اثبات فرضية احتواء كوكب الارض على نواة صلبة
تعلم الإنسان من تجاربه المريرة مع الحمم البركانية أن جوف الأرض لا يمكن أن يكون مجرد كتل صخرية خامدة، كما أن علماء الجيولوجيا على يقين من أن نسبة المواد الذائبة تحت قشرة الكرة الأرضية التي يُطلق عليها "أتينوسفيره" في ازدياد متواصل، وهو ما يظهره بطء سرعة موجات الزلازل في هذه المنطقة بشكل واضح.
ونظراً إلى أنه لا يمكن فحص طبقات الأرض السفلى التي تمتد إلى عمق 2500 كيلومتر والتي تحتوي في جوفها على نواة قطرها 5000 كيلومتر باستخدام أدوات الحفر المعهودة، تبقي موجات الزلازل وما تكشفه من حقائق علمية الطريقة الوحيدة المتوفرة لدراسة هذه الظاهرة. والجدير بذكره هو أن عالمة الزلازل الدنماركية إنغه ليمان كانت أول من أثبت وجود نواة للكرة الأرضية في عام 1936، كما أنها توصلت إلى أن القشرة الخارجية تتميز بالسيولة، بينما النواة الداخلية بالصلابة. ولكن حتى الآن لم يتم إثبات هذه الحقائق بصورة لا لبس فيها علمياً.
إثبات صلابة نواة الأرض
الدراسة الجديدة التي قام فريق بحث مكون من باحثين من دول مختلفة بإجرائها تستطيع أن تعطي أدلة تؤكد على صلابة نواة الكرة الأرضية. فقد قام عالم الزلازل أيمين تسلو، الباحث في جامعة كاليفورنيا وبمشاركة زميلين له، بتقييم بيانات جمعتها أجهزة تسجيل الهزات الأرضية المتمركزة في شبكة محطات لرصد الزلازل قريبة من مدينة إرلانغن في جنوب ألمانيا. وفي خلال هذه الدراسة تم تحليل بيانات أكثر من 20 زلزال ضخم وقعت في جنوب المحيط الهادئ قي الفترة مابين 1980 و 1999.
وأشار الباحثون في مقال بهذا الخصوص نُشر في مجلة "Science" العلمية إلى أن جنوب ألمانيا تشكل نقطة مراقبة مثالية لدراسة طبيعة هذه الزلازل، لأن موجات الزلازل التي يتم رصدها في هذه المنطقة يجب أن تمر من خلال نواة الأرض. ثم قارن باحثوا علم الزلازل البيانات الواقعية المرصودة في مركز "غريفنبورغ- أريه" الألماني بالنتائج المتوقعة نظرياً عند افتراض أن الكرة الأرضية تحتوي على نواة صلبة. وفي نهاية الدراسة أثبت التوافق الكبير بين هذه البيانات صحة هذه الفرضية.
لؤي المدهون