يتحدث عن الطرف الآخر، فهو الآن يعرف شخصاً ألمانياً أو شخصاً مصرياً". ووافقها الرأي محمد باشا، الذي يجد أن هذه الإقامة لدى العائلات تتيح للألمان التعرف على الشعب المصري بعيداً عن وسائل الإعلام.
سمر كرم