اجتماع في الرباط يبحث "خارطة طريق" للاتحاد المغاربي
١٨ فبراير ٢٠١٢فيما دعا الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى تفعيل اتحاد المغاربي "في مواجهة التحديات الجديدة والتكتلات الاقليمية"، اعتبر أمين عام الاتحاد المغاربي الذي يضم دول المغرب العربي الخمس، موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا، إلى اعتماد خارطة طريق جديدة لاطلاق مسيرة الاتحاد المجمدة منذ سنة 1994، وذلك عبر التوقيع على اتفاقية لاقامة منطقة للتبادل الحر.
ويعقد اليوم السبت (18 فبراير/شباط 2012) في الرباط٬ اجتماع مجلس وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي في دورته الثلاثين، الذي يشارك فيه وزراء خارجية المغرب سعد الدين العثماني والجزائر مراد مدلسي وتونس رفيق عبد السلام وليبيا عاشور بن خيال٬ الذي ترأس بلاده الدورة الحالية٬ فيما ترأس الوفد الموريتاني السفير الموريتاني بالرباط محمد ولد معاوية نيابة عن الوزير.
ونقلت وكالة المغرب العربي لللأنباء أن وزراء الخارجية المغاربيين شددوا في كلماتهم خلال الاجتماع، على أهمية المحافظة على هذا الاتحاد المغاربي، وضرورة العمل على تجاوز كل العراقيل التي أعاقت وتعيق سير العمل المغاربي المشترك٬ داعين إلى الاستفادة من التحولات السياسية والديموقراطية التي تعرفها المنطقة للرقي بهذا الاتحاد إلى ما تطمح إليه كل الشعوب المغاربية.
وكان عاشور بن خيال وزير الخارجية والتعاون الليبي رئيس الدورة٬ قد قال في افتتاح الاجتماع إن التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها "عالمنا أصبحت تحتم علينا اليوم أكثر من أي وقت مضى العمل معا على تنشيط وتوسيع آفاق العمل المغاربي وفق منهجية واضحة تحقق مصالح شعوبنا المغاربية".
خارطة طريق
ويناقش وزراء الخارجية المغاربية مبادرة اطلقها الرئيس التونسي منصف المرزوقي لعقد قمة مغاربية هذا العام تهدف لاخراج الاتحاد المغاربي من حالة الجمود التي يتخبط فيها منذ سنة 1994 بسبب توتر في العلاقات بين المغرب والجزائر، على خلفية قضايا أمنية وملف الصحراء الغربية.
وفي ختام هذه الجلسة تناول الكلمة٬ الأمين العام للاتحاد٬ الحبيب بن يحيى الذي استعرض أنشطة الاتحاد في الفترة الماضية٬ والأنشطة المزمع القيام بها مستقبلا. ودعا بن يحيى إلى خارطة طريق٬ قال إنها تتضمن أربع أولويات تتمثل في التوقيع على اتفاقية قيام منطقة التبادل الحر الجاهزة٬ وذلك بدعوة مجلس وزراء التجارة إلى الانعقاد في دورة طارئة بطرابلس٬ وكذا التزام الأمانة العامة بفض إشكاليات قواعد المنشأ وما يتبعها خلال اجتماعات عاجلة للخبراء بمقرها قبل شهر يونيو المقبل موعد المؤتمر المغاربي الثالث.
ويأتي هذا الاجتماع في ظل ظروف استثنائية تهمين عليها أجواء الربيع العربي الذي أطاح بنظامين من أنظمة الدول الخمس المشكلة للاتحاد المغاربي. وأيضا في ظل التقارب بين المغرب والجزائر الذي توج بتوقيع وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني مع نظيره الجزائري مراد مدلسي٬ أمس الجمعة (17 فبراير/ شباط 2012) بالرباط ٬ مذكرة تفاهم بين المغرب والجزائر بشأن وضع آلية للتشاور السياسي. وكان وزير الخارجية المغربي قد أعلن في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الجزائري٬ عقب مباحثات لهما٬ أن توقيع هذه الاتفاقية بشأن التشاور السياسي ليست إلا حلقة من حلقات رفع مستوى التعاون بين البلدين وتعميقه مضيفا أن توقيع هذا الاتفاق يندرج في إطار مواصلة العمل الذي تم البدء فيه بالجزائر.
الاتحاد "ضرورة حيوية وملحة"
وكان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قد اكد في وقت سابق اليوم في رسالة إلى قادة الدول الأعضاء في اتحاد المغرب العربي أن بناء المغرب العربي، في عصر التكتلات الإقليمية والدولية "ضرورة حيوية وملحة". وقال الرئيس بوتفليقة إن "تحقيق وحدة المغرب العربي في عصر التكتلات الجهوية والدولية ضرورة حيوية ملحة لتمكين شعوبنا الشقيقة من مواجهة التحديات ضمن تجمع مرصوص البناء وموحد الكلمة".
ووجه الرئيس الجزائري الرسالة إلى كل من ملك المغرب محمد السادس والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز والرئيس التونسي منصف المرزوقي ورئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل. وذلك بمناسبة الذكرى الثالثة والعشرين لتأسيس اتحاد المغرب العربي في 17 شباط/فبراير 1989 في مدينة مراكش المغربية. وخلص بوتفليقة إلى القول إنه "لاشك في أن الفرصة سانحة الآن لتحيين التفكير حول التشييد المغاربي المبني على تكامل إقتصادي يرتكز على متابعة سياسات مشتركة في كافة الميادين".
(ع.ش/ أ ف ب، رويترز)
مراجعة: منصف السليمي