إيران تتعهد بدفع تعويضات لأوكرانيا عقب إسقاط الطائرة
١١ يناير ٢٠٢٠قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الرئيس الإيراني حسن روحاني أبلغه في اتصال هاتفي أن طهران ستعاقب المسؤولين عن إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية، حسبما أفادت وكالة أنباء بلومبرغ اليوم السبت (11 كانون الثاني/ يناير 2020). وقال زيلينسكي إن روحاني اعترف له بأن الطائرة أسقطت نتيجة "خطأ عسكري"، مشيرا إلى أن كييف سترسل على الفور قائمة مطالب أخرى إلى إيران.
وطلب زيلينسكي من طهران السماح بإعادة جثث 11 أوكرانياً قضوا في الحادث، "بحلول 19 كانون الثاني/يناير"، معلنا أن الدبلوماسية الأوكرانية ستصدر بيانا حول قضية "التعويضات". وأكدت الرئاسة الأوكرانية أن "الجانب الإيراني متفق مع أوكرانيا في هذا الملف".
وفي اتصال هاتفي آخر، هذه المرة مع رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو، أكد الرئيس الإيراني أن بلاده بذلت قصارى جهودها منذ اللحظات الاولى لوقوع حادث سقوط طائرة نقل الركاب الأوكرانية، معلنا ترحيبه بأي تعاون دولي للوقوف على ملابسات الحادث، حسبما أفادت وكالة أنباء فارس الإيرانية.
من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الكندي الاستعداد لأي تعاون مع إيران في إطار القيام بالتحقيقات اللازمة بشأن هذا الحادث. وكشف ترودو بأنه قال لروحاني إن كندا تطلب "وضوحا كاملا" حول "المأساة الرهبية".
على صعيد متصل، أوصت وكالة سلامة الطيران الأوروبية شركات الطيران العاملة بالقارة اليوم السبت بتجنب المجال الجوي الإيراني حتى إشعار آخر وذلك عقب اعتراف إيران بأن قواتها المسلحة أسقطت طائرة الركاب الأوكرانية بطريق الخطأ. والتوصية تمديد لتوصية سابقة من الوكالة للسلطات المحلية في الدول الأوروبية بمنع شركات الطيران من التحليق في أجواء إيران على ارتفاع أقل من 25 ألف قدم. وأضافت الوكالة أن التوصية تأتي "في ضوء بيان من إيران بأن قواتها المسلحة أسقطت طائرة ركاب أوكرانية بطريق الخطأ".
وكانت إيران قالت في وقت سابق إن قواتها المسلحة أسقطت الطائرة بسبب "خطأ كارثي"، مضيفة أن الدفاعات الجوية استهدفتها بالخطأ بينما كانت في حالة تأهب عقب إطلاق صواريخ إيرانية على أهداف أمريكية في العراق.
واعتُبر الاعتراف مطمئنا بعض الشيء، إذ أكد أن طهران لن تخفي السبب المباشر للحادثة وسط دعوات دولية لمحاسبة المسؤولين وتعويض ذوي الضحايا وخفض التصعيد في المنطقة. ودعت طهران الولايات المتحدة وأوكرانيا وكندا وغيرها للمشاركة في التحقيق.
احتجاجات في إيران
وفي الداخل الإيراني، ذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية في تقرير نادر عن احتجاجات مناوئة للحكومة، أن محتجين رددوا هتافات ضد السلطات العليا للبلاد في طهران اليوم السبت، وذلك بعد إقرار الحرس الثوري بإسقاط طائرة الركاب الأوكرانية.
وطالبت مجموعة من المحتجين الإيرانيين الزعيم الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، بالتنحي. وأظهرت لقطات مصورة على تويتر مئات الأشخاص أمام جامعة أمير كبير في طهران وهم يهتفون "إرحل إرحل أيها الزعيم الأعلى (خامنئي)".
كما مزق المتظاهرون في الشارع أيضا صورا لقاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الذي قتلته واشنطن في ضربة بطائرة مسيرة. وعرضت وكالة فارس، التي ينظر لها على نطاق واسع باعتبارها مقربة من الحرس الثوري، صورا لمجموعة من الناس وصورة ممزقة لسليماني. وذكرت وكالة فارس أن عدد المحتجين يقدر بنحو 700 إلى ألف شخص.
وقال مراسل وكالة فرانس برس أن مئات الطلاب تجمعوا مطلع المساء في جامعة أمير كبير في وسط طهران لتكريم الضحايا الـ 176 الذين قتلوا في حادث تحطم الطائرة. وتحول التجمع التكريمي لاحقا الى تظاهرة غاضبة.
وذكرت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية اليوم السبت أن السلطات احتجزت مبعوثا بريطانيا لعدة ساعات أمام جامعة أمير كبير بطهران لتحريضه محتجين معارضين للحكومة.
ف.ي/ز.أ.ب (د.ب.أ، رويترز، أ.ف.ب)