إنجلترا تبحث عن تألقها المفقود أمام الإكوادور وهولندا تسعى لفك النحس البرتغالي
٢٥ يونيو ٢٠٠٦هولندا والمعادلة الصعبة أمام البرتغال
يخوض المنتخب الهولندي اليوم مباراة صعبة أمام نظيره البرتغالي في مدينة نورينبيرغ ضمن الدور الثاني من نهائيات كأس العالم. حيث يسعى منتخب هولندا إلى تحقيق فوز ثمين على حساب منتخب البرتغال القوي لفك عقدته أمام هذا الأخير. إذ لم تنجح هولندا في المباريات التسع التي جمعت بينها وبين منتخب البرتغال منذ العام 1991 بالخروج بنتيجة إيجابية. فبعدما خسر الهولنديون مباراتهم الأولى أمام المنتخب البرتغال عام 1990 في مدينة بورتو البرتغالية بهدف واحد مقابل لاشيء، ضمن تصفيات أمم أوروبا، استطاع بعدها المنتخب "البرتقالي" أن يعيد الاعتبار للكرة الهولندية بفوز مستحق على البرتغال في روتردام بهدف يتيم مقابل صفر. غير أن المنتخب الهولندي لم يستطع منذ ذلك الفوز أن يثبت تفوقه على منتخب البرتغال الذي فاز في جل اللقاءات التي جمعت المنتخبين وتعادلا في ثلاث مقابلات.
وسيحاول المنتخب "البرتقالي" اليوم في ملعب نورينبيرغ فك النحس البرتغالي وبلوغ الدور ربع النهائي لتكرار إنجاز مونديال 1998 عندما بلغ المنتخب الهولندي الدور نصف النهائي. في حين يبدي لاعبوا هولندا ثقة كبيرة بقدرة فريقهم على تجاوز منتخب البرتغال. حيث قال المهاجم الهولندي الذي يلعب في صفوف مانشستر يونايتد الإنكليزي، رود فان نيستلروي، "فازت علينا البرتغال قبل عامين بيد أن مواجهتنا لها اليوم مختلفة كليا عن المواجهات السابقة. لدينا منتخب جديد وشاب وأفكار جديدة أيضا". من جانبه اعترف لاعب وسط هولندا فيليب كوكو أن منتخب بلاده لا يزال يتذكر الخسارة أمام البرتغال عام 2004، لكن المنتخب الهولاندي بتشكيلته الجديدة قادر على طي صفحات الماضي وكتابة التاريخ من جديد". وأضاف: "الآن سنواجه البرتغال ويجب ان ننسى سقوطنا أمامها في المسابقة الأوروبية، يتعين علينا ألا نلتفت الى الوراء بل التفكير بخوض مباراة جيدة ".
وحقق المنتخب الهولندي نتائج جيدة في المونديال الحالي، إذ تغلب على منتخب صربيا بهدف يتيم، ثم فاز على ساحل العاج بهدفين مقابل هدف واحد قبل ان يسقط في فخ التعادل السلبي أمام الأرجنتين. واحتل الفريق "البرتقالي" المركز الثاني في المجموعة الثالثة خلف الأرجنتين التي تصدرت ترتيب المجموعة. علما أن هولندا اضطرت مواجهة المنتخب اللاتيني في غياب أكثر من لاعب أساسي في صفوفه في مباراة عرفت عروضا رائعة أظهر خلالها خط الهجوم الهولندي إمكانيات عالية.
البرتغال ومدربه المحنك
يمكن القول أن المنتخب البرتغالي بقيادة مدربه البرازيلي، لويز فيليب سكولاري، يعد حقا من بين المنتخبات القوية التي قدمت عرضا كرويا ممتعا بعد أن انتزعت ثلاث انتصارات متتالية على حساب منتخبات أنغولا وإيران والمكسيك ليتصدر بعدها المجموعة الرابعة. ويعد مدرب المنتخب البرتغال البرازيلي، سكولاري، المعروف ببراعة التكتيك من بين أهم العناصر التي يحفل بها منتخب البرتغال. إذ يزخر سجله بإنجازات فريدة وأرقام قياسية حققها مع كل من منتخب البرازيل والبرتغال. وكان سكولاري قد قاد في السابق منتخب بلاده البرازيل الى إحراز كأس العالم الأخيرة في كوريا الجنوبية واليابان عام 2002، بعد 7 انتصارات. أما بالنسبة لمقابلة اليوم فقد أعرب سكولاري أن المنتخب البرتغالي يملك فرصا جيدة للذهاب بعيدا في البطولة، لكنه أعلن في نفس الوقت أنه يدرك تماما صعوبة تحصيل نتائج إيجابية أمام منتخبات قوية نظرا لتقارب مستوى المنتخبات التي ستلعب في الدور الثاني. غير أن سكولاري يرى أنه يصعب في الوقت الحالي التكهن مسبقا بنتائج المباريات حيث قال: "أعتقد بان هناك 5 أو 6 منتخبات رائعة لأنها قدمت كرة قدم جيدة ولعبت بطريقة ممتازة، لكن قد يأتي يوم تكون فيه دون المستوى وتودع المسابقة." وسيعول سكولاري على نجوم المنتخب البرتغالي من بينهم رونالدو وبدرو باوليتا و ونونو فالنتي وكوستينيا بالإضافة إلى كابتن الفريق لويس فيغو لهز شباك منتخب هولندا.
عمالقة الكرة الإنجليزية تحت المحك
لم يستطع المنتخب الإنجليزي حتى الآن أن يقدم لجمهوره ولعشاق الكرة الإنجليزية أداء يليق بمنتخب عريق يحفل سجله بالإنجازات الكروية. هكذا تنتظر اليوم الأحد (25.06.06) مدرب إنجلترا السويدي، غوران زفن اريكسون، مهمة صعبة، في مباراة حاسمة أمام الإكوادور يحتضنها موطن سيارة مرسيدس مدينة شتوتغارت، لتكرار إنجازه الجيد مع المنتخب الإنكليزي عندما قاده الى الدور ربع النهائي في مونديال 2002. إلى ذلك يسعى الفريق الإنجليزي إلى استعادة ثقة جمهوره ومحبي الكرة الإنجليزية بواسطة ترسانته قوية تظم أبرز نجوم الكرة الإنجليزية. من ناحية أخرى يأمل اريكسون تحقيق الفوز على الإكوادور لتعزيز حظوظ فريقه في إحراز اللقب العالمي للمرة الثانية في تاريخه بعدما فاز بالكأس للمرة الأولى قبل 40 عاما في مونديال 1966 الذي استضافته إنجلترا. هذا ويعلق جمهور الكرة الإنجليزية آمالا عريضة على جيلهم الذهبي الحالي الذي لم يستطع حتى الآن أن يقدم عرضا مقنعا يعزز به فرص نجوم الكرة الإنجليزية في تجاوز عقبة الفرق القوية. خصوصا وأن منتخب انجلترا لم يظهر حتى الآن بمستواه المنتظر محققا فوزين صعبين على البارغواي بحصة هدف مقابل لا شيء وعلى منتخب ترينيداد وتوباغو بهدفين مقابل صفر، فيما تعادل مع السويد ب2-2 في مباراة صعبة ليتصدر بعدها المجموعة الثانية.
فيما ذلك أعلن طاقم المنتخب الإنجليزي عن عودة مهاجمه واين روني الذي يلعب مع فريق، مانشستر يونايتد، إلى صفوف منتخب بلاده بعد تعافيه من إصابة تعرض لها في مباراة سابقة. وتأتي هذه العودة في وقت مناسب لسد الفجوة التي أحدثها غياب مهاجم نيوكاسل، مايكل اوين، بعد تعرضه إلى إصابة بالغة ستبعده عن الملاعب لمدة 5 أشهر. وأوضح مدرب المنتخب الإنجليزي، اريكسون، في هذا السياق أن روني سيلعب مكان اوين كمهاجم في الجهة اليمنى. ويملك واين رونيمهارات فردية عالية وقدرة كبيرة على اختراق خطوط الدفاع. ومن المرجح أن يجري المدرب الإنجليزي كذلك تغيرات إضافية في صفوف التشكيلة الرسمية التي سيخوض بها مباراة اليوم. إذ من المنتظر أن يجري اريكسون تغييرا في خط الوسط حيث يعتمد على الثنائي فرانك لامبارد وستيفن جيرارد. وقد يشرك المدرب اللاعب اوين هيرغريفز الى جانب الأخير بدلا من لامبارد الذي لم يظهر حتى الآن بمستواه المعهود وواجه انتقادات كثيرة من وسائل الإعلام البريطانية.
من جهته يضم منتخب الإكوادور الذي بلغ الدور الثاني لأول مرة في تاريخه في صفوفه مهاجمين خطيرين يتميزون بمهارات فنية عالية ويجيدون الاحتفاظ بالكرة جيدا. ناهيك عن اللياقة البدنية الجيدة التي يتمتع بها لاعبوا الفريق اللاتيني. هذا وأكد مدرب الإكوادور، لويس سواريز، استعداد منتخبه لمواجهة نظيره الإنكليزي مؤكدا قدرة فريقه على التصدي لعمالقة الكرة الإنجليزية، معلنا في نفس الوقت أن فريقه لم يُظهر حتى الآن كامل قدراته.
توقيف العشرات من المشجعين الإنجليز في شتوتغارت
تباشر الشرطة الألمانية هي الأخرى استعداداتها لتوفير أجواء آمنة للمشجعين في الوقت الذي تستعد فيه مدينة شتوتغارت لاستقبال قرابة 60 ألف مشجع إنجليزي سيتدفقون على المدينة لحضور مباراة اليوم التي ستجمع منتخب انجلترا لكرة القدم مع نظيره الاكوادوري في الدور الثاني من مونديال 2006 الذي تستضيفه ألمانيا حتى 9 تموز/يوليو. وفي خضم حالة الإستنفار التي تعرفها قوات الشرطة أوضح المتحدث باسم شرطة مدينة شتوتغارت، شتيفان كيلباك، أن الوحدات الأمنية اعتقلت حتى الآن حوالي مائة مشجع إنجليزي، كان معظمهم مخمورا، بعد الإفراط في شرب الخمر وقلب الموائد وإلقاء الزجاجات على الأرض. وتأتي هذه الاعتقالات ضمن إجراءات وقائية من قبل السلطات الألمانية للحيلولة دون حدوث أعمال شغب ترافق مجريات مباراة اليوم. أما مشجعو المنتخب الإنجليزي فقد بدأوا التجمع في وسط المدينة منذ أمس غير مبالين بتلك الإجراءات لحضور مباراة الدور الثاني التي ستجمع منتخب بلادهم مع منتخب الإكوادور.
دويتشه فيله + وكالات (ط. أ.)