إلى هذه الجهة تذهب نقود "نافورة الأمنيات" في روما
٢٤ أبريل ٢٠١٩بالتأكيد تذكرون الفنان عادل إمام وهو يغطس في نافورة تريفي الشهيرة في فيلم "عنتر شايل سيفه". ما حمل الفنان المصري على النزول هو ضيق ذات يده وقطع النقود التي تلمع في النافورة، التي تعود لعصر الباروك المتأخر. غير أن نائب الرئيس الأمريكي والرئيس لاحقاً، ريتشارد نيكسون، زار النافورة عام 1957 هو الآخر، ولكن لرمي قطع نقدية عسى أن تتحقق أمنياته.
وحسب الأسطورة من يرمي القطعة النقدية الأولى بيده اليمنى من على كتفه الأيسر وهو مغمض العينين سيعود قريباً للمدينة. أما رمي القطعة النقدية الثانية بنفس الطريقة، فله أن يأمل بأن يقع بحب فتاة/شاب من روما. أما رمي القطعة الثالثة فيعني أن الرامي سيتزوج بأحد معارفه الجدد.
وارتفع عدد سياح المدينة الأثرية الشهيرة من 7.5 مليون عام 2000 إلى حوالي 30 مليون سائح عام 2017، حسب موقع الإحصاء Statista. وتبلغ متوسط الحصيلة اليومية للنقود المعدنية المرمية من مختلف العملات حوالي 4000 يورو يومياً وما يقارب 1.5 مليون يورو سنوياً.
ما فعله عاد إمام لم يكن أمراً مستغرباً أو مخالفاً للقانون؛ إذ أن الفيلم أنتج عام 1983 وحتى عام 2006 كان يمكن لأي شخص أخذ ما يريد من نقود الأمنيات. طبعاً هذا الأمر لم يكن موضع ارتياح لدى السلطات في المدينة. ومن هنا فقد وضعت حراسة على مدار الساعة على النافورة. في حادثة شهيرة برّأ القضاء امرأة من غرامة تبلغ 1500 يورو بعد أن قامت بجمع 18 يورو من النافورة. وحسب الحكم فإن أموال النافورة "ملكية لا يطالب بها أحد".
في عام 2006 أصدرت سلطات المدينة قراراً بموجبه أصبحت أي قطعة نقدية ملك لخزينة المدينة حالما تصبح في ماء النافورة. وفي نفس الوقت تم الاتفاق على أن تذهب تلك الأموال إلى كاريتاس لتمويل مشاريع تعود بالنفع على الجميع.
الجديد جاء في كانون الأول/ديسمبر الأول بعد نشر وسائل إعلام أنباء مفادها أن سلطات المدينة لن تسمح للمؤسسة الخيرية بعد ذلك التاريخ بجمع النقود واستخدامها في مشروعاتها الخيرية. النبأ أثار ضجة لدى الرأي العام، الأمر الذي دفع رئيسة بلدية روما فرجينيا راجي إلى نفي الخبر. بيد أنها أشارت إلى أن جمع النقود ستقوم به سلطات المدينة لتحقيق مزيداً من "النظام والشفافية" ومن ثم تحوله للمنظمة الخيرية. كما أضافت فيرجينيا راجي أن كل النقود المتأتية من النوافير الأخرى في روما ستذهب إلى مؤسسة كاريتاس.
خ.س/ع.ش