إيران-ارتفاع حصيلة القتلى بأحد السجون وعقوبات أوروبية مرتقبة
١٧ أكتوبر ٢٠٢٢
ارتفعت حصيلة القتلى جراء الحريق والاضطرابات التي شهدها سجن إيفين بطهران ليل السبت الى ثمانية نزلاء، وفق ما أفادت السلطة القضائية الإيرانية الإثنين، بعد وفاة أربعة أشخاص آخرين متأثرين بجروهم.
وأورد موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية، أن أربعة سجناء توفوا في المستشفى "نظراً لتراجع وضعهم الصحي، ما يرفع العدد الإجمالي لضحايا الحريق والمواجهات بين السجناء الى ثمانية أشخاص"، مشيراً إلى أن كل القتلى هم من المحكومين بجرائم سرقة.
من ناحية أخرى، دعا الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إيران إلى توضيح أسباب الحادث.
وقال بوريل على موقع تويتر "نتوقع أقصى قدر من الشفافية بشأن الوضع، مشيرا إلى أن السلطات الإيرانية مسؤولة عن أرواح كل نزلاء سجن إيفين، ومن بينهم نشطاء حقوق الإنسان ومواطنو الاتحاد الأوروبي، وأضاف أنه نقل "قلقه الشديد" بشأن الوضع لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان.
عقوبات أوروبية
ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ اليوم الاثنين (17 أكتوبر/تشرين الأول 2022) ومن المرجح أيضاً أن يوافقوا خلال الاجتماع على فرض عقوبات إضافية على إيران بسبب حملة القمع الأخيرة التي شنتها طهران على المتظاهرين.
ومن المتوقع أن يفرض الوزراء حظر سفر وتجميد أصول على نحو 15 إيرانيا شاركوا في قمع المتظاهرين في إيران الذين خرجوا إلى الشوارع بعد وفاة جينا مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما خلال احتجاز الشرطة لها.
غموض يحيط بالحادث
كانت وسائل حكومية إيرانية قد أعلنت يوم الأحد أن أربعة سجناء لقوا حتفهم وأصيب 61 آخرون في حريق شب بسجن إيفين في طهران يوم السبت. وقال شهود عيان إن سلسلة من الانفجارات وقعت بالسجن، بعد ذلك اندلعت النيران.
وقالت السلطات الإيرانية إن ورشة عمل بالسجن نشب فيها حريق "بعد اشتباك بين عدد من السجناء المدانين بجرائم مالية وسرقة". ويضم سجن إيفين الكثير من النزلاء الذين يواجهون اتهامات أمنية ومن بينهم إيرانيون من مزدوجي الجنسية.
وذكرت وسائل إعلام رسمية نقلاً عن القضاء الإيراني أن أربعة من المصابين في حالة حرجة وأن مقتل الآخرين جاء نتيجة استنشاق الدخان الناجم عن الحريق. وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي طلابا في إحدى جامعات طهران يهتفون "إيران تحولت إلى سجن كبير. سجن إيفين تحول إلى مجزر".
ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة اللقطات بشكل مستقل.
ولجأت أُسر بعض المعتقلين السياسيين في سجن إيفين لوسائل التواصل الاجتماعي لمطالبة السلطات بضمان سلامتهم. وأدرجت الحكومة الأمريكية السجن في عام 2018 على القائمة السوداء بسبب "الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان".
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية " إرنا" عن المدعي العام في طهران قوله إن الوضع في السجن غير مرتبط بالاحتجاجات الأخيرة في البلاد، وأن الاشتباكات التي وقعت فيه نزاع داخلي، مضيفة أن المكان الذي وقعت فيه الاشتباكات منفصل عن المكان الذي يجري فيه احتجاز السجناء بتهم أمنية، وتابع المدعي العام أن الوضع حاليا تحت السيطرة.
يشار إلى أن سجن إيفين مشهور عنه أنه يستخدم لاحتجاز السجناء السياسيين والمثقفين. وتم على نطاق واسع الإبلاغ عن سوء المعاملة والظروف القاتمة داخله وجرى نقل عدد من المتظاهرين إلى السجن لمشاركتهم في المظاهرات المناهضة للحكومة.
ع.ح./ع.ج.م. (أ ف ب، رويترز، د ب ا)