إنشاء محتوى بالذكاء الاصطناعي يثير مخاوف في قطاعات الإعلام
١٧ فبراير ٢٠٢٤أعلنت شركة "أوبن ايه آي" عن أداة جديدة للذكاء الاصطناعي باسم "سورا"، تستطيع إنتاج مقاطع فيديو قصيرة بمجرد طلب بسيط. تثير هذه الخطوة مخاوف في قطاعات الابتكار الفني والإعلام، خاصة بعد دورها البارز في نشر التكنولوجيا الذكية.
"سورا" قادرة على إنشاء مشاهد معقدة بشخصيات وحركات محددة بناءً على طلب بسيط، وهو ما يعتبر تقدمًا كبيرًا في إنتاج مقاطع الفيديو. يظهر الإعلان لقطات فيديو تُظهر قدرة "سورا" على إحداث تغيير في مشاهد الفيديو، مما يثير تساؤلات حول مدى تأثيرها على صناعة الألعابووسائل الإعلام.
ردود الأفعال الأولية في المجالات التي قد تتأثر بهذه الأداة تباينت، حيث يرحّب البعض بالتقدم الجديد، بينما يعبر آخرون عن قلقهم من التأثير الكبير الذي قد يحدث في مجالات الإبداع والابتكار.
من بين اللقطات التي كشفت عنها "أوبن ايه آي" مساء الخميس، مشهد لمخلوق خيالي بجانب شمعة، بينما تظهر صورة قريبة جداً من الواقع رجلاً يمشي في مساحة واسعة. وتظهر من خلال هذين المثالين، قدرة برنامج "سورا" على إحداث تغيير كبير في مجال إنشاء مقاطع الفيديو.
وفي حديث إلى وكالة فرانس برس، يقول توماس بيلينغر، أحد مؤسسي شركة "كَتباك بروداكشنز" في العام 2007، "لقد تابعنا تطور قطاع توليد الصور، وهو ما أوجد جدلا داخليا كبيرا، وردود فعل فورية احياناً من جانب المبتكرين"، مضيفاً "ثمة من يشعرون أنه عبارة عن عاصفة لا يمكن إيقافها وتتقدم بسرعة كبيرة، وأولئك الذين لم يعظموا من شأنه".
ويقول بيلانغر "لم يختبر أحد بعد منتج أوبن ايه آي الجديد. لكن ما هو مؤكد أن أحداً ما كان يتوقع هذه الأداة التكنولوجية في غضون أسابيع قليلة"، مضيفاً "سنجد في المستقبل طرقا مختلفة للابتكار".
ألعاب فيديو مطورة
أما قطاع ألعاب الفيديو الذي قد يشهد تغييراً جذرياً نتيجة هذا التقدم التكنولوجي، فيظهر انقساماً في المرحلة الحالية.
ورحّبت شركة "يوبيسوفت" الفرنسية بما وصفته "تقدماً". وقال ناطق باسم الشركة لوكالة فرانس برس "نستكشف هذه الإمكانات منذ مدة طويلة، وباعتبارنا مبتكرين للعوالم والقصص، نرى أنّ هناك عددا كبيرا من الفرص المستقبلية مفتوحة للاعبين وفرقنا، للتعبير عن مخيلتهم وابتكارهم بأمانة أكبر".
وتعتبر شركة "ألكيمي" استخدام هذه التكنولوجيا في الوقت الحالي أمرًا حساسًا، مع التأكيد على أهمية الإبداع البشري. وفي الوقت نفسه، تشير التوقعات إلى أن هذه الأداة قد تجد استخداماً في إنتاج الصور ذات الطابع الاحترافي.
ومع انقسام في ردود الأفعال، يتساءل البعض عن تأثير هذه الأداة في الفترات الانتخابية وكيفية تفاعل الجمهور مع محتوى تم إنتاجه بهذه الطريقة. يشير البعض إلى أهمية وضع علامات تحذيرية على مقاطع الفيديو للإشارة إلى أنها منشأة بواسطة الذكاء الاصطناعي.
إعلان "أوبن ايه آي" لأداة "سورا" يفتح نقاشات وتساؤلات حول مدى تأثير التكنولوجيا الذكية في صناعات الإبداع والإعلام. يبدو أن هذه الأداة قد تجسد تحولًا هامًا في إنتاج المحتوى، ولكن معها تخوفات من التأثير السلبي المحتمل على الإبداع البشري وجودة المحتوى.
ع.أ.ج/ع.ج.م ( أ ف ب)