إيران تنفذ حكم الإعدام بمتظاهر وبيربوك تعد برد أوروبي صارم
٨ ديسمبر ٢٠٢٢بعد أنباء عن إعدام أول متظاهر في إيران، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن الاتحاد الأوروبي سيرد على ذلك بإجراءات صارمة. وأضافت اليوم الخميس (الثامن من ديسمبر/ كانون الأول 2022) خلال اجتماع مع نظيرها الأيرلندي سيمون كوفيني في دبلن، أن الحقيقة بأن النظام الإيراني "يمثل نموذجا وحشيا بمحاكمات مختصرة غادرة" وحكم بالإعدام، تؤكد على ازدراء هذا النظام للإنسانية.
وتشهد إيران حركة احتجاجية اندلعت بعد موت مهسا أميني الشابة الكردية الإيرانية البالغة من العمر 22 عامًا في 16 أيلول/سبتمبر بعد ثلاثة أيام على توقيفها من قبل شرطة الأخلاق.
وقالت بيربوك : "نرى بالفعل منذ أسابيع أن القمع والتعسف من جانب النظام الإيراني أصبح أكثر وحشية". وأشارت إلى أن "أحكام الإعدام تُستخدم كأدوات للإرهاب، ويتم اعتقال أشخاص بالمئات والآلاف.. وفي السجون يتم استخدام العنف الجنسي بشكل متعمد". وقالت إن الأحداث تؤكد "مدى أهمية قيامنا كاتحاد أوروبي بالرد بعقوبات محددة تتعلق بحقوق الإنسان. وسوف نستمر في الرد بإجراءات صارمة".
ووفقا لمعلومات من دوائر حكومية، استدعت الخارجية الألمانية السفير الإيراني لدى ألمانيا، فيما يتعلق بهذه الأحداث.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية الأيرلندي سايمون كوفيني إن من المرجح أن يوسع الاتحاد الأوروبي عقوباته على إيران خلال اجتماع مجلس الشؤون الخارجية بالاتحاد يوم الاثنين في بروكسل. وأضاف كوفيني عقب محادثاته مع بيربوك "أعتقد أننا سنرى الاتحاد الأوروبي يتخذ إجراءات قوية وموحدة، وسيوسع العقوبات لتشمل المزيد من الأشخاص والكيانات"، في ضوء عملية الإعدام.
ونفذت إيران الخميس وللمرة الأولى منذ بدء التظاهرات التي تهز البلاد منذ منتصف أيلول/سبتمبر، أول حكم بالإعدام مرتبط بالاحتجاجات، وأكد موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية إعدام محسن شيكاري، الذي وصفته بـ "مثير الشغب الذي قطع شارع ستار خان في طهران في 25 أيلول/سبتمبر وجرح أحد عناصر الأمن بساطور".
وتم إلقاء القبض على محسن شيكاري (23 عاما) في طهران في 25 من أيلول/ سبتمبر الماضي، بتهمة الاعتداء على حارس أمن بسلاح، والتحريض على الإرهاب. وأدانت محكمة الثورة الإيرانية في العاصمة طهران الرجل بـ"شن حرب على الله" وفقا للقانون الإسلامي. ورفضت المحكمة العليا الاستئناف.
وصدر حكم الإعدام بحق شيكاري في 20 من تشرين الثاني/ نوفمبر، بحسب ما أوردته وكالة أنباء "ميزان".
وأثار تنفيذ حكم الإعدام غضب الحكومات الألمانية والفرنسية والبريطانية. ودانت باريس عملية الإعدام التي جاءت لتضاف إلى "انتهاكات جسيمة وغير مقبولة أخرى" بينما قالت لندن إنها "فضيحة".
وقالت منظمة العفو الدولية إنها "شعرت بالهلع" من إعدام شيكاري بعد ثلاثة أسابيع فقط على إدانته في "محاكمة صورية جائرة جدا". وأضافت أن "إعدامه يفضح وحشية ما يسمى بنظام العدالة في إيران حيث يواجه عشرات غيره المصير نفسه".
ودعا محمود العامري مقدم مدير منظمة حقوق الإنسان الإيرانية ومقرها أوسلو، إلى رد دولي قوي وإلا "سنواجه عمليات إعدام جماعية للمتظاهرين". وقال إن "محسن شيكاري أعدم بعد محاكمة متسرعة وجائرة بدون محام"، مشيرا إلى أن الإعدام تم بعد 75 يوما فقط على اعتقاله.
ص.ش/أ.ح (د ب أ، أ ف ب، رويترز)