ممثل من أصل عربي ينضم لمشاهير متحف مدام توسو
١٥ أغسطس ٢٠١٥في فرع متحف "مدام توسو" في العاصمة الألمانية برلين توجد تماثيل من الشمع لشخصيات مشهورة من علماء وسياسيين ورياضيين وفنانيين وغيرهم. وسينضم الفنان إلياس امبارك، إلى قائمة الشخصيات التي لها تماثيل شمعية في متحف "مدام توسو". وصرح لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أنه يفضل أن يقف تمثاله في المتحف بجوار الفنانة الشابة هيلينه فيشر: "ومن ثم سنقلب كيان المتحف في الليل".
هيلينه فيشر (31 عاما) فنانة شعبية شاملة وتعد حاليا أنجح المغنيات الشعبيات في ألمانيا، أما إلياس امبارك (33 عاما) فهو ممثل كوميدي نمساوي، ينحدر من أصول تونسية. واشتهر امبارك، الذي يعيش في ألمانيا، من خلال المسلسل التلفزيوني الكوميدي "التركية للمبتدئين"، الذي بثته القناة الألمانية الأولى (ARD) في الفترة من عام 2006 حتى 2008، وأذيع في تلفزيونات حوالي 70 دولة أخرى في العالم. كما حقق إلياس امبارك شهرة أيضا من خلال فيلم "Fack ju Göhte"، الذي حقق أكبر نسبة مشاهدة في السينما عام 2013. وقام امبارك فيه بدور اللص "زكي مولر"، الذي يبحث بعد خروجه من السجن عن أموال كان قد سرقها من أحد البنوك، ليسدد ديونا عليه. ومؤخرا قضى إلياس امبارك أربع ساعات في متحف الشمع المشهور عالميا من أجل أخذ مقاسات جسمه، لكي يصنع له التمثال. لكن الأمر قد يستغرق حتى خمسة أشهر حتى يتم الانتهاء من صناعة تمثال من الشمع عند مدام توسو.
كيفية اختيار شخصيات المتحف
تماثيل فولتير وجان جاك روسو وبنيامين فرانكلين كانت أول التماثيل الشمعية التي صنعتها ماري توسو في باريس في القرن الـ 18 قبل أن تنتقل إلى لندن، وتفتتح هناك متحفا خاصا بها. والآن يوجد في مختلف بلدان العالم 20 فرعا لمتحف الشمع الذي يحمل اسمها، متحف "مدام توسو". فالمتحف له فروع في برلين وبانكوك وهونغ كونغ وسيدني وفيينا وغيرها، لكن "كل التماثيل الشمعية في تلك المتاحف لا زال يتم صناعتها في لندن "من أجل ضمان معايير الجودة نفسها"، حسب ما صرحت لقناة DWنينا كريستين زيربي، من متحف مدام توسو في العاصمة الألمانية برلين.
اختيار الشخصيات التي سيكون لها تماثيل شمعية في متحف مدام توسو يتم بناء على طلب زوار المعرض. حيث يوجه للجمهور سؤال هو: "من الذي تفتقده؟"، وكانت إجابة كثير من زوار متحف برلين: "إلياس امبارك". أما إذا نظرنا إلى فروع متحف مدام توسو في آسيا، فسنجد أن الشخصيات الموجودة فيها ربما لا تعكس فقط رغبة الزوار. حيث توجد تماثيل شمعية لعدد كبير من الممثلين المشهورين في الكونغ فو في متحف هونغ كونغ. ويوجد تمثال لكارل ماركس في بكين. وإلى جانب هؤلاء هناك أيضا نجوم من هوليوود مثل أنجلينا جولي، وجورج كلوني أو أودري هيببورن.
القائمون على متحف مدام توسو لا يتسرعون في اختيار الشخصيات التي ستقام لها تماثيل في المتحف، فليس كل من يحظى بتأييد الكثير من الزوار يتم صناعة تمثال له على الفور. وتقول نينا زيربي: "نلاحظ نتائج استطلاعات الرأي طويلا حتى لا نخضع للتغير السريع في شعبية الشخصية المشهورة". بمعنى أن من حقق شهرة سريعة ثم اختفى أو من حقق نجاحا باهرا من خلال عمل واحد لا يتم صناعة تماثيل من الشمع له عند مدام توسو. ولذلك، فإن وضع تمثال للفنان إلياس امبارك يعني تكريما كبيرا للفنان ذي الأصول العربية. وقال امبارك لوكالة الأنباء الألمانية إنه لا يحب أن ينصب تمثاله بجوار تمثال جاستين بيبر، المحبوب لدى المراهقين، لأنه يخشى أن يسرق منه جاستن بيبر صور "السيلفي" التي يأخذها زوار المتحف مع التماثيل الموجودة. .
فروق بين تماثيل الشمع والشخصية الحقيقية
وحينما تتم صناعة تمثال الشمع لإلياس امبارك سيجري وضعه في مكان بين الفنان الألماني الشامل ماتياس شفايغهوفر، والممثل الأميركي جوني ديب والمطربة والممثلة جنيفر لوبيز. لكن التماثيل الشمعية التي تبقى إلى الأبد هي فقط تماثيل المشاهير، الذين رحلوا عن عالمنا. أما بالنسبة لمن لا زالوا على قيد الحياة فهناك اختلافات بين تمثال الشمع والشخصية الأصلية التي تطرأ عليها عوامل الزمن والشيخوخة، فتمثال الرئيس الأميركي أوباما مثلا لا يوجد به ملامح الشيب التي تظهر على أوباما الآن كما أن أوباما الحقيقي لديه الآن جسم أكثر نحافة من تمثاله من الشمع. كما أن تمثال المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل سيتحتم تجديده، حسب قول نينا زيربى لـ DW. فقد تركت السنوات العشر تقريبا، التي مرت على تولي المستشارة منصبها، آثارها على ميركل الحقيقية. .
وبداية من منتصف سبتمبر/ أيلول سينضم تمثال إلياس امبارك إلى بقية تماثيل المشاهير في متحف مدام توسو في برلين ويمكن أيضا التقاط صور "سيلفي" معه. لقد تم أخذ مقاييس وملامح جسده. لكن عندما تظهر في غضون سنوات قليلة التجاعيد الأولى على امبارك ربما يضطر النجم الشاب إلى العودة إلى متحف مدام توسو لأخذ المقاييس من جديد، لكن المؤكد هو أن هذا اليوم لا يزال بعيدا بالنسبة للمثل الشاب، معشوق النساء.