اجتماع حاسم للتحالف المسيحي في ملفي خلافة ميركل وكورونا
١١ أبريل ٢٠٢١بحضور المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل انطلقت صباح الأحد (11 أبريل/ نيسان 2021) أعمال اجتماع الهيئة التنفيذية لكتلة التحالف المسيحي الديمقراطي، الذي تضم الكوادر الرئيسية للحزبين في البرلمان الألماني "بوندستاغ".
وتتصدر أزمة كورونا وتداعياتها الإجتماع الذي يوصف بالحاسم لمسألة مستقبل خلافة المستشارة ميركل. وأكدت ميركل أنها ستجري مشاورات في اجتماع المجموعة البرلمانية للتحالف المحافظ حول تعديل قانون الحماية من عدوى الفيروس، وأكد زعيم المجموعة الإقليمية في الحزب المسيحي الديمقراطي الكسندر دوبريندت الإتجاه نحو تغزيز صلاحيات الحكومة الفيدرالية في مواجهة الجائحة.
ويحتدم السباق لخلافة ميركل في معسكرها المسيحي المحافظ الذي يجمع المرشحَين المحتملَين المتنافسَين، في الاجتماع الافتراضي الذي يعقد بشكل مغلق ويناقش مسألة المرشح المقبل للمستشارية في الانتخابات العامة التي تجري في سبتمبر/ أيلول المقبل.
والسؤال الذي يُطرح على كل لسان: مَن بينأرمين لاشيت (60 عاماً) زعيم الاتحاد الديموقراطي المسيحي وماركوس زودر (54 عاماً) رئيس الحزب الحليف البافاري الاتحاد الاجتماعي المسيحي، سيخوض السباق لقيادة الحملة والوصول المحتمل إلى المستشارية؟
ولم يعلن أي منهما رسميا ترشيحه بعد. لكن رغبتهما في الترشح لم تعد موضع شكّ وقد وعد المحافظون بحسم المسألة "بين عيدَي الفصح والعنصرة" (24 أيار/ مايو). والضغوط تتزايد.
وكانت ميركل قد قررت مغادرة السلطة عقب انتخابات 26 أيلول/ سبتمبر المقبل بعد 16 عاماً في الحكم، ما سيفتح المجال لحقبة جديدة.
حزب ميركل ومحاولة الخروج من النفق
ودعا زعيم كتلة المحافظين النافذة في مجلس النواب رالف برينكهاوس حتى إلى جدول زمني مكثّف مع إصدار قرار "في الأسبوعين المقبلين". والهدف من ذلك إخراج الحزب من الوضع الصعب الذي يمرّ به في أسرع وقت ممكن، إذ إن نهاية عهد ميركل تتحوّل إلى محنة بالنسبة للحزب، إلى حدّ تعريض انتصاره في الانتخابات التشريعية الذي كان يبدو مضموناً قبل بضعة أشهر، للخطر.
بعد إدارتهما غير المنتظمة لأزمة الوباء العالمي وتكبدهما انتكاسة انتخابية في اقتراعين محليين مؤخراً، يواجه الاتحاد الديموقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي، فضيحة اختلاس أموال مرتبطة بشراء كمامات طبية.
وبلغ الاضطراب ذروته كما تكشف استطلاعات الرأي الأخيرة: فتحالف الحزبين لا يحصد حالياً سوى بين 26 بالمائة و28,5 في المائة من نوايا التصويت، أي أقلّ بعشر نقاط من شعبيته في شباط/ فبراير الماضي، إضافة وانهيار حاد لهذه النسبة منذ العام الماضي عندما بلغت 40 بالمائة.
وأظهر أحدث استطلاع للرأي أن شعبية لاشيت تراجعت بشكل ملحوظ، حيث عبر 26 بالمائة فقط من المؤهلين للتصويت في ولاية شمال الراين- ويستفاليا عن رضاهم عن عمل رئيس وزراء حكومة الولاية، مقابل 34 بالمائة في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، وذلك وفق مؤشرات NRW Trend بتكليف من مجلة ويستبول بإذاعة غرب ألمانيا (WDR) المحلية. وفي استطلاع لمؤسسة "انفراتيست ديماب" Infratest dimap، قال إن 69 بالمائة (زائد 31 نقطة) إنهم غير راضين عن عمل لاشيت.
هل يستفيد الخضر من اضطراب المعسكر المسيحي؟
وبات حزب الخضر ينافس المعسكر المحافظ بعد أن سجّل ارتفاعاً في شعبيته منذ الانتخابات الأوروبية عام 2019 هو الذي يحلم بانتزاع المستشارية من الاتحاد الديموقراطي المسيحي.
وبذلك يصبح اختيار المرشح المحافظ أمر بالغ الأهمية. ومن غير المتوقع أن تُحسم المسألة الأحد أثناء اجتماع الكوادر الرئيسيين في الكتلة البرلمانية. لكن التحالف قد يعطي مؤشرات إلى التوجه العام، في وقت سيُدعى المرشحان المحتملان إلى تقديم رؤية كل منهما للمستقبل.
وكتبت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الصادرة في ميونيخ أن هذا الاجتماع للبرلمانيين سيكون خصوصاً "نوعاً من الامتحان للترشيحات". واعتبرت صحيفة "بيلد" أن عطلة نهاية الأسبوع الحالي ستكشف "الحقيقة". ومن المقرر أن يُعقد مؤتمر صحافي بعد ظهر الأحد يشارك فيه لاشيت وزودر.
وتُظهر استطلاعات الرأي أن ماركوس زودر، رئيس الاتحاد الاجتماعي المسيحي يتقدّم على منافسه، إلا أن في ألمانيا لا يتمّ انتخاب المستشار من خلال الاقتراع العام المباشر بل من قبل النواب. وأفادت قناة "آ ار دي" الرسمية أن 54 بالمائة من الناخبين يعتبرون أنه مرشّح جيّد. أما بالنسبة لأرمين لاشيت، فهو لم يحصل سوى على 16 بالمائة من نوايا التصويت.
لكن عموماً تعود مسألة طرح المرشح إلى الاتحاد الديموقراطي المسيحي، الحزب الأقوى في التحالف، إذ إن الاتحاد الاجتماعي المسيحي ليس سوى حزب اقليمي. ونجح هذا الأخير مرتين منذ الحرب في تمثيل المعسكر المحافظ كاملاً في الانتخابات، إلا أنه واجه انتكاستين.
من جهته، يواجه أرمين لاشيت الذي انتُخب منذ كانون الثاني/ يناير فقط على رأس الاتحاد الديموقراطي المسيحي النكسة تلو الأخرى. فقد أثار موقفه الأخير من إغلاق صارم لكن مدّته قصيرة بهدف لجم الموجة الثالثة من وباء كوفيد-19، انتقادات وحتى سخرية.
وكان رئيس وزراء ولاية شمال الراين - ويستفاليا حتى الآن الداعي إلى تخفيف الاجراءات إلى حدّ الدخول في نزاع مع ميركل.
وقال ماركوس زودر إن "مرشح الاتحاد الديموقراطي المسيحي- الاتحاد الاجتماعي المسيحي، لن يحقق نجاحاً بدون دعم ميركل".
ومسألة تعيين مرشح ملحة جدا في نظر الاتحاد الديموقراطي المسيحي إذ إن الحزب الاشتراكي الديموقراطي سبق أن حسم المسألة منذ أشهر عدة، باختياره وزير المال الحالي أولاف شولتز. أما حزب الخضر فسيعيّن مرشّحه في 19 نيسان/ أبريل.
م.س/ ع.غ ( د ب أ ، أ ف ، رويترز)