إيزيديو العراق ينتقدون قوات البشمركة لفشلها في حمايتهم
١١ أغسطس ٢٠١٥"نريد أن يسمع الناس الطيبون صلواتنا وأن يحرروا أرضنا بأسرع وقت ممكن"، يقول رئيس أساقفة السريان الكاثوليك في الموصل يوحنا بطرس موشي. في صباح أحد أيام الخميس أدى رئيس الأساقفة مع رجال دين آخرين صلوات في دير من القرن الرابع الميلادي من أجل عودتهم إلى ديارهم. ويعتقد أن هذا الدير هو أقدم دير في العالم. وحاليا يمكن زيارته بإذن خاص فقط لأنه يقع في منطقة عسكرية مغلقة. وعلى مقربة منه تقع قيادة لواء البشمركة الثاني عشر التابع للأكراد.
بعد استيلاء "داعش" على الموصل، تحركت قواتهم في الثالث من آب/ أغسطس 2014 باتجاه مدينة سنجار، التي كان يقطنها 100 ألف نسمة. وتم وقف زحفهم على أبواب أربيل ودهوك. أرسل الأمريكيون طائرات عسكرية وعادوا للتدخل عسكرياً في العراق.
نتائج قليلة
منذ ذلك الحين تواصلت غارات التحالف على مواقع "داعش" في العراق وسوريا، إلا أن النتائج قليلة. فكلما أحرزت هذه الهجمات نجاحا في مكان ما، يسارع مقاتلو "داعش" إلى الاستيلاء على مدينة أخرى. وهذا ما حدث بعد طردهم من تكريت حين استولوا على مدن في محافظة الأنبار. وفي حين نجحت قوات البشمركة في تأمين سد الموصل الإستراتيجي، فإنها توقفت عن مهاجمة سنجار واستعادتها، وهي موطن آلاف الإيزيديين.
من مقر قيادة اللواء 12 يمكن الإطلال على سهل نينوى ومشاهدة رايات "داعش" السوداء خفاقة على المآذن وأعمدة الاتصالات وأبراج الكنائس. إذ لا تبعد المدينة سوى ثلاثة كيلومترات عن مقر قيادة البشمركة. "وضعنا أكواما من التراب وحفرنا خنادق لتحصين مواقعنا"، يقول قائد عسكري من البشمركة، ويضيف: "أما هم، فلديهم ألغام ومتفجرات تي. إن. تي". وحتى الآن مات أكثر من 1500 من مقاتلي البشمركة في الأراضي التي استعادوها من سيطرة "داعش"، معظمهم بسبب الألغام الأرضية، التي زرعها مقاتلو التظيم الإرهابي. ويأمل الجنرال بأن يحضر خبراء قريبا للكشف عن مناطق وجود الألغام والمساعدة في إبطال مفعولها.
سنة من عذابات الإيزيديين
نارين شمّو إيزيدية في الثامنة والعشرين ومن بلدة باشيكا. تدمع عيناها حين تتذكرها: "باشيكا كانت عراقاً صغيراً". في هذه البلدة عاشت مختلف طوائف العراق منذ مئات السنين بسلام، وكان للشابة نارين صداقات من مختلف الطوائف، وتقول: "كنت سعيدة بعيشنا معا وبسلام". أما الآن فتعيش في أربيل وتساورها شكوك بإمكاينة العودة ذات يوم إلى بلدتها. ففي باشيكا توجد اليوم قوات البشمركة وهي تعتبر البشمركة مسؤولة عن معاناتها. وتعتقد أن انسحاب الجنود هو السبب في مآسي الإيزيديين.
كذلك هناك تركمان ومسيحيون يتحدثون عن إهمال الأكراد، الذين وعدوهم بحمايتهم. فبعد شهرين من انسحاب الجيش العراقي أمام هجوم "داعش" في حزيران/ يونيو 2014، انهارت قوات البشمركة أيضا أمام "داعش". ويقال حتى إن 700 مقاتل من البشمركة انضموا آنذاك إلى صفوف "داعش". وفرار ما بين 8000 إلى 10000 مقاتل من البشمركة ترك لدى كثيرين مرارة في النفس وأساء لسمعة البشمركة. آنذاك تحدث البعض عن مؤامرة وأن الأمريكيين طلبوا منهم الانسحاب، كما يسمع المرء كثيرا أن الموساد الإسرائيلي يتعاون مع "داعش". "لم نكن مستعدين جيدا وسلاحنا لم يكن يكفي لمواجهة هذا العدو"، يقول مقاتلون من البشمركة يرابطون على تلال بلدة باشيكا.