إيران: مظاهرات في ذكرى اقتحام السفارة الأمريكية
٤ نوفمبر ٢٠١٣تظاهر متشددون إيرانيون اليوم الإثنين لإحياء ذكرى اقتحام السفارة الأمريكية في طهران عام 1979 في مؤشر على العقبات الهائلة التي تعترض المبادرة الدبلوماسية للرئيس حسن روحاني لتهدئة التوترات مع واشنطن. وقالت وسائل إعلام إيرانية إن أعدادا كبيرة من المتظاهرين تجمعت في وقت مبكر من الصباح أمام مبنى السفارة التي توصف كثيرا "بوكر الجواسيس" حاملين لافتات مناهضة للولايات المتحدة وملوحين بالإعلام هاتفين "الموت لأمريكا".
وبدأ الحصار عام 1979 باقتحام نشطاء من الطلبة السفارة واحتجاز 52 من موظفيها لمدة 444 يوما للتنديد بدخول الشاه السابق المستشفى في الولايات المتحدة وللمطالبة بإعادته إلى إيران. وكذلك للاحتجاج على ما وصفوه ب"التدخلات" الأمريكية في الشؤون الإيرانية. وأدت هذه القضية إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. ولم تستأنف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ ذلك الحين. وبات مبنى السفارة الأمريكية السابق الذي سمي بـ"وكر الجواسيس" مركزا ثقافيا يديره الباسيج (المليشيا الإسلامية) ويضم متحفا يعرض "الجرائم" الأمريكية بحق إيران.
وتكتسب التظاهرات السنوية أهمية أكبر العام الجاري لأن الحكومة الجديدة تسعى لتهدئة التوترات مع الدول الغربية والتي تفاقمت خلال ولايتي الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد. ولاحظ مراسل لوكالة فرانس برس أن التعبئة كانت أكبر من السنوات السابقة. وبالفعل فقد دعت مجموعات محافظة إلى تظاهرات أكبر في مؤشر على الريبة تجاه الولايات المتحدة بالرغم من مبادرات المصالحة تجاه الغرب التي قام بها الرئيس المعتدل حسن روحاني منذ انتخابه في حزيران/يونيو. وجرت تظاهرات أخرى في مدن عدة من البلاد بحسب الصور التي بثها التلفزيون الرسمي. وحمل المتظاهرون رسوما تمثل الرئيس الأمريكي باراك أوباما واحرقوا أعلاما أمريكية وإسرائيلية.
وفيما ستتواصل المفاوضات بين الدول الكبرى وإيران حول البرنامج النووي الإيراني هذا الأسبوع في جنيف، رفع المتظاهرون مجسمات لأجهزة طرد مركزي تستخدم لتخصيب اليورانيوم، في إشارة إلى "صمود الأمة أمام العقوبات" كما كتب على إحدى اللافتات. وتواجه إيران، التي يشتبه الغرب - ورغم نفيها المتكرر- بأنها تخفي شقا عسكريا تحت غطاء برنامجها النووي المدني جملة من العقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها. ويشارك في احتفالات الذكرى في طهران بحسب وسائل الإعلام عدد من الشخصيات المحافظة في عدادهم قائد الباسيج (الميليشيا الإسلامية) محمد رضا نقدي وكذلك احد نواب الرئيس إضافة إلى عدد من الوزراء.
ش.ع/ (أ.ف.ب، رويترز)