ارتفاع قيمة أسهم العملاقة دايملر كرايسلر
أظهرت الأرباح التجارية التي حققتها شركة دايملر كرايسلر في الربع الثالث من هذا العام ارتفاعا ملموسا مقارنة مع أرباح العام الماضي لنفس الفترة. ووصل ارتفاع نسبة الأرباح 38 في المائة، أي ما يٌعادل 1.838 ميليار يورو. وقد أثر هذا الارتفاع كذلك بشكل ملحوظ على مجمل مؤشر الأسهم الألمانية. هذا وتأثرت أسهم شركتي السيارات فولكسفاغن و BMW كذلك إيجابيا من تلك البيانات. وبما أن هذا الأرقام فاقت توقعات الأرباح في الأسواق المالية بادرت الشركة إلى الإسراع في نشر بيانات عائداتها. وفي خضم ذلك صرح مسؤل الجهاز المالي في ديملر، بودو أوبر، على ضوء تلك النتائج بأن كافة أصناف سيارات "ديملر" ساهمت في تلك النتائج المرضية وجلبت أرباحا مما عزز قيمة أسهم الشركة.
وأعرب المسؤل المالي كذلك عن قلقه تجاه الارتفاع المتزايد في مستوى الفوائد، الشيء الذي يمكن أن يشكل متاعب لجهاز الخدمات المالية في الشركة. ورغم هذه الطفرة التي شهدتها سلة أسهم "ديملر كرايسلر" فإنها لم تصل نسب الأرباح التي حققتها الشركة في نفس الفترة من العام الفارط. لكن المراقبين الماليين يعزون تلك الأرباح عقب بيع "ديملر كرايسلر" لحصصها من الأسهم في شركة "هونداي" مما وفر" لديملر" سيولة مالية قدرت ب 252 مليون يورو. ورغم كل المؤشرات الإيجابية لم تغير "ديملر" من توقعات ارباحها للسنة الجارية رغم التكاليف التي تنتظر العملاقة "ديملر كرايسلر" جراء نيتها إعادة هيكلة فرع السيارات الصغيرة من نوع "سمارت" بتكلفة باهظة تقدر بنحو 1.1 مليار يورو. بل أبعد من ذلك يتوقع مسئولو "ديملر" جني أرباح توازي أرباح السنة الماضية، أي ما يناهز 5.8 ميليار يورو.
استراتيجية جديدة
ساهم تسويق موديلات جديدة في تحسين الأرباح التجارية للعملاقة "ديملر كرايسلر". فقد عرفت مبيعات "كريزلر" لوحدها ارتفاعا بمعدل 13 في المائة، أي ما يُقارب 736.000 سيارة بيعت في مختلف الأسواق العالمية. وحققت سيارات "جيب" ذات الدفع الرباعي زيادة في المبيعات بلغت 45 في المائة. ولعل ما لعب دورا أساسيا في تفعيل المبيعات هو سياسة التسويق الجديدة التي اعتمدت على عرض تخفيضات مغرية لتحفيز العملاء على استغلال تخفيضات تشابه تلك التي يتمتع بها العاملون لدى مصانع وإدارة "ديملر" نفسها. بالإضافة إلى ذلك لعبت هذه الإستراتيجية الجديدة دورا أساسيا في إبعاد المنافسين وتعزيز مكانتها في مبيعات السيارات في الولايات المتحدة الأمريكية على الأخص. وارتفعت بالتالي حصتها في السوق الأمريكي لتصل حدود 12.8 في المائة.
السيارات الرياضية
وعلى صعيد آخر، ساهمت سيارات "مرسيديس" الرياضية من فئة م "M- Klasse" وفئة ب "B-Klasse في تعزيز مكانة "ديملر" التسويقية. فرغم المشاكل التي نجمت عن استرجاع عدد من السيارات بعد اتضاح عيوب وثغرات في الجودة تسببت فيها بعض قطع الغيار التابعة لشركة "بوش" للصناعات الكهربائية، يستبعد أوبر أن تؤثر تلك المشاكل على توقعات الأرباح. ويأتي ذلك الارتياح بعد أن دفعت شركة "بوش" لديملر كرايسلر تعويضا بما قيمته 130 مليون يورو. ورغم كل البيانات الإيجابية التي توفي بانتعاش مبيعات "ديملر كرايسلر" فإن النتائج الإيجابية الأخيرة لم تدفع المسؤولين في إدارة شؤون العملاقة في العدول عن مخططات تقضي بتسريح عدد كبير من العمال كجزء من سياسة الإصلاح الداخلي تتوخى منها تقليص التكاليف وتحسين القدرات التنافسية.
طارق أنكاي