اجتماع رامشتاين- فشل الاتفاق على إمداد كييف بدبابات ليوبارد
٢٠ يناير ٢٠٢٣فشل وزراء الدفاع والقادة العسكريون من نحو خمسين دولة في الاتفاق، الجمعة (20 يناير/كانون الثاني 2023)، على تسليم كييف دبابات ثقيلة من طراز ليوبارد ألمانية الصنع، خلال اجتماع دعت إليه الولايات المتحدة في قاعدة رامشتاين الجوية في غرب ألمانيا، لعدم الحصول على ضوء أخضر من برلين.
وبالرغم من اضطرار كييف لانتظار إجراء مزيد من النقاشات للحصول على الدبابات التي تطالب بها، فإن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والسويد والدنمارك أصدرت إعلانات منفردة عن إرسال شحنات أسلحة كبيرة إلى البلد، من ضمنها مدرعات وصواريخ بعيدة المدى وعالية الدقة.
وكانت لندن وعدت كييف في نهاية الأسبوع الماضي بدبابات ثقيلة من طراز تشالنغر، فيما تواجه ألمانيا ضغوطاً شديدة حتى تسمح للدول التي تملك دبابات ليوبارد بأن تسلمها لأوكرانيا.
المساعدات الدولية لأوكرانيا مستمرة
وفي مطلق الأحوال، أكد المستشار الألماني أولاف شولتس في دافوس أن بلاده ستواصل مساعدة أوكرانيا "ما دام ذلك ضرورياً".
من جهتها، قالت رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين "أعتقد أن الرسالة الوحيدة التي نحتاج إلى توجيهها، هي أننا سندعم أوكرانيا ما دام ذلك ضروريا"، مضيفة "سنة، سنتان، خمس سنوات، عشر سنوات، خمس عشرة سنة".
واعتبرت نائبة رئيس الوزراء الكندي كريستيا فريلاند أن "أوكرانيا ستنتصر" حتماً، مضيفة "دعونا ننتهي من هذا الأمر على وجه السرعة".
ويبدي الحلفاء الغربيون ثقتهم بفرص انتصار أوكرانيا في الحرب التي تشنها عليها روسيا. وأوردت صحيفة نيويورك تايمز أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تصبح "أكثر تقبلاً لفكرة أن تهاجم أوكرانيا القرم"، شبه الجزيرة التي احتلتها روسيا وضمتها عام 2014 والتي كانت تعتبرها واشنطن حتى الآن خطاً أحمر يجب ألّا تتخطاه أوكرانيا.
حتى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي دعا في الماضي إلى عدم "إذلال" روسيا، بات يتحدث علناً عن انتصار أوكرانيا، واعداً بتقديم دبابات خفيفة من طراز AMX-10 RC ستصل اعتباراً من الشهر المقبل.
تحذيرات روسية
لكن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف رد، معتبراً أن الدول الغربية "متوهمة" حول قدرة أوكرانيا على الانتصار "على أرض المعركة".
من جانبه، حذر الرئيس الروسي السابق دميتري مدفيديف بأن "قوة نووية تخسر في حرب تقليدية يمكن أن تتسبب باندلاع حرب نووية".
ويرى المحللون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يسعى لتعبئة مزيد من الرجال أو لإطالة أمد النزاع مراهناً على الوقت بوجه الدول الغربية التي قد تشهد انتخابات تؤدي إلى تغيير حكومات، أو قد يتراجع استعدادها للإبقاء على مستويات المساعدة الحالية لأوكرانيا.
وحرصاً منهم على عدم استفزاز موسكو، القوة النووية، رفض حلفاء أوكرانيا لفترة طويلة قبل الغزو الروسي منحها كمية كبيرة من الأسلحة، وهم يترددون كثيراً لاتخاذ قرار بشأن تسليمها "أسلحة هجومية" مثل الدبابات.
في هذه الأثناء، يبدو أن النقاش حول "السأم" حيال أوكرانيا أغلق، ولا سيما برأي السيدة الأولى أولينا زيلينسكا التي ردت على أسئلة صحافيين في دافوس، مؤكدة "سأكون صريحة تماماً معكم، سئمت الأسئلة حول السأم".
عقوبات إضافية على "فاغنر"
وقال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات إضافية الأسبوع المقبل على مجموعة (فاغنر) العسكرية الروسية الخاصة، التي يقول عنها مسؤولون أمريكيون إنها تساعد الجيش الروسي في حرب أوكرانيا.
وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إن وزارة الخزانة الأمريكية ستصنف فاغنر منظمة إجرامية كبيرة عابرة للحدود.
وأضاف للصحفين في إفادة بالبيت الأبيض "وفقاً لهذا التصنيف، سنفرض أيضا عقوبات إضافية الأسبوع المقبل على فاغنر وشبكة الدعم لها على مستوى عدة قارات. هذه الإجراءات إقرار بالتهديد الدولي الذي تشكله فاغنر، بما في ذلك نموذج النشاط الإجرامي الخطير الذي تمضي فيه".
ويترتب على إعلان فاغنر منظمة إجرامية عابرة للحدود، بموجب قرار تنفيذي أمريكي، تجميد أي أصول للمجموعة في الولايات المتحدة ومنع الأمريكيين من تقديم أي أموال أو بضائع أو خدمات لها.
تقدم أوكراني مهم
من جهته، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية مارك ميلي إن أوكرانيا حققت بعض التقدم المهم وسط القتال الضاري الذي عانت منه، لكن خط الجبهة طويل جداً وثابت في أغلبه.
وقال ميلي إنه في الوقت الحالي، من المرجح أن يظل التركيز على الدفاع من أجل تحقيق الاستقرار في الجبهة. وأضاف أنه اعتماداً على مدى سرعة تقدم شحنات الأسلحة من الشركاء الدوليين وتدريب الجيش الأوكراني على أنظمة الأسلحة الجديدة ، فإنه من المحتمل أيضاً قيام الجيش الأوكراني بشن هجوم مضاد كبير لتحرير أكبر قدر ممكن من الأراضي الأوكرانية.
وقال ميلي :"هذه حرب دموية للغاية. وهناك خسائر كبيرة في كلا الجانبين" ، مشيراً إلى أن تحديد هذا بدقة أمر من الصعوبة بمكان دائماً في الحرب، ولكنه أعرب عن اعتقاده بأن روسيا فقدت "أكثر من 100 ألف" جندي.
وأوضح ميلي: "لقد عانى الروس من قدر هائل من الخسائر في صفوف قوات جيشهم، وهذا يشمل الجيش النظامي وأيضاً المرتزقة في مجموعة فاجنر والقوات الأخرى التي تقاتل مع الروس"، مضيفا: "لقد عانوا كثيراً حقاً".
وشدد ميلي على أن هناك أيضاً خسائر كبيرة في الجيش الأوكراني، ويشمل ذلك العديد من المدنيين الأبرياء - دون الكشف عن أية أرقام.
ع.ح./ف.ي. (أ ف ب، رويترز)