ارتفاع حالات الانتحار في أوساط الشباب في ألمانيا
٢٣ أكتوبر ٢٠٠٧أشارت بعض الإحصائيات إلى أن عدد ضحايا الانتحار في ألمانيا تجاوز في الآونة الأخيرة إجمالي عدد قتلى ضحايا المرور ومرض الايدز وإدمان المخدرات وقضايا القتل. فقد أصبح الانتحار بين الشباب الألماني ثاني أكبر سبب للوفاة بعد حوادث المرور. وارتفعت معدلات الانتحار في هذا البلد لدرجة بلغ فيها متوسط عدد محاولات الانتحار في أنحاء البلاد محاولة واحدة كل أربع دقائق ومتوسط ضحايا الانتحار قتيل واحد كل 47 دقيقة.
وعلى هامش مؤتمر الجمعية الألمانية-النمساوية للوقاية من الانتحار، الذي عقد في مدينة هاله الألمانية وكُرس لمناقشة حالات الانتحار بين الشباب وكيفية الوقاية منها، أوضح عالم النفس جورج فيدلر أن ألمانيا أصبحت في المرتبة الثالثة بين الدول الأوروبية في معدلات الانتحار. وبحسب الباحث الألماني فقد احتلت محاولات الانتحار بين الفئة العمرية حتى 25 عاما أعلى المعدلات. وتصدرت ولايات سكسونيا وبريمن وتورينغن وسكسونيا انهالت أعلى المعدلات بين الولايات الألمانية.
أسباب نفسية واجتماعية
ويشير عالم النفس إلى أن نسبة 20 بالمائة من البنات في ألمانيا و 10 بالمائة من المراهقين الذكور لهم سابق خبرة بمحاولات الانتحار، كما أن 60 بالمائة من الشباب فكروا في محاولة الانتحار بسبب مشاكل الحياة التي تؤدي للإصابة بالاكتئاب، فيما فكرت نسبة 30 بالمائة من الشباب في الانتحار لأسباب نفسية مرضية.
وتقول إحصائيات عام 2005 إن 239 مراهقا تتراوح أعمارهم بين 10 و 19 عاما راحوا ضحية الانتحار وبلغ عدد المحاولات بين هذه الفئة العمرية عشرة أضعاف وارتفعت النسبة بصفة خاصة بين البنات اللاتي تتراوح أعمارهن بين
15 و 25 عاما.
وأرجع عالم النفس فيدلر أسباب الانتحار بين الشباب إلى الخلافات العائلية والعلاقات الاجتماعية، إذ ترتفع المعدلات في الأسر التي تتعاطى المخدرات وتعاني من العنف داخلها. ويؤكد فيدلر في هذا السياق أن أكبر المشاكل تتمثل في تخوف الشباب المقدمين على الانتحار من مناقشة مشاكلهم في ظل غياب من يثقون بهم في محيطهم الإجتماعي. كما طالب فيدلر بمواصلة تدريب الأطباء والمعلمين وموظفي الشؤون الاجتماعية وجميع الفئات التي تتعامل مع المراهقين والشباب كوسيلة لمحاولة احتواء مشاكل الشباب وكسب ثقتهم والتعرف مبكرا على إمكانية إقدامهم على الانتحار.