إيران تعود إلى أيدي المحافظين وواشنطن قلقة
اعتبرت الإدارة الأمريكية فوز المرشح المحافظ محمود أحمدي نجاد في انتخابات الرئاسة الإيرانية بمثابة تخلف عن تيار الحرية الذي بدأ يأخذ مجراه في منطقة الشرق الأوسط. وقالت جوان مور المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "لم نر شيئا يمنعنا من التفكير بأن ايران تخلفت عن تيارات الحرية الجلية في العراق وافغانستان ولبنان". واضافت ان هذه الانتخابات تشوبها العيوب منذ بدايتها بسبب رفض طلبات اكثر من الف مرشح لها كان من بينهم 93 سيدة. وعبرت مور عن شكوك بلادها في أن يكون النظام الايراني مهتما بالتطلعات المشروعة لشعبه بما يثير قلق الاسرة الدولية. ويشارك مور في الراي عدد كبير من المراقبين الذين أصبحوا أكثر قلقاً على مسيرة الإصلاح وعلاقة الجمهورية الإسلامية مع الغرب بعد فوز تيار المتشددين. ويسود هذه العلاقة التوتر بسبب الخلافات حول عدة قضايا في مقدمتها ملف إيران النووي.
فوز ساحق
جاءت تصريحات المسؤولة الأمريكية بعدما أعلنت مصادر وزارة الداخلية الإيرانية أن رئيس بلدية طهران المتشدد محمود احمدي نجاد حقق فوزاً ساحقاً في انتخابات الرئاسة الايرانية أمس على منافسه المعتدل الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني. وجاء فوز احمدي نجاد البالغ من العمر 48 عاما نتيجة تأييد الفقراء والمسحوقين في مختلف أنحاء البلاد. وقد أظهرت الاحصاءات حصول نجاد على حوالي 62 بالمئة من أصوات الناخبين. وصرح مسؤول في مجلس صيانة الدستور أن عدد الذين ادلوا بأصواتهم بلغ 26 مليون شخص او 56 في المئة من مجموع الناخبين الذين يبلغ عددهم 47.6 مليون شخص، وهو ما يقل عن نسبة من ادلوا بأصواتهم خلال الجولة الاولى غير الحاسمة من الانتخابات يوم الجمعة الماضي والتي بلغت 63 في المئة.
آمال أوروبية
وفي أول رد فعل أوروبي جاء من لندن صرح وزير الخارجية البريطاني جاك سترو أن بلاده تأمل في ان تتخذ طهران تدابير سريعة استجابة لمخاوف المجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي. ومن باريس اعلن وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست ان بلاده تريد من ايران مواصلة العمل على تعليق الانشطة النووية. وأضاف " نتمنى ان تتمكن السلطات الايرانية المنتخبة حديثا من مواصلة العمل الذي بدأناه بهدف تعليق هذه الأنشطة". وفي برلين راهن وزير الخارجية الألماني يوشكا فشر على استمرار المحادثات الأوروبية الإيرانية الهادفة لحل النزاع بشأن البرنامج النووي الإيراني. وكتب فيشر في عدد جريدة "بيلد ام زونتاغ" الصفراء الذي سيصدر غداً الأحد أن حكومته تتوقع استمرار المباحثات بين ايران وفرنسا وبريطانيا والمانيا والممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا في عهد الرئيس الايراني الجديد بناء على اتفاق باريس. غير أنه انتقد اقصاء العديد من المرشحين والمرشحات عن خوض الانتخابات الإيرانية وما اسماه بالخلل في عملية الاقتراع.
معارضون يرحبون
وعلى عكس لإدارة الأمريكية رحب معارضون إيرانيون يعيشون في الولايات المتحدة بفوز احمدي نجاد لان ذلك سيسرع من سقوط الجمهورية الاسلامية التي يحاربونها حسب رأيهم. واعلن روزبه فرهاني بور الناشط في مجموعة مرزي بور كوهر العلمانية إن نجاحه يُعتبر أمر جيداً للمعارضة في مسيرتها نحو الثورة ضد نظام الجمهورية الإسلامية. واعلن بيهان مهر من حزب جبهة ملي الليبرالي ان الناخبين قاموا بالخيار الافضل بالنسبة للمعارضة الساعية إلى النظام. ويقدر عدد الإيرانيين الذي يعيشون في الولايات المتحدة ما بين منفي ومهاجر بين 400 إلى 600 ألفاً.
حكومة عدالة
وبعيد ساعات على إعلان الفوز صرح مقربون من احمدي نجاد أن الرئيس الجديد سيوفي بوعوده التي أطلقها خلال الحملة الانتخابية. ويأتي في مقدمتها تقسيم ثروات النفط بشكل عادل. وبناء على ذلك ذكر أحد المقربين منه أنه سيتم تشكيل حكومة "التغيي والعدالة وسعادة الشعب". وأضاف أن احتفالا بالفوز لن ينظم وسيتم الاكتفاء بالذهاب إلى المسجد لشكر الله على هذا النصر الكبير حسب تعبيره.
أول انتخابات من نوعها
حصلت انتخابات أمس بعد الجولة الأولى من انتخابات الأسبوع الماضي التي أدت إلى فوز احمدي نجاد ورفسنجاني بأكثرية أصوات الناخبين ولكن دون نتيجة حاسمة. وتعتبر هذه المرة الأولي منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979 التي لا ينتخب فيها الرئيس من الجولة الأولى من الانتخابات. وكان المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي من بين أوائل الذين أدلوا بأصواتهم بعد فتح مراكز الاقتراع في طهران، حيث أعرب عن ثقته بنزاهة الانتخابات ودعا الإيرانيين إلى المشاركة بكثافة فيها. كما نفى خامنئي دعمه لأي من المرشحين، مشيرًا إلى أن هذا الادعاء مصدره الخارج، وطالب الهيئات المشرفة على الانتخابات بالحياد والموضوعية.
دويتشه فيله + وكالات