إيكوبيا - البناء بذكاء والعيش بطريقة مستدامة
١٧ أبريل ٢٠١٣
ما معنى أن نبني بشكلٍ مستدامٍ في القرن الحادي والعشرين؟ لائحة المواصفات المطلوبة طويلة، بدءًا باستخدام مواد البناء الرفيق بالبيئة وإعادة تدوير المواد القديمة مرورًا باعتماد تقنيات مجدية من ناحية ترشيد الطاقة وصولاً إلى الاهتمام بالجانب الثقافي للمشاريع. عبر سلسلة "إيكوبيا - البناء بذكاء والعيش بطريقة مستدامة" المكونة من خمس حلقات سنواكب عمل مهندسين معماريين ألمان وعالميين ونرافقهم إلى مشاريعهم المعمارية المبتكرة حول العالم.
مكتب الهندسة المعمارية "غيربر" من مدينة دورتموند يعيد تصميم المكتبة الوطنية القائمة في الرياض بشكلٍ يرشِّد الطاقة. ولكننا لا يمكن أن ندَّعي أن البناء المستدام قد أصبح أمرًا مفروغًا منه في عالمنا. إذ مازال المهندسون مضطرين لبذل جهودٍ حثيثة من أجل إقناع أصحاب المشاريع بجدوى الاستدامة. كما نلتقي في نيويورك بالمهندس المعماري الأمريكي بليك كراسيك الذي صمم ناطحة سحاب ذات مواصفات بديلة. برج بيئي سيستخدم لزراعة المواد الغذائية فحسب. ويريد كراسيك أن تـُبنى العمارة المكونة من 120 طابقًا وسط نيويورك.
سنغافورة رائدة البناء الإيكولوجي في آسيا. المهندسون في مكتب الهندسة "فونغ مان سام و ريتشارد هاسل" يعتمدون على النباتات جزءًا من هيكلية المبنى. وهم يبتكرون المباني النباتية النامية التي تـُستخدمُ مساكن وفنادق وهي رائدة في العالم. كما صمموا فندقًا راقٍ في بالي لم يستخدموا فيه سوى مواد بناءٍ موجودة في المحيط القريب، وللسقوف وتلبيس الجدران استفادوا من أخشاب السكك الحديدية القديمة وأعمدة الكهرباء المستخدمة.
الصين بدورها تريد أن تسلك طرقًا جديدة، فالخطة الخمسية الراهنة تنص بوضوح على أهمية البناء الإيكولوجي. وقد صمم المهندس المعماري النمساوي فولف بريكس في داليان الصينية مركز مؤتمرات يشمل دار أوبرا ويعتمد تقنيات بيئية رائدة يُستفاد بها من الرياح ومياه البحر والضوء. أما رؤيا المهندس النجم فتذهب أبعد من ذلك، حيث يرى أن المباني المستقبلية لا بدَّ وأن تُنتج الطاقة التي تحتاجها بنفسها.